فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 2946.93
إعلانات


...اللهم اني صائم... مهلا رمضان..مهلا سيدي وسيد الشهور مهلا ..

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ، ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ، أما بعد ...

.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

**نعم، مع بداية رمضان المعظم، عُدتُ بذاكرتي إلى عام مضى؛ مستذكرا أصدقائي وجيراني،وأهلي وأبنائي... ممن شهدوا معي هذا الشهر نفسه، في العام الماضي؛ فاكتشفت أن الموت قد غيَّب كثيرين منهم هذا العام، وبينهم الكبير والصغير، والصحيح والسقيم، ومن كانت وفاته صدمة، أو موته بغير علَّة،او إرهاب الطرقات الخ...و لان الموت واحد والأسباب متعددة،.. وكانت من بين هؤلاء إبنتي المرحومة بإذن الله تعالى -- فاطمة الزهراء رحمها الله وأسكنها فسيح جناته هي وكل إخوانها من المسلمين والمسلمات رحمهم الله أجمعين في جنة النعيم .. لا اله الا الله محمدا رسول الله.*

* نعم ، لعلَّه إذن آخر "رمضان" في حياتي انا ايضا وعلمه عند ربي** «رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء» ونطلب من الله عزوجل حسن الخاتمة.

*اللهم ..إني صائم.. / نعم أخي الصائم،...منذ ساعات كنا نقول اهلا رمضان وهانحن - الان - نقول مهلا رمضان ، وبعد ساعات سنقول وداعا رمضان ، هكذا الزمن يدور والحياة تسير والسفر الى الله طويل والزاد مع العباد قليل وربك يخلق ما يشاء ويختار وكل شئ عنده بمقدار ... فاغتموا شهركم واطيعواربكم واكثروا زادكم ..عيشوا مع القران ، فما احلى كلام الله ..!! كلام الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال، وأطهر ما يمر بالفم و واجمل ما تنطق به الشفتان، وأسمى ما يتعلق به العقل الواعي، وافضل ما يستقر في العقل الباطن........ و نقول..الحمد لله رب العالمين أن بلغنا شهر رمضان الكريم هذا العام ، بما يحمله من جلال في القلوب وصفاء للأرواح يزيل عنها آلام المعاناة وقسوة الحياة والمرض وهروب الأماني وذبول الأحلام ويعيد لها الإحساس النبيل بالرضا والقناعة، ... ها نحن نعيش في ظل شهر رمضان شهر البر والكرم، حيث يتضاعف فيه الثواب والأجر، فما أجمل بر الوالدين في شهر البر والكرم، فإنه يبارك في الرزق ويبارك في الوقت، فما أحوجنا في زماننا هذا إلى خلق عالٍ افتقده الكثيرون في زحمة المشاغل والأعمال، ألا وهو بر الوالدين، حيث تلهى الناس بالانشغال في أعمالهم وقطعوا صِلاتهم حتى بوالديهم وانعزلوا عاكفين على الدنيا لاهثين وراءها، لا بد لنا من الاهتمام بهذا الأمر جيدًا مهما كانت الظروف والأحوال

** شهر رمضان شهر الجوائز والنفحات الربانية شهر قسمه المولى عز وجل الى ثلاثة اقسام قسم للرحمة في ثلثه الاول، وثلثه الاوسط لمغفرته ورضوانه جل في علاه، ويزيد العلي القدير في كرمه لخلقه بالعتق من النيران في عشره الاواخر،ما أجمل أن نتضرع إلى الله عز وجل وندعو من قلوبنا ونقول «يارب»، فهي كلمة السر وراء أي نجاح وهي تأشيرة الدخول الى دنيا التطهر من «قذارة» السياسة والانحطاط الأخلاقي المتفشي في بلداننا الاسلامية بصفة عامة ، والتخلص من تعب القلوب طالما كانت الدعوة خالصة لوجه الله، وطالما نطقنا بها ونحن موقنون بالإجابة.. فهل حاولنا ولو على سبيل التجربة أن نرفع أيدينا الى السماء بكل خشوع ونقول «يارب» خاصة أننا نعيش أياما مباركة تفوح منها رائحة الجنة ؟

ـ يارب امنحنا القدرة على ضبط النفس وعدم الانسياق وراء ما يحاول البعض أن يشتتنا ويجرفنا الى الهلاك ويمزق اوطاننا.

ـ يارب ارفع مقتك وغضبك عنا واغفر لنا وارحمنا وارزقنا نعمة الصبر على البلاء الذي حل بنا وبأمتنا العربية من تشتت وتمزق ، فحسب بل امتد ليصل إلى انهيار تام في الأخلاق والقيم النبيلة.

ـ يارب اخذل المتآمرين على أمة الاسلام , ورد كيدهم في نحرهم ، خاصة هؤلاء الذين تمتلئ صحيفة سوابقهم بجميع أشكال جرائم الانحراف والانحطاط وقلة الأدب. من خارج امتنا العربية والاسلامية وحتى من بني جلدتنا.

ـ يارب اجعل ايامنا هذه فرصة لاستعادة الثقة في أنفسنا لتصبح عيدا بمعنى الكلمة.. عيدا حقيقيا لكل المسلمين.. عيدا للكبار والصغار.. الرجال والنساء...من الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وكل أسلاك الامن والشعب الجزائري برمته.

* نعم ايها الصائم المحترم... رمضان شهر العمل والطاعة وليس الإسراف والكسل.... جرت سنة الله في خلقه أن يكون لكل شىء مواسم، فللحصاد وجني الثمار مواسم، وللتزاوج بين الحيوانات مواسم، وللهجرة بين الطيور مواسم، وللعبادات والطاعات مواسم، ولعل شهر رمضان المبارك يعد من أهم تلك المواسم في حياة الإنسان.

وذلك لما خصَّه الله عز وجل به من فضل وشرف بين سائر الشهور،...

.. عندما أراد الله أن يكرم عباده الذين آمنوا برسالته الخالدة في القرآن، وبمحمد خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم، اختار سبحانه وتعالى أن يكون هذا التكريم في شهر كامل، يقترب المسلمون فيه أكثر من خالقهم، ويقترب فيه الخالق سبحانه من عباده،...

... وأن شهر رمضان، جعله الله سبحانه وتعالى للطاعة، وليس للإسراف في الأكل والشرب والنوم كما يفعل البعض، يشغل بعض المسلمين نهاره في البحث عن أنواع الأطعمة والأشربة ليجمعها, ثم يقضي أكثر ليله في تناولها, ويستتبع ذلك الخمول والنوم, والتكاسل عن أداء الواجبات والقربات, فضلا عما فيه من الإضرار بالنفس, فيما زاد عن حاجة البدن من هذه الأطعمة والأشربة, وإضاعة المال, فيما زاد منها عن الحاجة, وقد أمر الله سبحانه المكلفين بأداء ما فرضه عليهم, ورغبهم في التقرب إليه بأنواع الطاعات, والأمر بالشيء نهى عن ضده,

..أقبلت مواسم الطاعةأو كما قال أحد الكتاب

وهلّت ليالي الأنس والوصال

وحلّت ساعات تواصل الأرض بالسماء...

ساعات يباهي الله سبحانه فيها ملائكته...

بأولئك الركع السُّجود بالليل بين يديه...

خاضعين متبتّلين.

* فقد أظلنا شهر كريم ، أمتدح الله فيه عباده الصائمين القائمين ، ورزقهم فيه ليلة القدر خير من ألف شهر من شهور السنين ، ورغب في قيامها نبيه الأمين ، ايمانا واحتسابا للأجر من رب العالمين ،

فقد فرض الله الصيام على المؤمنين ، وجعله في الإسلام ركنًا ركينًا ، وخص به رمضان من سائر شهور السنن ؛ ولأن الله بالناس رءوف رحيم ، فقد رخص بالإفطار لكل ذي عذر مبين ، وأسقط الإثم على من أفطر وكان من الناسين أو الجاهلين أو المكرهين ،.فحمدا وشكرا لله رب العالمين على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة.

* بحلول شهر رمضان المعظم يتجدد الإيمان وتتطهر القلوب وتصفى النفوس، ويستنير العقل بقراءة القرآن الكريم الذي جاء بنبأ الماضي والحاضر والمستقبل والموعظة والحكمة

شهر رمضان، شهر الجلال والرضوان، فلا نظير لأيامه ولياليه، ولا مثيل لنفحاته وبركاته، ففيها حصيلة قوية من الفضائل، ورصيد ضخم من المكارم وحشد هائل من ألوان التربية، ودروس التقوى والصبر والصمود، وطاقات البر والخير والعفة والطهر.. وليس بغريب أن تقر العيون برمضان، وتنشرح له الصدور، فبستانه حافل بالثمر، ومنهجه يزدان بفيض كبير من الدستور الخالد، وهو القرآن الكريم الذي “ يَهْدِى لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا”.

أخي الصائم ، أخي المسلم ...حاول أن تنتهز فرصة الشهر الكريم وتصفي الحسابات مع نفسك ومع الآخرين..أمامك أبواب كثيرة ونحن نعيش هذه الأيام المباركة..

إذا كانت عليك ديون للآخرين حاول أن تسدد ما عليك..اسأل نفسك عن أخر مرة أغضبت فيها والديك لكي تطلب منهما الصفح والغفران..وإذا كنت قد أسأت لقريب أو زميل أو صديق أو جار حاول أن تعيد جسور المودة والحب إن المشاعر الجميلة تطيل أعمار الناس والقلوب التي تسكنها المحبة لا ترضى جفاء الآخرين

.. في هذا الشهر الكريم ما أجمل أن تمد يديك للمحتاجين وما أكثرهم في كل مكان إن الحاجة مذلة للنفوس فلا تتردد في أن تذهب إليهم لأن كبرياء المرء أحيانا يكون وسيلة للبعد والزهد رغم الحاجة

في هذا الشهر الكريم افتح ملفات الحساب مع نفسك اجعل من هذا الشهر امتحانا لما قدمت وما أهملت وما أخذت وما أعطيت..أن تحاسب نفسك أفضل كثيرا من أن يحاسبك الآخرون أو تنتظر حساب السماء حاول أن تخفف عن ظهرك بعض الأعباء..إن شهر رمضان يشبه نهاية السنة المالية في ميزانية الحكومة من حيث النفقات والموارد والعجز.. وأمامك أن تحسب الموارد ثم تقف مع النفقات وفي النهاية تسأل نفسك في أي الأشياء قصرت أو ماطلت أو تجاوزت في حقوق الناس..تعلم دائما أن تحاسب نفسك قبل أن تنام لأن عقاب الدنيا أفضل كثيرا من عقاب الآخرة..

في هذا الشهر الكريم نتعلم الصبر والإرادة والقدرة على التحدي لأن الإنسان يقاوم رغباته ويحرم نفسه من ملذات كثيرة انك في كل يوم تعيش اختبارا جديدا وأنت تسأل كيف يكون الإنسان قويا على نفسه وليس على الآخرين..والقوة الحقيقية أن تكون دائما رحيما على الناس قويا بالحق وأن تدرك أن الحياة مسيرة حب وليست قصة عبث أو انتقام..رمضان كريم وكل سنة وانتم طيبون طائعين لله ولرسوله ..اللهم تقبل منا ومنكم الصيام والقيام

««رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء»


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة