فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 2946.93
إعلانات


افضحوا أذناب فرنسا!

افضحوا أذناب فرنسا!

[date] 2017/07/10

رشيد ولدبوسيافة author-picture

رئيس تحرير مكلف بالمتابعة

ترى ماذا يحدث لو أنّ مسؤولا فرنسيا تكلّم مع الفرنسيين باللّغة الألمانية، أو نشّط ندوة صحفية بلغة غير لغة أهل البلد، مهما كانت هذه اللّغة متطورة ومنتشرة في العالم كالإنجليزية مثلا؟ هل سيسمح الفرنسيون بهذا الاعتداء السّافر على الهوية واللغة الفرنسية التي تقاوم بصعوبة بالغة نفوذ اللغة العالمية الأولى؟

ما قامت به الوزيرة هدى إيمان فرعون بمحاولة تطبيق دستور البلاد وتحرير الوثائق الرّسمية من عقود ومحرّرات باللّغة الوطنية هي خطوة في الاتّجاه الصّحيح مع علمنا أنّ حدّة المقاومة داخل مؤسسة البريد وكل المؤسسات الرسمية لهذا التوجه أقوى من إرادة الوزيرة الشابّة في تطبيق قوانين الجمهورية.

بعد خمس وخمسين عاما من الاستقلال، لا يزال في الجزائر مسؤولون يحرصون على رعاية مصالح فرنسا، ولا يزال الكثير منهم يستخدم كل ما أوتي من نفوذ وقوة للتصدي لأيِّ محاولة لتطبيق لغة الجزائريين في الإدارة والمؤسسات، دون أن يقدم مبررات هذه العمل "الخياني" في حق أحد أهم عناصر الهوية الوطنية.

هل أخطأت الشعوب والأمم الأخرى حين التزمت بلغاتها وطورتها وأصدرت القوانين الصّارمة لحمايتها من الاختراقات وهيمنة اللغات الأجنبية عليها؟ وما السبب الذي يجعل عددا كبيرا من الجزائريين يتطوع للدفاع عن لغة المستعمِر، ويفعل المستحيل لتبقى مسيطرة على الإدارة والاقتصاد والصحة وفي باقي شؤون الحياة؟

ثم ما هذه الرّدة المسجّلة على مستوى قطاعات التّربية والتعليم العالي؟ وما السر وراء العمل الدؤوب لإعادة مجد اللغة الفرنسية الضائع بعد عقود من تطبيق سياسة التعريب؟ ولماذا ترتعد فرائص "الفرنكفونيين" أمام الإقبال المتزايد على اللغة الانجليزية من قبل الشباب الذين اكتشفوا أن آباءهم مستلبين ثقافيا ولغويا على غرار ما يحدث في كل مستعمرات فرنسا خاصة المستعمرات الإفريقية التي تخلت عن لغاتها الأصلية وتحولت إلى اللغة الفرنسية؟

على أنصار الهوية والمدافعين عن مكانة اللغة العربية في الجزائر أن يتوقفوا عن سياسة التنديد وردود الفعل والمرور إلى مرحلة جديدة لإعادة الأمور إلى نصابها من خلال فضح كل وزير أو مسؤول مهما كانت درجته يتورط في الاستهانة باللغة العربية والتضييق عليها، وتشجيع اللّغة الفرنسية التي تبقى لغة المستعمِر الذي أباد أجدادنا ونهب ثرواتنا وطمس هويتنا، وما المانع من إعادة تفعيل قانون تعميم استعمال اللغة العربية الذي يبقى حبيس الأدراج بسبب تردُّدنا وجبننا وعدم قدرتنا على مجابهة عملاء فرنسا في الجزائر.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة