فضاءات بشار

بشار

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1619.56
إعلانات


أخجلتنا "محمد عبد الله"

أخجلتنا "محمد عبد الله"article-title

[date] 2016/10/28

عبد الناصرauthor-picture

عمره دون السابعة، ومع ذلك، هو أكبر منا.. مستواه الدراسي لم يزد عن الثانية ابتدائي، ومع ذلك قهر شهاداتنا الجامعية.. قرأ بِنَهم أمهات الكتب الفكرية والعلمية والأدبية، وما فتحنا كتبنا المحنّطة بخيوط العنكبوت.. يقطن في شقة بسيطة في حي متواضع، ومع ذلك اتسع عقله، لأن يقرأ كل ما جاد به المفكرون والعلماء في مشارق الأرض ومغاربها.. ولد ودرس في مدينة، أرادوها مع سبق الإصرار والترصّد، أن لا تكون عاصمة للعلم، فأعادها إلى نور، أضاء سماءها وسماء دبي.

إنه الطفل النابغة "محمد عبد الله فرح جلود" ابن مدينة الشيخ بن باديس، الذي أكد بأن مع عسر التدهور، الذي تعيشه بلادنا في كل المجالات.. يُسرا، وبأن الذين قبروا الأمل وقرؤوا عليه فاتحة الكتاب، وحكموا على البطن الجزائرية بالعقم المزمن، كانوا مخطئين.

لا أفهم لماذا يُكرّم الصغير محمد عبد الله في دبي من كبار دولة الإمارات العربية المتحدة، معنويا وماديا بعد أن منحته جائزة مالية ذكّرتنا ببعض ما سيتسلّمه مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم "جورج ليكينس"، ويستكثر معرض الكتاب الدولي الذي انطلقت فعالياته في الجزائر العاصمة، مساء الأربعاء، توجيه دعوة لهذا النابغة الذي قرأ ما لم يقرأه منظمو معرض الكتاب، وربما حتى كُتابه، ولا أفهم لماذا ولّى الجزائريون وجوههم شطر الطائرة القادمة من بروكسل في انتظار مدرب الكرة البلجيكي "جورج ليكينس"، الذي سيبعدهم عن القراءة مسافات، ولا أحد اهتم بالطائرة القادمة من دبي، تحمل بُرعما في عمر "الألِف والباء"، سابق قرابة أربعة ملايين قارئ في العالم العربي، من مصر ولبنان والخليج العربي، في "تحدي القراءة"، فكانت الغلبة له.

أروع ما قيل عن الشيخ عبد الحميد بن باديس بعد وفاته، ما جاء من قلم الشيخ محمد الغزالي، عندما كتب يقول: "لا أستغرب إزهار وردة في رياض يانعة، ولكني أستغرب وجود وردة في صحراء قاحلة"، في إشارة إلى المحيط الذي فجّر فيه الشيخ ابن باديس ثورته العلمية، وسنكون غير منصفين، حتى لا نقول كلاما آخر، لو حاولنا تبنّي هذه الجائزة البريئة التي فاز بها محمد عبد الله وهو في سن الأقحوان وفي صحرائنا الفكرية.

أخجلتنا محمد عبد الله، عندما قرأت وحدك في حجرة منسية، وكنا عن العلم ساهين، أخجلتنا عندما أدركت في مهدك، بأن أمة، بدأ كتابها ودينها بكلمة اقرأ، لابدّ وأن تقرأ، وكنا عنها "معرضين"، أخجلتنا عندما عُدت بتاج القراءة، من رحلة مقارعة كبار الثقافة، وكنا لما قدمته جاحدين.

عمرك سبع سنوات، ومستواك التعليمي، مازال على عتبة الثانية ابتدائي، ولكنك أكبر من هؤلاء، الذين حملوا الحقائب وتسابقوا في مقرات البلديات والولايات والوزارات وفي مجالس النواب وخلف مقاعد المسؤولية، من دون أن يقرؤوا، واستجبت وحدك لأمر: اقرأ. الشروق


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة