فضاءات بشار

بشار

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1623.45
إعلانات


رمضان فرصة لا غنى عنها/ للكاتب سلطان بركاني

article-title

رمضان فرصة لا غنى عنها

[date] 2017/05/22

سلطان بركاني

خمسة أيام ويحلّ علينا ضيف عزيز، لا يملّ المسلمون استضافتَه، شهر تهفو إليه النّفوس وتنشرح له الصّدور وترتاح فيه الأرواح، لأنه شهر النفحات والرحمات والبركات، وشهر التّوبة والمغفرة والعتق من النّيران؛ شهر يحسّ فيه العبد المؤمن بأنّه في أمسّ الحاجة إلى القرب من ربّه الكريم الغفور الرّحيم، يجد فيه للصّيام لذّة وللصّلاة حلاوة وللدّعاء والذّكر وقراءة القرآن رقّة وخشوعا.

لياليه هي أفضل الليالي، وأيامه من أفضل وأسعد الأيام، لمن صام يبتغي وجه الله وحافظ على الصّلاة والقيام، ونهى النّفس عن الذّنوب والآثام، وأحسّ بأنّه يزداد قربا من الله ذي الجلال والإكرام.

رمضان فرصة لتكفير السيّئات والتزوّد من الحسنات، بل وتغيير الحياة.. نعم، فرصة لإصلاح النّفس وتغيير الحياة. فقط يحتاج العبد المؤمن إلى شيء من الصّبر والتّعب مع هذه النّفس التي تهوى الرّاحة وتميل إلى الشّهوات؛ كم من عباد لله أسلموا وأعتقوا من النّار في رمضان. كم من تائب منيب استقام على دين الله كانت بدايته لحظة صدق مع حلول شهر رمضان. كم من عبد مؤمن هو الآن في قبره ينعّم ويعرض عليه مقامه في الجنّة غدوا وعشيا أعتق من النّار في يوم من أيام رمضان التي عاشها في هذه الحياة.

نعم، يمكن أن تتغيّر حياة كلّ واحد منّا في رمضان؛ يحتاج الواحد منّا فقط إلى تحديد الهدف ومعرفة الطّريق، يحتاج لأن يسأل نفسه: ماذا أريد من رمضان؟ كيف أريد أن أكون بعد رمضان؟ وكيف أصل؟.

فيا أيها الأخ المؤمن. يا من تتمنّى إصلاح نفسك وتغيير حالك في رمضان. لا تنس أُخي أنّ إدراك رمضان من أجلّ نعم الله على عبده المؤمن، وأنّ الحرمان كلّ الحرمان أن تخرج من رمضان كما دخلت. اسأل نفسك: كم رمضانَ صمت إلى الآن ولم تتغيّر؟ أما آن الأوان لتغيّر حياتك قبل أن يفوت الأوان؟ تذكّر أخي أنّك يمكن أن تخرج من رمضان وقد غفر الله جميع ذنوبك. بل يمكن أن تخرج من رمضان وقد رضي الله عنك وأحبّك، وقد فَتحت صفحة جديدة في هذه الحياة، وقد عاهدت الله فيها على الاستقامة على دينه والسّعي للقرب منه ونيل مرضاته. أيام معدودات يمكن أن تتغيّر فيها حياتك كلّها. ربّما لن تتكرّر معك هذه الأيام. ربّما يكون رمضان هذا العام هو آخر رمضان تصومه. فماذا لو رحل رمضان وأنت لم تعتق بعد من النّار؟ كيف ستلقى الله بكلّ هذه الذّنوب وكلّ هذه الأوزار؟. كيف ستجيب منكرا ونكيرا في القبر؟ بأيّ يديك ستأخذ الكتاب يوم تتطاير الصّحف؟ كيف ستقف أمام الميزان؟ كيف ستجتاز الصّراط؟ وفي أيّ زمرة ستكون؟ وأين سيكون المنتهى؟

كلّنا في حاجة إلى رمضان. كلّنا في حاجة إلى التّوبة شبابا وشيبا. رجالا ونساء. ما منّا من أحد إلا ويحسّ بالتّفريط في جنب ربّه الكريم. بالتّفريط في الصّلاة، في قراءة القرآن، في الذّكر والدّعاء. المتهاون في الصّلاة في حاجة إلى التّوبة، الذي هجر القرآن في حاجة إلى التّوبة، المسلمة التي تتهاون في حجابها في حاجة إلى التّوبة، الذي يطلق العنان للسانه في أعراض إخوانه المسلمين في حاجة إلى التّوبة، المدخّن في حاجة إلى التّوبة. الذي لا يصلّي إلا في الصّفوف الأخيرة ولا يأتي الجمعة إلا مع الخطبة في حاجة إلى إصلاح نفسه ومراجعة حاله. الذي منّ الله عليه بالصّلاة لوقتها في بيت الله في حاجة إلى مراجعة حاله مع الخشوع ومجاهدة نفسه عليه، في حاجة إلى مراجعة نفسه ليكون حريصا على تكبيرة الإحرام، متعلّقا بالصّلاة في الصفّ الأوّل ليحظى برحمة الله ودعاء ملائكته وصلاتهم عليه، في حاجة إلى مراجعة نفسه ليحافظ على السّنن الرّواتب، على صلاة الضّحى، على قيام الليل ولو بركعتين، بحفظ ولو جزء من كتاب الله، بحفظ أذكار اليوم والليلة، بتعلّم دينه...

فكلّنا في حاجة إلى التّوبة وإلى التّغيير وإلى إصلاح أنفسنا والاستعداد للقاء الله جلّ وعلا. فلنعقد العزم ولنَصدق مع الله عسى الله أن يأخذ بأيدنا إليه إنّه وليّ ذلك ومولاه.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة