فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1388.59
إعلانات


حركة البعث والإحيـــــــاء

حركة البعث والإحيـــــــاء:

مفهوم البعث والإحياء:هو إعادة الروح إلى الشعر العربي في بداية عصر النهضة بعد أواخر عصر الانحطاط الذي عرف شللا شبه تام في جميع الميادين ،وعرف الشعر بعثا ليساير متطلبات الذات الشعرية في التعبير عن قضيا العصر.

كان الشعر العربي في أواخر عصر الانحطاط قد فقد كل عناصر قوته وحيويته لابتعاده عن سبل الإبداع والابتكار ،وركونه إلى التقليد وترديد الصور البيانية والمعاني الموروثة عن السلف ـ كالبحتري وأبي تمام والمتنبي ـ واقتصاره على بعض الأغراض التي تأتي مع المناسبات من مدح ورثاء وهجاء.

لكن لما جاء عصر الانبعاث أو الإحياء أخذ الشعر مساره وبدأ ينتعش ويسترجع مجددا قواه شيئا فشيئا. قد تأثر الجيل الأول من شعرائه ـ أي عصرا لنهضة ـ بما نشره السلف من الشعر في دواوينهم، فاتخذوهم أسوة وقدوة ونسجوا وأبدعوا على منوالهم وأقلعوا عن أسلوب الزخرفة والتصنع الذي ساد عهد الانحطاط.وبسبب هذا استرجع الشعر قوته وأخذ يرتبط بالحية الجديدة.

شعراء البعث والإحياء:

خلال هذا العصر برز شعراء يعود لهم الفضل في تمثيل هذه الحقبة ونذكر منهم: الشيخ إبراهيم الأحدب (1891) والشيخ ناصيف اليازجي (1871) وعبد الله نديم (1896) ومحمود سامي البارودي (1904) وأحمد شوقي(1932) .وقد اتجه كثير من النقاد إلى اقتران البارودي بالبعث والإحياء.

ويجب ألا ننسى كذلك شعراء المغرب الذين تركوا بصماتهم خلال هذه المرحلة مثل: محمد بن إبراهيم،وعلال الفاسي الذي تتلمذ على شيوخ السلفية الأوائل كابن العربي وعبد الواحد الفاسي .

كانت اللغة العربية حينها منزوية في المعاهد والمدارس ،ولا يتعاطاها إلا العلماء والأدباء .أما في المجالات الأخرى فكانت التركية ،بحيث إن العودة إلى الأدب العربي الكلاسيكي ربط الصلة والعلاقة باللغة العربية في أوج ازدهارها .ولكن هذه العودة لم تكن كافية لتحقيق الأهداف المنشودة من النهضة ،لأن الاقتصار على النماذج الكلاسيكية لا يتلاءم مع الإطار العصري الذي أصبح يعيشه المجتمع العربي ،حيث تواجهه مجموعة من التحديات بما فيها الحروب والمؤامرات وغيرهما.

ولذلك فإن المدرسة الأولى لبعث اللغة العربية والتعريف بأساليبها الأصيلة في التعبير الشعري لم تكن تمثل في الواقع إلا مرحلة ضرورية في التطور الفكري لذلك المجتمع. فكان لا بد ومن اللازم أن تنبني النهضة على دعائم وأسس متينة حتى تستفيد من المكاسب التي حققتها اللغة العربية في النهضة الأولى كما يسميها البعض.

ويتكيف بسرعة على سبل التجديد وهذا الأساس يكمن في التراث القديم الذي مازال يعتز به الأدب العرب حتى حين. وبالرغم من هذه الصبغة المرحلية التي تتميز ها تلك المدرسة فقد استطاع محمود سامي البارودي أن يصل إلى مستوى عال من لإبداع والتصوير انطلاقا من تجربته في ميدان الأدب وكذلك مهنته كجندي. الشيء الذي أهله ليحتل ويتبوأ مكانا مرموقا بين أعلام الأدب العربي الحديث .إضافة إلى أحمد شوقي الذي يعد رائدا في المسرح الشعري وقد انعقدت له بيعة الإمارة في هذا الفن انطلاقا من مختلف الأقطار العربية.

البارودي : ولد سنة 1838 بالقاهرة من أب تركي وقد رزئ في والده صغيرا ،فتولى أحد أقربائه تعليمه والتحق بالمدارس العسكرية، فتخرج منها ضابطا .قام بعدة رحلات ما بين تركيا وأوربا واستفاد منها كثيرا في أدبه ومهنته العسكرية واستحق بخدماته أن يرقى إلى أرفع المناصب السياسية .شارك في الثورة العرابية ، التي انتهت بالفشل .فكان مآله النفي إلى جزية سرنديب،حيث قضى بها سبعة عشر سنة وأعيد بعدها إلى وطنه في حالة من التدهور الصحي والنفسي يرثى لها.

كان البارودي كما رأينا رب سيف وقلم، فبالسيف خاض معارك القتال وبالقلم كان يرسم أجمل الصور لهذه المعالم. وبنفس الوقت التي كان يتوفر عليها أثناء حروبه.كان يكتب أشعاره في وصف الحرب حتى لتكاد الأرض تهتز من تحت القارئ وهو يقرأ قصائده ذات النفس الحربي.

وخير مثال على ذلك (قصيدة: في ربوع البلقان) وهي حرب بين تركا وروسيا في البلقان.

أحمد شوقي :ولد بالقاهرة سنة 1868 من أسرة امتزجت عناصرها من الكرد والترك واليونان والشركس .تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمسقط رأسه واستمر حتى نال إجازته في الحقوق والترجمة. ثم سافر إلى فرنسا حيث تضلع ف الفرنسية و تقوى في الدراسات القانونية والأدبية . عاد أحمد شوقي إلى مصر ليواصل مهمته كشاعر القصر ينظم باسم الخديوي وينوه سياسته، إن هذه المهمة لم تطل بل انتهت بانتهاء عهد الخديوي عباس. عاد شوقي هذه المرة ليقف إلى جانب الشعب ليتغنى بآماله ويعبر عن همومه وآلامه.

نظم شوقي في مختلف الأغراض الشعرية القديمة ما عدا الهجاء وجدد في أغراض شتى من ضمنها:الدين السياسة الوطنية، والاجتماعية أما المسرح فهو رائده الأول في وقتنا بلا منازع . ونظرا لما أدركه شوقي في عالم الشعر بين شعراء عصره انعقدت له بيعة الإمارة في هذا الفن، وجاءته هذه البيعة من أمصار شتى.توفي سنة 1932.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة