فضاءات قوص

قوص

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب الشنهوري
مسجــل منــــذ: 2013-10-27
مجموع النقط: 823.73
إعلانات


الخَـلـيـــفَــة

الخَـلـيـــفَــة

========

ما أنتَ في هذي الحياةِ فُضولُ || بلْ أنتَ رُكْــنٌ ثابـِتٌ وَأصـيلُ

زَرَعتْكَ في هذا الوُجودِ مَشيئَةٌ || لا الظلْمُ يوقِـفُها ولا التَّعْـطيل

أعْـطَتْكَ حَـقاً أنْ تعيشَ بِعِــزَّةٍ || ما كانَ للـباغـي عَلـيْكَ سَبيل

حُــرّيَةٌ مَكـْفـولـةٌ مَنْ غــالَهــا || لا العُــذْرُ يُنْـقـِذُهُ ولا التَّعـلـيلُ

مَـلعــونَةٌ أفْـعــالُهُ مَـرْفــوضَةٌ || لا شيْءَ فــيهـا طَـيِّبٌ مَقْـبول

مَنْ ذا سَيُقْنِعُنا لِنَعْـذُرَ مُجْـرِمـاً || أوْ مَـنْ يُبَـرِّرُ ما جَـنى ضِلّـيلُ

حُرِّيّةٌ هيَ في القلوبِ عَــقــيدَةٌ || نـادتْ بِذاكَ شَرائِعٌ وَعُـقــول

حــريَّةٌ هيَ للـحَـياةِ كَــرامَـــةٌ || لمْ يُخْـفِـهـا التَّعْـتـيمُ وَالتَّــأويل

ليسَ الطُّغاةُ بِمالكينَ مَصيرَهـا || مَهْـمـا يَكُنْ في أمْـرِهِمْ تَهْويل

بلْ هُمْ عُداةٌ جاوَزوا أقْدارَهُــمْ || لمْ يَمْلـِكوا أنْ يَمْـنَعـوا وَيُنـيلوا

**********

وَهَلِ الطُّـيورُ سَعيدَةٌ وَحُدودُها || أقْـفـاصُها وَالحَـبْسُ وَالتّكْـبـيل

أمْ كيْفَ تَحـيا دونَ رَفِّ جَـناحِـــــهاالمَبْسوطِ في كلِّ المُيولِ يَميلُ

مِــنْ حَـوْلِـهِ الآفـاقُ كـالأمِّ الّتي || تَرْعاهُ حُــرّاً أيْنَ شـاءَ يَجــول

كُلُّ النُّسورِ تُعَـلّـِمُ الأفْـــراخَ أنْ || تَرقى إلى رَحْبِ الفَضا وَتَصولُ

أمّا الطُّغــاةُ فَيَكْسِرونَ جَـناحَها || لِيَعـيشَ فَـرْخٌ رَفَّ وَهْـوَ ذَليل

يا أيُّهــا الإنْسانُ أوْ يا مَــنْ لــهُ || سَـجَدَ المَـلائِكُ وَالإلـهُ كَـفيـل

هَلَكَ الطُّغاةُ وَما لَهُمْ أثرٌ جَــمــيــــلٌ، أوْ مِـنَ الذِّكْرِ الجَميلِ فَـتيلُ

وَبَقيتَ أنتَ على الزَّمانِ مُخَلَّداً || تَسْمـو عَلى ذاكَ الخَنا وَتَطول

يا أيُّهـــا النَّـسْرُ الذي يَأبى الـهَــوانَ ولمْ يُخِفْهُ السِّجْنُ والتَّـنْكيل

عَــلِّمْ فِـراخَـكَ ما الإِباءُ فَإنَّهــا || سَتَطـيرُ فـي حُـرِّيّــةٍ وَتَـشول

لا تَنْحَــني لِعِــبادَةِ الأصْنامِ بلْ ||عَـبْرَ السَّماءِ لها صَدىً وَصَهيل

وَتُسَبِّحُ الخَلاّقَ في الآفـاقِ لـنْ || يَصْطـادَها مُسْـتَعْمِـرٌ وَعَـميل

تَهـفـو إلى الجَـوِّ النّقيِّ ضياؤُهُ || وَتَعـيـشُ فـيـهِ وَالنَّسيمُ عَليـل

**********

يا أيُّها الإنْسانُ لا يحــيا سوى الــــــمِقْدامِ، لا خَــوْفٌ ولا تَخْـذيل

حـريةٌ حـمْراءُ كمْ نَذَروا لَهـا || مَهْــرأً، ومـا في دَفْـعِـهِ تَأْجيـل

كلُّ الشُّعـوبِ تَهُـبُّ دونَ تَرَدُّدٍ || وجَميعُها شَرِسُ الطِّباعِ عَـجول

لبّوا النّداءَ معَ الصَّباحِ كَأَنَّهـمْ || وَكــأنَّهــا لِـلـمُـؤْمِـنـيـنَ رَسولُ

فانْهَضْ لجَلاّديكَ لا تَرْكَعْ لهُمْ || وَارْفَـعْ جَـبـيـنَـكَ فَـوْقَــهُ إكْـليلُ

خَلّصْ حُـقوقاً لا تُهادن ظالِماً || أو تنـتظـرْ خَـيْراً وَخَصْمُكَ غول

إنَّ الذي وَهَبَ الحَياةَ يَصونُها || وَإذا قَضَيْـتَ إلـيهِ سَوْف تَئـول

خَــيْرٌ مـنَ الــدُّنْيـا إذا كانَ الهَــوانُ سَـبيلَهـا والغُــرْمُ فـيـهِ وَبـيل

فَـإلى مَــعادٍ عــنْدَ رَبٍّ قــادِرٍ || فـيهِ الخُـلـودُ وأنتَ فـيه نَـزيـل

**************

الشاعر حسن منصور

ديوان (عندما تنكسر الدائرة) ص51


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة