فضاءات أبو دشيشة

أبو دشيشة

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
السيدعبوده عبدالبارى
مسجــل منــــذ: 2011-02-08
مجموع النقط: 12.17
إعلانات


النص الكامل لكلمة مبارك أمام "محكمة القرن"

"تحية إجلال وتقدير للقضاء، وإنني أشكر المحكمة على إتاحة الفرصة كي أمارس حق يكفله القانون بأن أتحدث لهيئة المحكمة مدافعا عن نفسي، مضيفا إلى ما أبداه عني المحامي القدير فريد الديب، أتحدث لحضراتكم باقتناع أكيد بأن عجلة التاريخ لا ترجع أبدا للوراء، وأن أحدا لا يستطيع أن يزيف التاريخ، فالتاريخ يعي أخبار الرجال ويعطي كل ذي حق حقه، مهما كانت محاولة الطمس والتذييف، وفي نهاية المطاف لا يصح عن الله تعالى وعند التاريخ إلا الصحيح.

منذ أن تركت موقعي كرئيس للجمهوية تعرض لحملات من الإساءة والتشكيك، وتعرضت عند تحملي للمسئولية تنسب إلى كل رخيصة، وتبعد عني كل إنجاز، إنني أمثل أمام المحكمة الموقرة بعد أن أمضيت أكثر من 62 عاما في خدمة للوطن، بينها سنوات طويلة ابنا للقوات المسلحة، ثم نائبا ثم رئيسا للجمهورية، خضت كل حروب مصر بعد ثورة يوليو، وتوليت قيادة القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973، لم أكن يوما ساعيا وراء منصب أو سلطة، وأؤكد أنني لم أكن يوما ساعيا ، وتعلمون حضراتكم الظروف العصيبة التي تحملت فيها مسئولية الرئاسة، خلفا لرئيس اغتالته يد الإرهاب.

واجهت منذ اليوم الأول تحديات الإرهاب، وتابعت استكمال انسحاب إسرائيل من سنياء عام 1982 ثم من طابا عام 1989 واستعدنا آخر شبر من أراضينا المحتلة، وأدرت العلاقات مع إسرائيل كمن يمشي على سلك مشدود دون أي تهاون، ورفضت زيارة إسرائيل طالما بقي الإحتلال، وظل موقفي متمسكا بأسس عملية السلام، مناهضا للإنقسام بين الضفة وغزة، راعيا للمصالح الفلسطينية ، ولم أتردد لحظة في تقدييم دعم مصر للمحاصرين في غزة، لكني تصديت لمحاولات تهديد أمن مصر القومي عبر حدودنا مع هذا القطاع، حافظت على السلام، ولم أقامر بأرواح المصريين في مغامرات غير محسوبة، وحرصت على تطوير القوات المسلحة عتادا وتسليحا وتدريبا، لتبقى درعا للوطن يحمي أرضه وشعبه وسيادته، ويحمي السلام.

كان أمامي منذ اليوم الأول تحدي الإرهاب، وخضت مواجهة شرسة تمثل تلك التي نخوضها الآن، وانتصرت مصر في حربها مع الإرهاب في الثمانينات والتسعينيات، وستنتصر بإذن الله بتضافر شعبها وقيادته، كما أن علينا مواجهة تحديا آخر، هو إعادة بناء البنية الأساسية المتهالكة، والاقتصاد الذي أنهكته الحروب، مضينا في إصلاحات اقتصادية، ونجحنا في إسقاط ما يقرب من 27 مليار دولار من دوين مصر الخارجية، وأتحنا المناخ الجاذب للإستثمار.

استهدفت سياساتنا فتح أبواب الرزق لملايين المصريين، وحقق اقتصادنا أعلى معدلات نمو في التاريخ وأعلى احتياطي للنقد الأجنبي، وواجهنا تلك التحديات، وتحققت لمصر وشعبها إنجازات عديدة، رغم الزيادة السكانية وما تشكله من ضغط على الموارد، والإحصاءات مسجلة وموثقة ومتاحة، لكن مجال الحديث عنها بالتفصيل ليس هنا أو الآن.

ويشهد الله أننا لا أبالي بمحاولات البعض التشكييك في دوري بحرب أكتوبر، فقد قمت به مخلصا، ولا أبالي أيضا أن يحمى اسمي من على المؤسسات التعليمية أو الثقافية، فستظل باقية شاهدة ضمن شواهد عديدة على اتساع أرض الوطن.

سيادة المستشار رئيس المحكمة.. هيئة المحكمة الموقرة، لقد أقمت سياسة مصر الخارجية على الندية والتكافؤ، وسعيت لمصالح مصر أينما كانت وآمن مصر القومي على كافة أبعاده ومحاوره، فلم نكن يوما حليفا متهاونا في الحفاظ على السيادة المصرية، واستعدت علاقات مصر المقطوعة مع الدول العربية، واستعدت جامعة الدول العربية للقاهرة، وحافظت على مصر في علاقاتها العربية والإفريقية والأوروبية، ولم أقبل أبدا أي تدخل خارجي أي كانت الظروف في الشأن المصري، أو أي تواجد عسكري أبدا على أرضنا أو مساسا بشريان حياتنا نهر النيل.

حافظت على حرية الرأي والتعبير وعملت على توسيع الديمقراطية وتعزيز مبدأ المواطنة، محذرين من خلط الدين بالسياسة، على نحو ما أتت به الأحداث عام 2012، وما حدث في يناير 2011، عندما اخترق المتاجرون بالدين والمتحالفون معهم من الداخل والخارج، المظاهرات السلمية، من أعمال عنف وقتل وترويع للشعب وتعدي على الممتلكات العامة والخاصة واقتحام السجون وإحراق أقسام الشرطة.

ومنذ الأيام الأولى بادرت باتخاذ قرارات وإجراءات لمواجهة تداعياتهما وأصدرت تعليمات بنزول القوات المسلحة عصر 28 يناير لحفظ الأمن وتأمين البلاد بعد أن عجزت الشرطة عن القيام بدورها نظرا لما تعرضت له من المتآمرين على الوطن، وفي إطار استجابتي لمطالب المتظاهرين طرحت خطوات تضمن انتقال السلمي للسلطة في إطار الدستور والقانون بحلول انتخابات الرئاسة في سبتمتبر 2011 وأعلنتها في خطابي، فسعى من أرادوا الانقضاض على الدولة إلى تأجيج الأوضاع، وزعزعة ثقة الشعب في قيادات والقوات المسلحة.

مع تفاقم الأحداث وأصبحت متأكدا من أن هدف هؤلاء هو إسقاط الدولة ومؤسساتها فاخترت طواعية أتخلى عن مسئوليتي كرئيس للجمهورية حقنا للدماء وحافاظا على تماسك الوطن كي لا تنزلق مصر ألى منزلقات خطرة تدفع بها للمجهول، اخترت بحس وطني خالص تسليم الأأمانة للقوات المسلحة، ثقة في قدرتها على العبور بمصر وشعبها لبر الآمان وقد كان.

وأقول بكل صدق أن ضميرنا الوطني يملي علينا جميعا إعادة قراءة الأحداث منذ 2011 في ضوء ما تداعت له التطورات وكشف المؤامرات العديدة كانت تتربص بمصر ولا تزال تسعى للإنقضاض عليها.

لم أتحدث اليوم عن عطائي لبلادي فسيظل لها الفضل علينا جميعا فهي الوطن والأهل والملاذ وأرض المحيا والممات، إلا إنني أدافع عن نفسي اليوم لمواجهة الاتهام، لا أدعي بنفسي الكمال، فالكمال لله وحده، فأنا بشر أصيب وأخطئ.

تحملت بشرف وأمانة، وسوف يحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا وما علينا، من المؤكد أن التوفيق لم يحالفني في بعض ما اتخذته من قرارات وهو شئ طبيعي، أو أن بعضها لم يرتق لتطلعات بني وطني، لكنني أشهد أمام الله أن كل قرار وسياسة انتهجتها إنما ابتغيت صالح الوطن، وأقول مخلصا إن ما تعرضت له من اتهام وإيذاء، لا أزال شديد الاعتزاز بخدمة بلادي وبني وطني من أيدني منهم ومن عارضني على حد سواء.

إن محمد حسني مبارك الذي يتحدث اليوم أمامكم، لم يكن ليأمر أبدا بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين، وهو الذي أفنى عمره في الدفاع عن مصر وأبناءها، وأقول أمام الله وأمام الشعب أنني قضيت حياتي مقاتلا، هكذا كان تعليمي وتدريبي وتلك كانت عقيدتي منذ تخرجي في سلاح الطيران، ولم أكن لآمر أبدا بقتل مصري واحد تحت أي ظروف.

لم يكن لي أيضا أن أصدر قرارا بإشاعة الفوضى، وقد حذرت منها، ولم أكن لأصدر قرارا بإحداث فراغ أمني، فيعلم الجميع أنني حافظت على استقرار مصر وأمنها الوطني، ولم يكن من الحقيقة أبدا أن أتهم بالفساد المال والإضرار بالمال العام، فلا شرف عسكري ولا أمانة يسمحان لي بذلك.

إنني كإبن من أبناء القوات المسلحة كنت وسوف أظل حريضا على الشرف العسكري حتى الرمق الأخير ولن أفرط، وإنني كإبن من أبناء مصر سأظل ما حييت أحافظ على أبناء مصر، وأثق أن مصر لن تنسى من عملوا وسهروا من أجلها ، وضحوا بأرواحهم ولا يزالون، من رجال القوات المسلحة والشرطة.

إنني أثق في عدالة المحكمة وحخكمها وسأتقبله بنفس راضية، الحكم العدل هو حكم التاريخ، وثقتي بلا حدود أن مصر ستستعيد عافيتها وستواصل بناء نهضتها من جديد بقيادتها المخلصة وبعزة ورفعة وكرامة.

لعل حديثي أمامكم اليوم هو آخر ما أتحدث به حتى ينتهي العمر، وإنني وإذ اقترب العمر من نهايته مرتاح الضمير أن قضيته مدافعا عن مصر ومصالحها وأبناءها حربا وسلاما، وإنني بخبرة السنين أقول لكل مصري ومصرية حافظوا على وحدة الوطن، وانتبهوا لما يحدق بالوطن من أخطار وما يحاك له من مخخطات ومؤامرات، ومصر أمانة أحملوا رايتها واحفظوها وامضوا بها الى الأمام، حمى الله مصر ورعاها، وحمى شعبها ، وأشكركم سيادة الرئيس.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة