ثورة لاسترجاع منظومة الأخلاق
اليوم نعيش بركات شهر شعبان وعلى أبوابنا يطرق شهر الصوم والإحسان وقراءة القرآن والإنفاق فى سبيل الله وأمامنا فرصة عظيمة لتحسين منظومة الأخلاق التى أصابها عطب كثير ظهرت أعراضه بيننا بشكل واضح لدرجة تعوق تقدمنا وازدهار بلادنا وهى كنانة الله فى الأرض اختصها بكل أنواع الخيرات فى نيلها وبحارها وفوق أرضها وفى باطن أرضها وطيبة شعبها. رحم الله ابنها الشاعر أحمد شوقى الذى أطلق قصائده معلنًا "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، وقال نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم خالق الناس بخلق حسن ولا يكتمل الإيمان إلا بحسن الخلق كما أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أكمل الناس إيمانًا أحسنهم خلقًا وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق. فى سنوات معدودة قمنا بثورتين وغيرنا أنظمة حكم وعزلنا حكامًا ثم توقفت عجلة التطور الأخلاقى وظهر فى منظومتنا الاجتماعية اسوأ مافينا خلقيا لم نتمكن حتى اليوم من ان نقوم بثورة أخلاقية لاسترجاع المنظومة الصحيحة للأخلاق. ظهر الفساد فى البر والبحر فأصبح مألوفًا أن ندفع الرشاوى ونلجأ إلى المحسوبية وأصبح التحرش جزءًا من حياتنا اليومية ذهبت تعاليم ديننا الحنيف أدراج الرياح قلت بيننا النخوة والرجولة لم نعد نرى احترامًا للكبير أو عطفًا على الصغير انتشرت البلطجة والسرقة بالإكراه وزاد الإلحاد والشذوذ الفكرى. نحن نعيش مأساة أخلاقية فتراكمت القمامة فى شوارعنا وحول بيوتنا وأغلقت الشوارع بالباعة الجائلين وامتلات طرقاتنا بالحفر والمطبات فساد فى إدارتنا المحلية بناء مخالف وبناء على أرض زراعية وفساد فى منظومة التعليم ودروس خصوصية وفساد فى منظومتنا الصحية وصل إلى انتشار الدواء المغشوش وتغول علينا الغلاء الفاحش للأسعار. نحن مأساة أخلاقية انعدم الالتزام بمواعيد العمل وانتشار التزويغ وفتح الادراج لتلقى الرشاوى والا مصلحتك لن تقضى نحن نعيس مأساة حقيقية فظهر العنف غير المبرر وزاد وفاض وانتشرت الأعمال الإرهابية وأعمال الحرق وتفجير أبراج الكهرباء وتعطيل محطات المياه وقطع الطرق. من هنا من على هذا المنبر الحر أطالب نفسى وإياكم باستغلال هذه الشهور الكريمة حيث ترتفع الروحانيات والمعنويات أطالب باسترجاع منظومة الأخلاق المحمدية وتعاليم ديننا الحنيف ونعلن الحرب على الفساد ونطلق حملات النظافة والتوعية الأخلاقية ونرفع من مستوى التعاملات الاجتماعية النظيفة ونقاوم الأفكار الشاذة والأفكار الإرهابية ونطلق ماكينات التغيير بالحكمة والموعظة الحسنة. وكلنا راعٍ وكلنا مسئول عن رعيته فرب الأسرة عليه قسط كبير لاسترجاع منظومة الأخلاق وكذلك رجال التربية والتعليم وكذلك أصحاب الخطابات الدينية والأزهر الشريف وهيئة الأوقاف ودار الإفتاء وكذلك الكنيسة الوطنية. منظومة الأخلاق المحمدية اعترف بها الأمريكان ووضعوا كلمة فى المحكمة العليا تفيد تقديرهم لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بأنه أبو القانون والأخلاق لما لا وهو أول من تكلم عن معانى الحرية وأول من وضع دستور فى العالم وهو دستور المدينة وأول من تكلم عن تحرير المرأة وهو أول من وضع نظامًا للتنافس على السلطة وهو نظام الشورى وأسمها فى عصورنا الحديثة الديمقراطية. منظومة الأخلاق المحمدية بها حلول جميلة لمشاكل كثيرة كفيلة بالقضاء على آفاتنا الاجتماعية التى زادت وفاضت مع اندلاع الثورة التى تحولت إلى فوضى ثم أصبحت الفوضى من عاداتنا اليومية ثم هناك من يريد أن يفرضها كقانون. وعمومًا لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وشهر رمضان منحة من رب العباد وفرصة يسوقها إلينا العزيز القدير. حفظ الله مصر وشعبها وأزهرها وكنيستها حفظ الله جيش مصر.
