فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 2946.93
إعلانات


رسالة الى حجاجنا وحجاج بيت الله الحرام " الحج الأخلاق "

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، والصلاة والسلام على رسول الله،سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين وسلم تسليما الى يوم الدين

-حجاج بيت الله الحرام الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ، ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ، أما بعد

- السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الحج الأخلاق

** ألف مبروك لحجاج بيت الله الحرام...**

.. سلك الإسلام في التأكيد على لزوم مراعاة الأخلاق والقيم في كافة مناحي حياة الفرد والمجتمع منهجًا حكيمًا حتى تتحقق استقامة الفرد -- ولقد جعل الشرع الشريف التزام الأخلاق ومراعاة القيم سمة من سمات شخصية المسلم الذي هو عبد لله تعالى،..

..أيام معدودات هي رحلة الحج المباركة لمن أذن لهم الرحمن زيارة بيته الحرام هذا العام،تلك الرحلة الطيبة المباركة الميمونة التي يعيشها السعداء كل عام لمن افترض فيهم الحج تلبية لدعوة سيدنا ابراهيم تنفيذا لامر مولاه جل وعلا "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم " صدق الله العظيم.

*نعم،.. في هذه الأيام الميمونة المباركة كما اشرنا اليه أعلاه - يستعد حجاج بيت الله الحرام من جزائرنا الحبيبة ومن كل بقاع الارض للسفر من مشارق الأرض ومغاربها متجهين إلى الاراضي المقدسة والمشاعر الدينية بمكة المكرمة وعرفات الله والمزدلفة ومنى ورمي الجمرات والطواف بالبيت العتيق وزيارةالحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة التي تضاء جنباتها بنوره، ليعيش الحجيج أفضل أيام الله على الأرض في ذي الحجة ،ويلمسوا من خلال تجربة أنسانية رائعة صغر حجم الدنيا بهمومها ومتاعبها وصراعاتها ومشاغلها أمام الرغبة في الفوز برضاء الله وطلب المغفرة والتوبة من كل الذنوب والمعاصي والآثام .ويشعر كل من حاج وطاف ولبى وكبر لله عز وجل أن البيت المعمور داخل قلبه وأن كل منسك من مناسك الحج أصبح جزءا من حياته وله فيها ذكرى، وأن مابقي من العمر يحتاج إلى اهتمام وأصلاح وتقوى أكبر من ذي قبل، وأن الطريق الصحيح له بأن يعمل صالحا يرضى الله وأن يطلب منه عز وجل أن يحسن له الخاتمة وأن يكتبه في عباده الصالحين، كما يشعر الحجاج أنهم بتصرفاتهم يخرجون من عباءة الدنيا وزينتها وزخرفها إلى طاعة الله، وهي سعادة لايلمس حلاوتها في قلبه إلا من ذاق طعمها وعاش لحظاتها خلال الحج، للدرجة التي تدفع عددا من الحجاج إلى المشقة في المشي لمسافات طويلة لأماكن المناسك ليكون الثواب من الله بقدر العمل،...

..والحج أيها الحجاج المحترمين يحتاج لإستعداد نفسي وروحي كبير أثناء وجود الأنسان في بيته وداخل بلده قبل السفر، ومعرفة دقيقة بأركان الحج وأداء المناسك لكي يتجنب الوقوع في الأخطاء، فاللهم إغفر لكل مشتاق لبيتك الحرام ولكل من تعلق قلبه وعقله به ولايقدر على الذهاب اليه، بقدر غفرانك للحجيج ويسر لنا أمورنا وأسترنا وأرحمنا بقدر رحمتك بالحجيج، ياغافر الذنب وقابل التوب ياأرحم الراحمين يارب العالمين، واللهم أدخلنا الجنة بلا سابقة حساب ولاعذاب ولا عقاب مثل الحجيج، اللهم ياقبل كل شيء وبعد كل شيء اغفر لنا كل شيء...

** الحج الى بيت الله الحرام مدرسة من مدارس الأخلاق فصولها الصبر والصدق والبر والكرم والرحمة والصفح والحلم والمراقبة والتقوى ، ولن يؤتي الحج ثمرته إلا إذا ظهر أثر هذه الفضائل على سلوك المرء وتعامله مع الآخرين والبعد عن الفحشاء والمنكر واللغو والرفث والفسوق والجدال والكبرالخ...،" مثله مثل الصوم "... ويستقر صلاح المجتمع ويزداد تقدُّم الأمم والشعوب؛ فالأخلاق تنشأ لدى المسلم مع الاعتقاد الذي يقتضي اليقين باطلاع الله تعالى على ظاهره وباطنه،... وتتفاعل معه في المعاملات، وتسري في العبادات، فضلا عن حصر النبي صلى الله عليه وسلم رسالته الخالدة في إتمام حُسْن الأخلاق ومكارم الأفعال، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي بِتَمَامِ مكارمِ الْأَخْلَاقِ، وكَمَالِ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ»

ولقد جعل الشرع الشريف التزام الأخلاق ومراعاة القيم سمة من سمات شخصية المسلم الذي هو عبد لله تعالى، ولذلك لابد للحاج ان يكون سفيرا لبلاده...خلوقا صبورا...الخ من القيم النبيلة

وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهروالحمى )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نعم،تجتمع في شعيرة الحج معاني الهجرة الحسية والمعنوية مما يجعل هذه الشعيرة الكبرى فرصة عظيمة للمسلم حتى يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه،..

نعم، ..هذه الايام العظيمة التي أقسم بها المولى عز وجل "والفجر وليال عشر" هي افضل الايام في العام لعظمها ولقسم الله بها، ولهذا ومن فرط عظمها قال عنها رب العباد "الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج

ما أجمل أن نتضرع إلى الله عز وجل وندعو من قلوبنا ونقول «يارب»، فهي كلمة السر وراء أي نجاح وهي تأشيرة الدخول الى دنيا التطهر من «قذارة» السياسة والانحطاط الأخلاقي والكذب اللامحدود في مجالات الحياة ، والتخلص من تعب القلوب طالما كانت الدعوة خالصة لوجه الله، وطالما نطقنا بها ونحن موقنون بالإجابة.. فهل حاولنا ولو على سبيل التجربة أن نرفع أيدينا الى السماء بكل خشوع ونقول «يارب» خاصة أننا نعيش أياما مباركة تفوح منها رائحة الجنة ؟ ـ يارب امنحنا القدرة على ضبط النفس وعدم الانسياق وراء ما يحاول البعض أن يشتتنا ويجرفنا نحوه لفعل الرذيلة والفسق والنفاق

ـ يارب ارفع مقتك وغضبك عنا واغفر لنا وارحمنا وارزقنا نعمة الصبر على البلاء الذي حل بنا، والذي لم يتوقف عند حد «قطع الأرزاق» فحسب بل امتد ليصل إلى انهيار تام في الأخلاق والقيم النبيلة

ـ يارب اخذل المتآمرين على الجزائر وشعبها وحدودها وخيراتها سواء من الداخل او الخارج , ورد كيدهم في نحرهم ، خاصة هؤلاء الذين تمتلئ صحيفة سوابقهم بجميع أشكال جرائم الانحراف والانحطاط وقلة الأدب.
ـ يارب ونحن على ابواب الحج وعيد الاضحى المبارك اجعل ايامنا هذه فرصة لاستعادة الثقة في أنفسنا لتصبح عيدا بمعنى الكلمة.. عيدا حقيقيا لكل الجزائريين.. عيدا للكبار والصغار.. الرجال والنساء.... الجيش والشرطة وكل أسلاك الامن الجزائرية وكل الشعب, والأغلبية الصامتة و الثائرين ضد الفساد والمفسدين والتخريب والارهاب الخبيث

ـ يارب امنحنا القدرة على أن نعمق بداخلنا مبدأ الجزائرأولا ونجعل من ذلك نقطة انطلاقة جديدة تحمل في طياتها مجموعة من القيم النبيلة وهي العدل والحق والخير والجمال..والتعاوون على الإتحاد و البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان

** الامر أيها الجاج ضيوف الرحمن خطير فليس الحج مجرد مناسك تؤدى من طواف وسعي والوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمرات وطواف الافاضة وسعي الحج ،الامر متعلق بتنفيذ تعاليم المولى عز وجل ولذا علينا تدبر ايات الحج تدبرا جيدا فحين يقول المولى عز وجل "فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم" ..وعندما يقول سبحانه فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ..وكذلك قوله نعالى "واذكروا الله في ايام معدودات" ..وقوله "وأتموا الحج والعمرة لله" ..."ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما"..وكذلك قوله "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" .
الايات التي أوردها لنا العلي القدير في كتابه عن الحج وأهميته وحكمة فرضه ومشروعيته والغرض منه كثيرة وواضحة وشارحة للناس كافة الخطوات تفصيلا وإخبارا وشرحا ..
لذلك يجب على المسافرين إلى بيت الله الحرام تلبية لدعوته العظيمة لهم بالذهاب الى بيته أن يذاكروا جيدا ايات الله الكثيرة عن الحج تدبرا وتفسيرا وعملا حتى لا يقعوا في المحظور ولا يجنوا من ذهابهم وإيابهم سوى المشقة والتعب والانفاق ويحصدون الخيبة والندم والخسران،تعليمات العلي القدير واضحة وجلية ليس بها لبس أو غموض ،فاتقوا في أثناء حجكم الشهوات جميعا شهوة الجسد وشهوة التسوق والجدال ..

** وأخيرا وليس آخرا..الى الاخوة الذين توكلوا على الله و المتوجهين الى أطهر أرض على الإطلاق بمكة المكرمة والمدينة المنورة لاداء فريضة الحج هذا العام **الركن الخامس من اركان الاسلام **

لاتنسونا من صالح الدعاء و اسألوا الله ان يرفع الغم و الهم عن أمتنا الإسلامية و ينصر المسلمين على اعداء هذا الدين
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "

نسأل الله يحفظكم جميعا يا حجاج بيت الله الحرام ونسأله أن يتقبل منكم العمل الصالح , دعاءنا لكم بالذهاب والعودة الى بلدكم الجزائر أرض الشهداء سالمين آمينين ان شاء الله و ان يكون حجكم حجا مبرورا وذنبكم ذنبا مغفورا وسعيكم سعيا مشكورا وعودة ميمونة الى أرض الوطن سالمين غانمين ان شاء الله رب العالمين


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة