فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3050.2
إعلانات


فصاحة كبش

وجدت نفسي يوم النحر، في مواجهة مشكلة لم أعهدها من قبل: الكبش يتكلم! ويتكلم لغة عربية فصيحة أحسن من عربيتي! عرفت هذا بعد أن تقدمت منه مخفيا شفرتي وراء ظهري..

لأول مرة ينطق ويتكلم! فقبل يومين، كان لا يعرف غير بعععع.. مثله مثل الآخرين، لغة عالمية فصيحة بين المواشي.. صحيح أنها لغة ركيكة في الأسلوب والمعاني ومكسّرة القواعد النحوية والصرفية، كدارجتنا المفرنسة، لكنها لغة.. لا يفقهها إلا من تفقه في لغة الكباش.. وأنا لست فقيها في هذا المجال.. (ولا في غيره)، لكن أن يحدثك كبش بلغة فصحية، فهذا ما يأخذ بلبّك ويطير عقلك من مخك، إن كان لايزال باق معك عقل في زمن الجنون هذا!

قال لي بفصيح العبارة: "لا داعي لإخفاء الشفرة، أنا أعرف أن هذه هي نهايتي وبداية عهد بحياة جديدة، أحسن من حياتكم هذه"! أصابني دوارٌ وشبه صدمة كهربائية، كأنما لامسوني مع تيار 380 فولط!.. (فولطا العليا!).. بقيت فاتحا فمي لعدة دقائق وقد عدت للخلف ورحت أقرأ ما أحفظه من القرآن والتعوّذ قبل أن أقول له: من تكون؟ قال لي: كبش مثقف بلغتكم. قلت له: من أين لك هذا؟ قال لي: لست غنيا ولا ثريا ولا ناهب أموال الدولة حتى تسألني هذا السؤال. قلت له: أنت إنس أم جن؟ قال لي: قلت لك: "أنا كبش". قلت له: الكباش لا تتكلم ولا تعرف العربية. قال لي: ليس كل من يعرف العربية إنسان، وليس كل من لا يعرفها حيوان! لقد تربيت في زريبة لا آكل إلا الجرائد! مالكي، كان لا يطعمني إلا ورق الجرائد، ومن كل عناوين المسترجعات التي كان يشتريها بالقنطار! لا آكل لا برسيما ولا شعيرا ولا أرعى حشيشا ولا شيحا ولا حلفاء ولا "قضيم" ولا حتى علف الدجاج لشركة "لوناب"! آكل الجرائد كمن يقرؤها. قلت له: واقيلا صرت صحفيا بالأكل! أو بالوكالة (الأنباء)، أو بالتوكل أو بالاتكال! قال لي: بل بالتآكل! تآكلت حتى صرت أعرف اللغة العربية والفرنسية وحتى الإنجليزية. قلت له: معنى هذا، أنك لا تجوز للأضحية؟ خسّرتني في 4 ملايين سنتيم ماذا سأفعل بك الآن؟ أطلق سراحك، أم أعيد بيعك؟ أم أذبحك وأجري على الله! أضحي بصحفي؟ قال لي: وعلاه أنت خير من داعش؟ اعتبرني بريطانيا أو أمريكيا.. ويالله... اتكل على الله وكول لحم أخيك ميتا.

لم أفق إلا على ذبحة بالموس في يدي اليسرى، وأنا أسلخ كأيّ هاو لأول مرة كبشا، تركت من "الكوطليت" نصفها يذهب مع الهيدورة!

للكاتب / عمار يزلي في 2014/10/06


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة