فضاءات المفرجية

المفرجية

فضاء أعلام ورجالات وعوائل

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
أسامة جمعة
مسجــل منــــذ: 2011-04-08
مجموع النقط: 5
إعلانات


الضرب ضرب ابي محجن والكر كر البلقاء

هو ابو محجن عمر ابن حبيب الثقيفي من بني ثقيف اسلم سنة 9 من الهجرة . كان شاعرا حسن الشعر ومن الشجعان المشهورين في الجاهلية والاسلام وكان كريم جوادا الا انه كان منهمكا في شرب الخمر لا يتركها خوف تطبيق الحد حيث كان يجلد ويعود يجلد ويعود حتي قيل ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه جلده من 7- 8 مرات بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصى ولده ويقول ::

اذا ما مت فادفني جنب كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقها

ولا تدفني في الفلاة فإنني أخاف اذا ما مت لا أذوقها

فلما تداعى المسلمون للجهاد ولقتال الفرس في معركة القادسية التي غيرت وجه التاريخ خرج معهم أبو محجن وحمل زاده ومتاعه ولم ينس أن يحمل خمرا دسها بين متاعه فلما وصلو القادسية طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين وبدأت المراسلات بين الجيشين عندها وسوس الشيطان لأبي محجن فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر فلما علم به سعد غضب عليه وحرمه من دخول القتال وأمر أن يقيد بالسلا سل ويغلق عليه في خيمة وكان جيش الفرس اكثر عددا وعده وكان معهم الافيال .اشتدت المعركة ولقي المسلمين في اليومين الاول والثاني خسائر كبيرة حتي جاء اليوم الثالث وزاد عدد قتلي المسلمين حتي انهم اسموه يوم السواد وسمع أبو محجن صهيل الخيول وصيحات الابطال لم يطق أن يصبر على القيد واشتاق للشهادة بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين وبذل روحه لله وإن كان عاصيا وإن كان مدمن خمر إلا أنه مسلم يحب الله ورسوله.

وابو محجن في قيده يقول:

كفى حزنا أن تدخل الخيل بالقنى وأترك مشدودا علي وثاقيا

إذا قمت عناني الحديد وغلقت مصاريع دوني تصم المناديا

يُقَطِّع قلبي حسرةً أن أرى الوغى ولا سامعٌ صوتي ولا من يَرَانيا

وأن أشهدَ الإسلام يدعو مُغَوِّثا فلا أُنجدَ الإسلام حينَ دعانيا

وقد كنت ذا مال كثير وإخوة وقد تركوني واحدا لاأخى ليا

فلله عهد لاأحيف بعهده لإن فرجت لاأزور الحوانيا

ثم اخذ ينادي بأعلي صوته الي أن يلتفت الي زوجة القائد سعد ويناشدها أن تطلق صراحه ويشهد المعركة معلنا توبته قائلا:

سُلَيْمى دعيني أروِ سيفي من العد فسيفيَ أضحى وَيْحَهُ اليومَ صاديا

دعيني أَجُلْ في ساحةِ الحربِ جَوْلَة تُفَرِّجُ من همّي وتشفي فؤادياً

وللهِ عهدٌ لا أَحيفُ بعهده لئن فُرِّجت أَنْ لا أزورَ الحوانياه

فسألته امرأة سعد ماذا تريد فقال فكي القيد من رجلي وأعطيني البلقاء فرس سعد، فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد وإن بقيت فلك علي عهدالله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في رجلي، وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت القيد وأعطته البلقاء فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس وألقى بنفسه بين يدي الكفار علق نفسه بالآخرة ولم يفلح ابليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين وحمل على القوم برقابهم بين الصفين برمحه وسلاحه، وتعجب الناس منه وهم لايعرفونه ولم يروه بالنهار ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة في ذات الله عز وجل حتي بدأت كفة المسلمين في القتال ان تربح نعم مضى أبو محجن في القتال حتي انتهي اليوم الرابع وفيه نصرة للمسلمين أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال لكنه كان يرقب القتال من بعيد فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله، وقال الضرب ضرب أبي محجن !! والكر كر البلقاء وأبو محجن في القيد!! والبلقاء في الحبس !! فلما انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجله في القيد، ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟ فذكروا له قصة أبي محجن فرضي عنه وأطلقه وقال : والله لا جلدتك في الخمر أبدا، فقال أبو محجن : وأنا والله لا شربت الخمر أبدا.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة