فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


20أوت 1955 / 20 أوت 1956...الذكرى المزدوجة ل 20 اوت من كل سنة

الحمد لله حمدا لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تعبد ، أما بعد …

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يحيي الشعب الجزائري اليوم الذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني في 1955 ومؤتمر الصومام في 1956 اللذين يصادفان يوم 20 أوت، وكان لهما الفضل في دفع الثورة التحريرية إلى النجاح، وشكلا المنعرج الحاسم في مسيرتها البطولية من خلال إعطائها نفسا جديدا بالتطبيق الدقيق لإستراتيجية فك الحصار وتعميم الكفاح المسلح وإعادة تنظيمه.

فقد قرر قادة جيش التحرير الوطني في الشمال القسنطيني في 1955، وبعد مرور أقل من سنة عن اندلاع الثورة التحريرية أول نوفمبر 1954، شن هجوم كبير على حوالي 40 هدفا عسكريا واقتصاديا استعماريا، كانت دواعيه، تشمل بالأساس، فك الخناق عن منطقة الأوراس، وإبراز الطابع الشعبي للثورة وجلب انتباه المجموعة الدولية حول "القضية الجزائرية" لا سيما بعد قرار القمة الأفرو-آسيوية لباندونغ التي انعقدت من 18 إلى 24 أفريل 1955 بالعمل على إدراجها ضمن جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقد حققت تلك الهجمات التاريخية كل أهدافها المرجوة، والفضل في ذلك يعود إلى الدقة التي ميزت التحضيرات التي سبقته، حيث دعا قائد الولاية التاريخية الثانية الشهيد البطل زيغود يوسف الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 34 سنة إلى "ندوة عامة" لمناضلي المنطقة انتظمت من 25 جوان إلى 1 جويلية 1955 تحضيرا لهجوم 20 أوت

. استمرت هجومات 20 أوت 1955 لمدة أسبوع تكبد فيها العدو ضربات موجعة من قبل المجاهدين و من طرف الشعب، فأحدثت نتائج هامة داخل الوطن و خارجه، ففي الداخل وضعت هذه العمليات حدا نهائيا للذين بقوا مترددين في الالتحاق بالثورة، وفي الخارج أيقن الأعداء أن الثورة سائرة على نظام محكم و تعمل وفق برامج محددة لتحقيق هدفها في الاستقلال، و هذا ما تجسد فعلا سنة بعد هذه الهجومات، وذلك بانعقاد مؤتمر الصومام الذي جاء لينظم و يهيكل الثورة الجزائرية.

وتبعا لتلك الهجمات والنتائج التي أفرزتها قرر قادة جبهة التحرير الوطني تنظيم مؤتمر موحد لقادة كل المناطق بالداخل والخارج واختاروا تاريخ 20 أوت 1956 موعدا للقاء، الذي تم في وادي الصومام بمنطقة وجبال القبائل وشكل فرصة تاريخية لإعادة تنظيم طرق ونظام الكفاح من أجل الاستقلال.

. وكما كان منتظرا أفضى ذلك المؤتمر إلى قرارات هامة ساهمت في إنجاح الثورة وأرست القاعدة فيما بعد لإقامة الدولة الجزائرية الحديثة.

وخلاصة القول أن مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 ساعد على وضع مؤسسات ضمنت استمرارية الثورة التحريرية، حيث عملت الهيكلة الجديدة على ضمان السيطرة على التطور والنشاط الكبيرين اللذين شهدتهما الثورة في مختلف الميادين بينما ساعد النظام العسكري الجديد الذي وضعه المؤتمر على السيطرة واستيعاب الأعداد الكثيرة من المواطنين الذين التحقوا بجيش التحرير، حيث زاد إقبال المتطوعين على الانخراط في صفوفه في كل مناطق الوطن الجزائري -طلبا للاستشهاد في سبيل الوطن، وهكذا عمت العمليات العسكرية كل التراب الوطني وتعددت هجومات وحدات جيش التحرير الذي ارتفع عدده خلال هذه المرحلة إلى ألآف المجاهدين، بالإضافة إلى عدد مماثل من المسبلين والفدائيين وكسب أكثر من 13 ألف قطعة من الأسلحة الحربية من بينها قطع حديثه كالرشاشات ومدافع الهاون التي بدأت تدخل من الخارج ابتداء من سنة 1956 حسب المؤرخين ، وهو ما مكن من تكوين الفصائل والكتائب في أواخر هذه السنة وأتاح فرصة خوض المعارك بتشكيلات منظمة كبدت العدو الفرنسي المستدمر خسائر كبيرة في الارواح والمعدات.

. على الصعيد السياسي

– برهنت هجومات 20 أوت 1955 على أن الثورة المسلحة ذات طابع جماهيري.

– بلورة التضامن الشعبي و تعميق القناعة الثورية و تكوين المصير و تجسيد الشمولية.

– الاعتراف بجبهة التحرير الوطني ممثلا شرعيا للدفاع عن الوطن.

و تجدر الإشارة إلى أن من نتائج هذا الهجوم على الصعيد الخارجي: انتقال الثورة الجزائرية إلى المحافل الدولية و أصبحت تتصدر الصفحات الأولى في جرائد العالم، فتلقت دعوة للحضور في ندوة باندونغ، التي أسفرت على مصادقة هذه الدول على لائحة مصيرية تطالب بحق الجزائر في تقرير المصير

لقد أصبحت الثورة الجزائرية مصدرا من مصادر الفكر الثوري في العالم وعاملا من العوامل التي شجعت وتشجع على المقاومة والكفاح من أجل انعتاق الإنسان وتحريره في العالم. وبما أن التاريخ هو ذاكرة الشعوب والأمم، فمن حقها ومن واجبها أن تحتفل وتذكر الأجيال الصاعدة بتلك الأحداث الكبرى التي كانت من الأسباب الرئيسية في استرجاع السيادة الوطنية، ولا شك أن حدثي 20 أوت 1955 و20 أوت 1956 هما من أهم الأحداث التي عاشتها الثورة التحريرية ودفعت بها إلى النجاح، كما تعتبر هذه الأحداث ترجمة لفلسفة الثورة التحريرية وإرادتها على تحرير الجزائريين من العبودية التي فرضها عليهم الاستعمارالفرنسي الخبيث.

و في الأخير وليس آخرا - أودّ أن أوجه رسالة إلى كل الجزائريين المخلصين: " أولا الله يرحم الشهداء .. الله يطول في عمر المجاهدين الاحرار " ، ونقول أيضا-- فمن حقنا أن نفرح بانتصارات عظيمة كهذه و نفخر بالرجال الأبطال الذين كتبوا تاريخنا بدمائهم الزكية الطاهرة و نحسبهم شهداء احياءعند ربهم يرزقون. ولكن !!! هذا ماصنع أجدادنا فماذا صنعنا نحن ياترى؟؟؟ ............... *" تحيا الجزائر المجد والخلود للشهداء في جنة النعيم"*

الفيلم الوثائقي المثير عن تاريخ الجزائر - YouTube


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة