فضاءات بشار

بشار

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1579.48
إعلانات


لا تفرحوا كثيرا يا عرب!

لا تفرحوا كثيرا يا عرب!

[date] 2017/04/10

رشيد ولد بوسيافة author-picture

رئيس تحرير مكلف بالمتابعة

تعالت أصواتٌ رسمية وأخرى غير رسمية في العالم العربي، ترحب بالضّربات الأمريكية التي استهدفت مطار الشعيرات السّوري.. وإذا كانت المواقف الصّادرة من قبل بعض القادة والملوك والرؤساء العرب، المرحِّبة بهذه الضربات، سلوكا معتادا من هذه الأنظمة التي تنطق بغير هوى شعوبها، فإن أصواتا نشازا صادرة عن بعض أشباه الدّعاة والعلماء وعن بعض القيادات الإسلامية، خصوصا في سوريا، ترحِّب هي الأخرى بالهجوم الأمريكي على سوريا!

والأغرب من ذلك أن بعض رموز المعارضة السّورية المسلّحة دعوا إلى توسيع الهجوم الأمريكي على باقي المطارات السّورية.. وهو ما ذهب إليه القيادي في ما يسمى "جيش الإسلام"، عضو وفد المعارضة في مفاوضات جنيف، محمد علوش، حيث قال: "إن ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 26 مطاراً يستهدف المدنيين". وهي دعوة واضحة إلى تدمير كل المطارات دون استثناء!


والأعجب من ذلك كله، أنّ الرّئيس الأمريكي، دولاند ترامب، الذي كان في نظر الكثير قبل أسبوع فقط رئيسا مجنونا وصديقا للديكتاتوريات العربية بما فيها نظام الأسد، أصبح بين عشية وضحاها رمزا وبطلا قوميا "عربيا"، بل إن البعض أطلق عليه اسم "أسد السّنة" في مقابل "أبو علي بوتين" وهو الاسم الذي يطلقه المتحمِّسون للتدخل الروسي.
هي حال العرب اليوم، بين مطبّل للنِّظام السُّوري وحلفائه الروس والإيرانيين، رغم الجرائم التي يرتكبونها يوميا ضد المدنيين السُّوريين، ومطبِّل للزعيم الجديد ترامب، رغم أنّ التَّدخل العسكري الأمريكي والأجنبي عموما في المنطقة العربية لم يجلب إلا الدمار والخراب، حدث ذلك في العراق وفي ليبيا ويحدث في سوريا.
ما أشبه اليوم بالبارحة، نفس المشهد يتكرر، تتحرك الآلة الإعلامية العربية بالتهويل والتحريض يعقبها اجتماعٌ في مجلس الأمن يستظهر فيه ممثل أمريكا صورا لتبرير الهجوم، لينتهي المشهد بالقصف العنيف على وقع التهاني والتّبريكات من العرب قبل غيرهم، وما خفي من مؤامرات وتفاهمات أخطر مما نراه في العلن.
من يصدّق الآن أن النّاتو عندما تدخل في ليبيا كان من أجل حماية المدنيين في بنغازي؟ وماذا لو رفض الليبيون التدخل الخارجي وفرضوا على القذافي حلا ليبيا؟ هل كانت ليبيا ستتحول إلى دولة فاشلة تحكمها جماعاتٌ متناحرة موالية للخارج؟ وكذلك الشأن بالنسبة إلى سوريا التي باتت مقسمة إلى كيانات متصارعة لن يزيدها التدخل العسكري الأمريكي إلا انقساما وتناحرا.

الشروق article-title


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة