حَوَالِى 60% مِن أحَادِيث الٌبُخَارِى غير صحيحة
تلقينا على موقعنا عبر الإنترنت سؤال من الدكتور عمار على يسأل فيه عن مدى صحة كل ماورد من أحاديث فى كتاب صحيح البخارى ؟
وللإجابة على هذا السؤال : -
بدايةً بتوفيقً مِن اللهِ وإرشاده وسَعياً للحق ورِضوَانه وطلباً للدعم من رُسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم --------------- اما بعد
فصحيح البُخارى يُنظر لهُ على أنهُ أصح كُتب الحديث النبوي عِند أهل السنة والجماعة.واسم جامعه هو جمعه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المولود فى (13 شوال194 هـ - 1ومتوفى شوال 256 هـ) و(20 يوليو 810 م - ومتوفى1 سبتمبر 870 م)، بمدينة بخارى في خراسان الكبرى ( أوزبكستان حاليا ) وقد أسماه" الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله(ص) وقد توفى والده وهو صغير، وتولت أمه تربيته ،وقد أدى البخارى فريضة الحج وهوفى الثامنة عشر من عمره ،وتردد كثيراً على البلاد العربية، إلا أنه كان لا يجيد اللغة العربية ،وقد مات ودفن فى قرية «خرتنك» قريبًا من سمرقند فى أوزبكستان إحدى دول الإتحاد الروسى،
وقد أخرج البخاري في كتابه الجامع الصحيح والمشهور اليوم باسم (صحيح البخاري) أحاديث كثيرة عن بعض الرواة الذين ووصفوا بالضعف تارة وبالكذب تارة أخرى وبالتدليس والسرقةأو الرواية بالأجر تارة ثالثة،ومن الأمثلة على ذلك -- إسماعيل بن أبي أويس، والذي اخرج له البخاري أكثر من ستة عشر حديثا في كتابه صحيح البخاري،وفي كتاب إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال عن سلمة بن شبيب: قال (سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم). (إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال لعلاء الدين مغلطاي ج 2 ص 184 ــ 185)
فإسماعيل بن أبي أويس على وفق هذه الشهادات يصح وصفه بالضعف وبتعمد الكذب على الرسول(ص) ومثل (أسباط أبو اليسع البصري) الذي شهد بجهالته عدة من علماء أهل السنة مثل الرازى والباجى وابن حجروغيرهم --، بل شهد بعضهم بضعفه مع جهالته، ايضاً قد اخرج البخاري ليعقوب بن إبراهيم، واخرج كذلك لأبي نعيم الفضل بن دكين خمسة أحاديث في صحيحه، واخرج كذلك لهشام بن عمار ، واخرج كذلك لعفان بن مسلم في عدة مواضع أيضا، وكان كل واحد منهم يأخذ الأجرة في مقابل تحديثه بالرواية.رغم أن الفقهاء إتفقوا على أن من يأخذ الأجر فى رواية الحديث تسقط عنه الثقة ،ايضاً روى البخاري لأشخاص عرفوا بالتدليس، عدهم البعض بسبعة وخمسين راويا، اخرج لهم ما يقارب ثلاثة آلاف ومائتين وستين ما بين رواية أو تعليق، وهي نسبة مهولة، تعني ان أكثر من ستين بالمائة من أحاديثه ورواياته قد تم نقلها من أناس اشتهروا بالتدليس.والتدليس مرادف للكذب ، وهو ما أراد ابن حجر معالجته فى كتابه مقدمة فتح الباري ص 382 -- وهو ما يضع علامة استفهام على جميع ما قيل من تمجيد وتضخيم لهذا الكتاب الذي ادعى كاتبه مع كامل الإحترام له بأنه لم يضع فيه إلا الصحيح الذي يراه حجة فيما بينه وبين الله سبحانه، ومن الأحاديث التى رواها عن أنس بن مالك
أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال متى تقوم الساعة قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة فقال إن عمر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة
الغلام هرم ومات وشبع موت ومر على موته 1400 سنة ولم تقم الساعه
ايضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقدت أمة من بنى إسرائيل، لا يدري ما فعلت، ولا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته، قال أبو هريرة: فحدثت هذا الحديث كعبا فقال: آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نعم، قال ذلك مرارا، قلت: أقرأ التوراة؟ قال إسحاق في روايته: لا ندري ما فعلت"(متفق عليه، رواه البخاري ومسلم ) فهل هناك فئران متدينة لا تشرب ألبان الإبل لأنها ملتزمة بتعاليم التوراة ؟؟؟ -- ايضا مارواه عن عمرو بن ميمون قال :" رأيت في الجاهلية قِرْدَةً، اجتمع عليها قِرَدَةٌ، قد زنت فرجموها فرجمتها معهم" ( رواه البخاري) !!! وغيرها مئات الأحاديث التى لا يقبلها عقل ولامنطق .
لذلك تقدمنا وطالبنا منذ أكثر من عشرين عاماً وما زلنا من المؤسسة التى نتشرف بالإنتماء لها الأزهر الشريف أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم ، أن تبدأ فى تنقية هذا الكتاب وغيرة من كتب التراث حسبة لله تعالى ، لتطهيرهم مما علق بهم من أكاذيب أو تدليس بقصد أو دون قصد ، لأن هذا الجمع عمل بشرى وهو غير مقدس ------ ، دون مجيب-- لكن فى ظل وجود العالم المستنير الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب نُجدد عليه الطلب حسبة لله تعالى .
هذا وعلى الله قصد السبيل ولا نبغى غير وجهه.-------
الشيخ د مصطفى راشد أستاذ الشريعة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى
من علماء الأزهر كلية الشريعة بدمنهور عام 87 وسفير