نعم الجزائر- ل- الكاتب صالح عوض
الثلاثاء 18 جويلية 2017 ميلادي الموافق لـ 24 شوال 1438 هجري
نعم الجزائر
[date] 2017/07/18
صالح عوض
كان لابد من اختصار الوقت كثيرا واختصار تضحيات وثروات كثيرة حتى نصل الى الصيغة العملية لتعاملنا مع بعضنا في ظل نشوب ازماتنا الاقليمية او الداخلية..
انه يحق للجزائريين ان يفتخروا ان لهم دولة تعرف بالدقة كيفية الالتزام بمبادئ العمل السياسي الخارجي بما يوفر الحد الاكبر من الاحترام والمهابة لدولة صنعتها ثورة هي الأعظم بلا شك.. وعندما يفتخر الجزائريون بذلك انما هم يؤدون تحية لمن يبذل الجهد على مدار الساعة لكي تظل الخطوات مضبوطة ولا يحدث هناك اي تجنح او اصطفاف او غلو يدفع الشعب ثمنه الباهظ كما يحصل في كثير من البلدان.
مجيء اليمنيين والخليجيين والليبيين والماليين وسواهم الى عاصمة الجزائر يعني بوضوح أن الجميع بمتناقضاتهم يجمعون على ان الموقف الجزائري باستمرار يتحلى بأخلاقية عالية تكسبه الثقة اللازمة لتعامل الخصوم وهذا بحد ذاته من الأهمية بحيث بالإمكان القول انه احد اهم ثورات الجزائر.
من هنا يتم الالتفات الى العرب في كل قضاياهم الناشبة بينهم وفي داخلهم، أليس من العيب ان نبحث عن مرجعيات دولية لحل أزماتنا الداخلية فيتم التعامل معنا على اننا قصر لا نصلح لإدارة أمورنا ولم نبلغ سن الرشد بعد فيما كان بإمكاننا ولا يزال ان نبحث عن مرجع عربي نلجأ اليه في ازماتنا ليقوم بمبادرات ومشاورات ووضع تصورات لكي نخرج من قضايانا باقل الخسائر وبأكبر قسط من المهابة.
بين دول الخليج المتماحكة ازمة لا يصلح لحلها الا الجزائر، وبين ايران والخليج ازمة لا يصلح لحلها الا الجزائر، وبين الليبيين تعقيدات لا يصلح لحلها الا الجزائر، وبين الافارقة المجاورين ازمات لا يصلح لحلها الا الجزائر.. وبين الفلسطينيين ازمة ثقة وازمة ادارة ل ايمكن ان يتدخل بنصح واخوة ومحبة لحلها الا الجزائر.
من هنا يكون السبيل لكي نبحث عن انفسنا وعن امكاناتنا الذاتية لتفعيل علاقاتنا بما يعود بالنفع على الامة جميعا.. ولكن للأسف يسرع البعض الى العدو ليجعل رأيه هو المرجع ويكون العدو ينتظر الصيد الثمين فيطيل الازمات ويعقدها ويشعبها ويصبح على الامة ان تدفع من دمها واعصابها ومالها الكثير الكثير بلا اي جدوى.
ان الامة بأحوج ما تكون لصوت الحكمة والحرص والصبر على ايجاد المخارج من ازماتنا، وهذا يعني بوضوح اننا ينبغي ان لا ننخرط في توهين قوى الامة واشاعة اليأس من قدراتنا بل نحن قادرون متى توفرت الإرادة ان نعالج أمراضنا بأيدينا.
من جديد عندما يفتخر الجزائريون بسياسة دولتهم وخطها السياسي الناضج الراشد انما هم يعبرون عن التزامهم بوحدة امتهم وتوفير الامن والاستقرار فيها والانحياز المطلق لفلسطين.. تولانا الله برحمته.