فضاءات دائرة القلتة

دائرة القلتة

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حورية
مسجــل منــــذ: 2010-12-08
مجموع النقط: 11.2
إعلانات


الالغاز الشعبية

والان اليكم تكملة البحث :
الإشكالية:
- ما مدى تداول الألغاز الشعبية في المجتمع الأغواطي ؟وهل تراجع هذا النوع من الأحجية في وقتنا الحالي؟
التساؤلات الفرعية:
1-هل تتداول الأحجية لدى الشيوخ في المجتمع الأغواطي؟
2-هل الألغاز الشعبية متداولة بين فئة الشباب ؟
الفرضية العامة:
-لا تزال الألغاز الشعبية متداولة في المجتمع الأغواطي.
الفرضيات الجزئية :
1-يتداول الشيوخ الألغاز الشعبية أثناء السمر ليلا.
2-تراجع تداول الألغاز الشعبية بين فئة الشباب .
أسباب اختيار الموضوع:
- محاولة استطلاع واقع الألغاز الشعبية في ولاية الاغواط عامة و لدى عينة البحث خاصة.
-معرفة أهم الألغاز المنتشرة ومدى تشابهها مع المناطق الأخرى .
-موقع الألغاز في التراث الثقافي في المجتمع و أهميته في الدراسات السوسيوانثروبولوجية .
- المتعة لان فن الالغاز يستهوي الى درجة كبير من حيث المتعة في قراءتها وكتابتها خاصة وقت جمعها وفك رموزها .
أهمية الموضوع :
- يكشف عن الدور الثقافي والتربوي الذي حملته وتحمله الألغاز في طياتها .
التطرق للموضوع خاصة لما له من أهمية في التذكير بالموروث الثقافي والحفاظ عليه.
- تداول موضوع الألغاز ونفض الغبار عليه لربط الماضي بالحاضر والمقارنة بين الألغاز بين المناطق وبين الفئات المختلفة.
الدراسات السابقة:
-دراسة لعبد المالك مرتاض في كتابه "الالغاز الشعبية الجزائرية"حيث جمع فيه الالغاز من الغرب الجزائري ،وما خصصه لها من دراسة متنوعة المناهج اضافة الى الدراسات الغير مستقلة كدراسة نبيلة ابراهيم في كتابها "اشكال التعبير الشعبي"كذلك ما ذكره رابح العوبي في كتابه المعنون:"انواع النثر الشعبي".
-دراسة لحليمة عواج حول "الالغاز الشعبية في الاوراس وادي الطاقة نموذجا جمع وتحليل ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الادب الشعبي من جامعة باتنة-الحاج لخضر-2006/2007.
1- اللغز المفهوم والدلالة:
1-اللغز لغة: الغز الكلام والغز فيه :عمى مراده و أضمره على خلاف ما أظهره لذا شبه معناه بقول الشاعر انشده الفراء:
ولما رأيت النسر غر ابن داية وعشش في وكريه جاشت له نفسي
-حيث أراد بالنسر الشيب لبياضه وشبه الشباب بابن داية وهو الغراب الأسود لان شعر الشباب اسود
و اللغز :الكلام المبلس وقد الغز في كلامه ،يلغز إلغازا إذا وري فيه وعرض ليخفي .والجمع الغاز.([1])
اصطلاحا:يطلق على اللغز بصفة عامة عدة أسماء منها :الملاحن ،أبيات المعاني ،التأويل،التعريض ،الكناية الرمز ،الإشارة ،المحاجاة ،ومعنى الجميع واحد.([2])
أما في اللغة الفرنسية فجاء على النحو التالي:énigme والذي يعني الشيء صعب الفهم و التأويل.([3])
ومن ثم فان فهم اللغز وفك رموزه ليس بالشيء الهين وليس في متناول كل شخص بل يتطلب مستوى من الذكاء والتفكير والمعرفة هذا من جهة ومن جهة أخرى اللغز لا يصدر عن عامة الناس فهو لغة العارفين والحكماء يختارون من الشيء صفاته ومميزاته المطابقة او المتشابهة لتثير شيء من الالتباس لتكوين لغزهم ثم يطرحونه على الآخرين .
2- تطور مفهوم اللغز:
في الثقافة الشعبية الجزائرية تقابل لفظة حجاية او أحجية ،مصطلح حكاية شعبية بحيث نسمع العبارة حاجيني يا جدي والمقصود الدلالي احكي لي حكاية او قصة .ولكن سرعان ما غابت لفظة حجاية عن الميدان القصصي لتقترن بشكل تعبيري آخر وهو اللغز وفي كثير من المناطق الجزائرية اشتقت من لفظة حجاية لفظة ثانية و أصبحت كإنتاجية او مقدمة لغزية وهي حاجيتك ما جيتك-
ويضاف اليها نصف اللغز حاجيتك ماجيتك لو كان ما هو ماجيتك-ويقصد بها الرجلين ومن ثم صار اللغز يدل في العامية على الاحجية فهما فمهما قيل عن اللغز والأحجية وانطلاقا من ان كل معنى فيهما يستخرج بالحدس والحزر بدلالة اللفظ عليه حقيقة والمجاز .بالإضافة الى ان معناها لا يفهم من الوهلة الاولى.
يمكن القول با اللغز ولااحجية شيء واحد الا ان الذي لايمكن نكرانه هو ما نلاحظه في المضمون العام للاحاجي او الالغاز الجزائرية العميقة الهادفة التي تدل على ذكاء العقلية الشعبية والتزامها عبر القرون السحيقة وقد رتها من جهة اخرى على ربط الصلة بين اللفظ الحاضر المنطوق والمعنى الباطني المقصود.([4])
المبحث الثاني:الألغاز نشأتها وغاياتها.
1-النشأة:
لكل شعب خصائصه المؤكدة التي تتجسد حتما في ثقافته المتنوعة والغنية ،هذه الثقافة المعبر عنها بأشكال تعبيرية شعبية عديدة وتعد الألغاز الشعبية احد وسائل العقل الناجحة في التعبير والمخاطبة والحوار وهي لا تصدر إلا عن ذكاء وفطنة ،فقد يلغز الإنسان في كلامه كما قد يلغز في أعماله و أفعاله ،فالحياة المحيطة بنا مليئة بالأسرار و الألغاز وقد جعلها الله تعالى كذلك لحكمة بالغة حينما وقف الإنسان متأملا فيها محاولا تفكيك إسرارها وحل ألغازها و إزاحة الغموض عن الكثير من مظاهرها .لا سبيل اذا من إنكار اقدمية هذا الفن فالألغاز قديمة قدم الإنسان فقد اقترن ظهورها منذ ان بدا الإنسان الأول يتساءل عن الكون عن الطبيعة التي يعيش فيها عن الحيوان الذي يعيش معه.
قد يصعب تحديد التاريخ والنشأة بدقة لان الغز مرتبط ارتباطا وثيقا بالإنسان وتاريخ ظهوره يعود إلى تاريخ ظهور الإنسان فوق سطح الأرض .وهذا ما ذهب اليه موريس بلوم فليد في"ان اللغز نشا منذ قديم الزمان حيث كان الإنسان الأول يمرن نفسه على التلاؤم مع الكون الذي يحيط به"ذلك انه كلما كانت الرؤيا أكثر نضارة ازدادت الرغبة في إدراك القوانين التي تحيط بالإنسان ولعل هذا ما نجده في الكثير من الانواع الادبية الشعبية مثل الأسطورة والحكايات الخرافية التي تتضمن الألغاز فاللغز يشير الى غموض الحياة وهو في الوقت نفسه يمثل ادراك العقل البكر.([5])
ولعل من اهم النماذج التي يمكن ان يسوقها الدارس في هذا السياق نذكر قصة النبي سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ بلقيس وذلك من خلال الالغاز التي طرحتها عليه لكي تختبر ذكاءه ونتيجة لما كان يتمنع به من ذكاء وفطنة لم تستطع الملكة بلقيس التغلب عليه فمن بين هذه الالغاز قولها ان سبعة وجدوا مخرجا وتسعة وجدوا مدخلا واثنان انساب منهما جرا وواحد شرب من هذا المجرى ؟فأجابها سليمان عليه السلام:اما السبعة فهي سبعة أيام الحيض واما السعة فهي شهور الحمل ،واما الاثنان فهما الثديان و الوحد فهو الطفل الرضيع.ولكن رغم مواصلة الملكة في طرح الالغاز على النبي ولكنها لم تستطع الوقوف اما بداهته وسعت حكمته ولم تكتفي بالقول فقط بل تجاوزته الى الفعل كيف ذلك؟ لقد أحضرت أمامه مجموعة من الرجال والنساء متنكرين في هيئة واحدة وفي زي واحد وطلبت منه ان يمز بين الرجال والنساء فامر سليمان ان يحضروا الجوز والذرى المشويين ويضعونها امام الجميع ثم طلب من خليط الرجال والنساء ان يمدوا أيديهم فمد الرجال ايديهم دون ان يستحوا في حين ان النساء كن يحاولن اخفاء أذرعهن .
اذن ميز سليمان عليه السلام بين الرجال والنساء وهنا امتلأت بلقيس بالإعجاب منه وقالت انك تفوق في الحكمة والنبوءة أضعاف ما كنت اسمع عنك.
-كما ورد في الأثر ان نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما زار بيت ابنه إسماعيل فلم تعجبه زوجة ابنه فترك له رسالة معها يطلب فيها منه أن يغير عتبة بابه ففهم إسماعيل عليه السلام مراد ابيه وطلق زوجته واستبدلها بأخرى وقد عنى له ذلك بان يغير زوجته.
- إضافة الى ذلك يمكن ان نورد اللغز الذي اقترن بقصة أوديب الذي قرر العودة الى بلاده الأصلية ولما اقترب من بلدته الأصلية سمع ان أبناء قريته يعيشون في جو رهيب حيث يتحكم فيهم وحش ظل يطرح عليهم لغزا محير وفي كل مرة يتقدم فرد من ابناء بلدته لمحاولة الإجابة فلما يفشل يأكله الوحش .فتقدم اوديب للوحش وطلب منه اللغز واستطاع اوديب معرفة الجواب وبالتالي قضى على الوحش .اما نص اللغز الذي حيرهم فهو من الكائن الذي يمشي في الصباح على أربعة أرجل وفي الظهيرة على رجلين وفي المساء على ثلاثة .فكان جواب اوديب هو اطوار حياة الانسان ([6]) .
ولعل الامثلة السابقة توحي لنا عن مقدار ما كان عليه اللغز من تأثير في الأوساط الشعبية لدرجة انه لم يعد يروى مفردا فحسب وإنما دخل الحكايات الشعبية والخرافية ففي هذه الحالة لا يروى اللغز بوصفه سؤالا محيرا يتطلب إجابة صائبة يعرفها السائل من قبل إنسان يكون كذلك في صورة مسألة محيرة تتطلب التفكير كما هو الحال في اللغز الأخير الذي طرح على النبي سليمان عليه الصلاة والسلام.وهكذا تعاقبت العصور والأجيال ونسي الباعث الذي اوجد اللغز فلم يستخدم بوصفه وسيلة سحرية تكشف عن موقف غامض كما هو الحال في الألغاز البدائية ،كما انه لم يعد يعبر عن مفهومات عميقة بعيدة عن إدراك الإنسان العادي وعن الحكمة التي يمتلكها بعض الأفراد .وإنما أصبح مجرد باب طريف من أبواب السمر .
الغاية:
لقد قامت الألغاز بادوار عظيمة في مجالات مختلفة منها المجال التربوي فهي بمثابة السينما والإذاعة والمسرح في وقتنا الحالي وبذلك فاللغز كجنس أدبي يقوم بعدة وظائف نفسية واجتماعية تاريخية وثقافية فهو وسيلة اساسية للتربية وذلك لانه يعلم الأطفال والكبار على حد السواء كيف ينظرون الى المشكلة من كل جوانبها ثم يحتفظون بعد الكد والتفكير بحس فكاهي ([7]).وبصفة عامة نجد ان للغز وظيفتان أساسيتان :
1-وظيفة ترفيهية :كان يلتقي مجموعة من الناس يجيدون فن الالغاز ويتبارون في طرحها والبحث عن اجابات .وهذا يستغرق ساعات طويلة وسهرات متتالية.
2-وظيفة اختبار الذكاء:حيث يلجا بعض المربيين البيداغوجيين الى إدماج بعض الألغاز ضمن برامجهم التدريسية وذلك من اجل تنمية قدرات الطفل على التفكير والإدراك والتخيل.
وتتلخص غاية اللغز في العناصر التالية:
3- اختبار معرفة المسؤول ودرجة الممتحن من المعرفة ويكون ذلك عن طريقة الاختبار الذهني بين شخصين أو اكثر ويكون له شروط تراعى فيها صياغة اللغز في الجواب فمثلا اذا كان اللغز المطروح شعرا فينبغي ان يكون الجواب كذلك شعر.
فللغز وظيفة في امتحان الأشخاص لإظهار إمكاناتهم الفردية وبالتالي قدراتهم على تحمل أعباء اكبر وانتقالهم الى رتبة اعلى .
4-التربية العلمية المباشرة:وهذا تماما ما نجده في السهرات ومجالس الأنس التي تعودت عليها العائلات وان كان هذا قد غاب في هذا العصر.
5-التسلية : خاصة مداعبة الجد لأحفادها والأم لاطفالها بغية تثقيفهم وإثراء عقولهم بالمعارف اللازمة وتوجيههم لان الهدف الأسمى للغز هو التوجيه والنقد والإصلاح.
المبحث الثاني: الألغاز خصائصها وطقوسها.
1- الخصائص:
لكل فن من من فنون الادب الشعبي خصائص ومميزات تميزه والألغاز الشعبية لها مميزات تنفرد بها عن باقي الاشكال التعبيرية الاخرى .
-الايقاع الصوتي :يسام في فنية الاسلوب اذ هو طريقة التعبير عن التفكير باختيار الالفاظ ووضعها في عبارات جميلة فالمبدع الشعبي عند وضعه للألغاز لم يتردد في وضع الايقاع الصوتي للغز لم يتردد في وضع الايقاع الصوتي للغز ،حيث يمنح له قوة فنية جمالية من حيث وقع الصوت ويجعله شديد التاثير في النفس.
-تنوع صور التعبير عن الموضوع الواحد:
يعني هذا ان بعض الموضوعات بما فيها الأشياء والحيوانات والإنسان وغيرها من تلفت الانتباه الى منشأ اللغز فيضع فيها العديد من الاغاز وهذا يعود الى غايات في نفسه.وذلك لتوضيح قيمتها ومالها من تأثير في النفس .واما لبيان سلبياتها او ايجابياتها .لذلك نجد في بعض الالغاز الشعبية تكرار الموضوع الواحد مرات عديدة عن طريق تعابير مختلفة ويعود ذلك الى اسباب معينة ذكرها رابح العوبي قائلا:"يرجع ذلك الى عاملين هما :تعدد ومنشا اللغز واختلاف امكنة ظهوره.([8])
-الرمزية :ان اللغز كما هو معروف يحمل في طياته سؤال وجواب ولكي نصل الى فهم لغز ما لابد من فهم الخطاب الوصفي الاخباري الذي يشرح بدوره موضوع اللغز ويكشف عن المعنى الحقيقي له وانطلاقا من فكرة ان الالغاز شحنة ايحائية لحقيقة واقعية .نجد ان لغة الالغاز لها مفهوم آخر غير المفهوم العادي عند الناس .فلغته غريبة غير مألوفة لان المراد بذلك هو اختبار مقدرة معرفة المسؤول .حيث نجد في هذه اللغة الغريبة ان الاشياء لا تسمى بمسمياتها الكلية المصطلح عليها في اللغة العادية وانما يثار بها مغزى ومعنى عميق وهذا لا يعني ان كل الالغاز تتمتع بنفس الدرجة في قوة النسيج.
-التكرار :ان خاصية التكرار تعتبر من الاداء الفني الجميل الذي يعتمد على اختيار الألفاظ والدقة في ترتيبها وترديدها ،و الا لأصبح اللغز مجرد كلام مطول .
-الطابع الشعبي (الحكي):قد يصعب على منشأ اللغز التعامل مع طابع الحكي الشعبي الا اذا كان المبدع متمكنا وتزودا بالعلوم والخبرة في شؤون الناس .قد يتخذ اسلوب الألغاز طابع الحكاية الشعبية كما هو الحال في اسلوب بعض الامثال كما يدل على ان الفنان الشعبي يمتلك عدة قدرات في التنوع الفكري ([9]).
2- الطقوس:
تختلف الطقوس التي تطرح فيها الألغاز من بلد الى آخر وذلك بحسب البيئة والثقافة و الاغراض المرجوة من القاء اللغز .فلجزائر مثلا تلقى فيها الألغاز أثناء السمر وذلك حينما تجتمع العائلة في المناسبات السعيدة.
فيأخذ الحديث بهم الى تداول الالغاز خاصة بين الفتيان والفتيات او بين الجدة والأحفاد ويفترض فيهم صغر السن كما قد يبدو بين الام وأطفالها .
وقد تطرح الالغاز في مناسبة اخرى كالاجتماع في الوعدات التي لازالت تقام في الولايات الجزائرية مثلما يقام في -قلتة سيدي سعد- كل سنة حيث يجتمع الناس من كل مكان لحضور هذه الوعدة ويتنافسون على القاء الشعر الشعبي والملحون وطرح الالغاز . الا ان هذه الطقوس لم تعد سارية المفعول في وقتنا الحاضر وهذا يرجع الى التقدم الحضاري الملحوظ في مختلف المستويات فالعائلة ما عادت تجتمع فكل فرد مشغول بمتطلباته ويعتبره مضيع للوقت خاصة بعد التطور التكنولوجي الحاصل( الانترنت).
الإطار الميداني:
المبحث الأول:مجال الدراسة
1-المجال المكاني للدراسة:
أجريت الدراسة في دائرة قلته سيدي سعد التابعة إداريا لولاية الاغواط حيث تقع شمال الولاية على الطريق الوطني رقم 23الرابط بين ولاية الاغواط و ولاية تيارت ويتواجد بها عرش لعجلات ولقبهم هذا نسبة إلى جدهم الأول "عجال" وقد لقب بهذا اللقب لأنه كان يسرع إلى إكرام الضيف.ويتواجد عرش لعجلات في كل من " دائرة قلتة سيدي سعد، بلدية البيضاء،الواد الطويل ،حسيان الذيب" حيث يعيشون على شكل عروش يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم ويتميزون بالوحدة وقد كانت منطقة خصبة للبحث الميداني
2-المجال الزماني:
استغرقت الدراسة التي قمنا بها حول موضوع "الالغاز الشعبية بين الماضي والحاضر "في منطقة قلتة سيدي سعد التي كان ينتشر فيه هذا النوع من الفنون الشعبية بشكل واضح .فكانت مدة يومين للبحث والتقصي غير كافية ولكن رغم ذلك تحصلنا على المعلومات الضرورية لتكملة البحث.بالاضافة الى فئة الشباب بالجامعة.
3- عينة الدراسة:تعرف العينة بأنها "ذلك النموذج من الأفراد والوحدات المختارة من مجتمعة البحث بطريقة عمدية أو عشوائية والذي يمثل وحدات مجتمع البحث بالصفات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمهنية التي يهتم بها الباحث"([10]).
و يعتبر اختيار العينة من العمليات الهامة التي يجريها الباحث و تتطلب منه دقة بالغة نظرا لأهمية النتائج المترتبة عليها.
تعريف العينة القصدية : تعرف تحت أسماء متعددة مثل العينة العرضية أو العينة العمدية, أو الفئة النمطية , و هي أسماء تشير كلها إلى" العينة التي يقوم الباحث باختيار مفرداتها بطريقة تحكمية لا مجال فيها للصدفة بل يقوم هو شخصيا باقتناء المفردات الممثلة أكثر من غيرها لما يبحث عنه من معلومات و بيانات, و هذا لإدراكه المسبق و معرفته الجديدة لمجتمع البحث و لعناصره الهامة, التي تمثله تمثيلا صحيحا و بالتالي لا يجد صعوبة في سحب مفرداتها بطريقة مباشرة"([11]).
وقد وقع اختيارنا على 15 من شيوخ قلتة سيدي سعد و20 طالب وطالبة من الجامعة فقد كانت متجانسة، اختيرت بطريقة عشوائية فكانت العينة الكلية 35 فرد.
المنهج المستخدم :استخدمنا المنهج التاريخي لتتبع تاريخ الالغاز و المنهج الوصفي لوصف الظاهرة .وتفسيرها
وقد استعنا بأداة المقابلة المقننة:أو المبرمجة وفيها يكون لدى الباحث قائمة من الأسئلة سيتم طرحها بنفس التسلسل ويحاول الباحث إعادة التقيد بهذه الأسئلة من اجل جمع المعطيات([12]).
عرض نتائج المقابلات :
- اسفرت المقابلات التي قمنا بها مع شيوخ قلتة سيدي سعد الى مايلي:
ان اغلب الشيوخ الذين تتراوح اعمارهم مابين 65-80 سنة هم على دراية كبيرة بالامثال والحكم والألغاز وفي طيات كلامهم يعبرون على الحياة التي عاشوها وسط محيطهم وعائلاتهم الممتدة والمحافظة على تقاليدهم وثقافتهم، فيقول احد الشيوخ:"كنا بكري نتلموا قاع كبيرنا وصقيرنا ونجبدوا قاع امور الدنيا ومن ثم نداولوا الالقاز ونشوفوا البطل الي يفكهم والي ما يطيقش يفكهم ينوض من الجماعة و ما يرجعش حتى يلقى الحل .وهو يتكلم يرجع ويقول:"والوقت هذا راه كل واحد لاهي بروحو واصوالحوا موليناش نقعدوا كيما بكري وقلت الملاقات وانقطعت صلة الرحم بين العوايل."وهو متأسف على ذلك .
وهكذا وجدنا ان الشيوخ لديهم معرفة كبيرة بالالغاز وكيفية حلها وطرحها مع تلك الاماءات التي تقربنا من الاجابة .
- اما بالنسبة لفئة الشباب الجامعي:فكانت اللامبالاة بهذا الموضوع بادية على وجوهم فعندما سالناهم عن بعض الاحاجي فان لم يجيبوا وقال بعضهم :"كنت أحفظ بعض الالغاز ولكن نسيتها."وعند سؤالهم :لما ذا لا يعرفونها ؟
اجابوا :بانهم لا يميلون الى السهر على مثل هذه الاشياء فهم في الغالب يمارسون المطالعة وتصفح الانترنت .فالالغاز بالنسبة اليهم مضيعة للوقت لا تفيد في شيء الا ان بعض الطالبات ابدين اهتمام واعطينن بعض الالغاز وحلها.وقلن بان هذه الالغاز اصبحت قديمة يتداولها الكبار فقط ولا يفهمها الشباب لصعوبة مفرداتها .فكانت الالغاز القديمة بالنسبة لهن ميراث ثقافي فقط ولم يعد لها دور في التربية بالنسبة للاطفال وخاصة بعد ظهور وسائل للتربية والترفيه ،وخاصة بعد ظهور الالغاز الجديدة التي تواكب التطورات المتنوعة الدينية والتاريخية والثقافية.
الاستنتاج:
- من خلال عرض نتائج نستنتج ان فئة الشيوخ ما زالت محافظة على الالغاز وقيمتها بشكل كبير وتتقن إلقاءها وحل رموزها لكن هذه الفئة لم تستطع نقلها الى الجيل الجديد (الاحفاد) نظرا الى اهتمامات الشباب الكثيرة التي اصبحت تساير متطلبات العصر وحتى وان اهتم الشباب بهذه الألغاز فانهم يجدون البديل وهي الغاز جديدة ذات المحتوى الفكري الراقي في الطرح وهي الغاز ذات جانب ديني ،ثقافي ،تربوي ،في قوالب جديدة. وبهذا تثبت صحة الفرضيتين المطروحتين.
- بعض الألغاز الشعبية-
- اسمو بالحاء ،تبدل حالوا جاب طفلة زينة و فكوهالوا (الحليب)
-مطيرق نحاس في الارض قاس ( الجزر)
- ما اوسعك يا ضاية وما حضاك ياراعي وما كثرك يا قلم (السماء والقمر والهلال)
-مات الميت ودفناه الحي نبشو ناض الميت كمشوا ( الفخة)
- رحية فوق رحية راسها راس الحية وهي ما تكلشي ( السلحفاة)
-يبات ساري تحت السواري (النمل)
-قلمنا حبوس وقرونها يبوس (المقبرة)
- يتلوى ما يعيب ويكبر ما يشيب (الماء في الواد)
- شيخ شايب بالغرايب كان غايب هاهو جا( الثلج)
- قلتة خز ما تتهز(البستان)
- دقيناه سبع دقات حطيناه قالوا مات ارفدناه قال انعم (القصبة)
- الكبش النطاح يجري فوق لسطاح (القلم)
-ابيض رفروف يشرب الما كي لخروف (العجين)
- مزيود صوف يبات يشوف (الكلب)
- مزينها هيلالي ولي ما يسلكها ينوض من قبالي (البرتقالة)
- خب خب كي يشوف الماء يهرب ( الحذاء)
- سيدنا اكحيل راكب على ثلاثة من الخيل (الطجين فوق المناصب)
-اكحل قرقيش لا عظم لا ريش (القطران)
-تطير بلا جنحين وتبكي بلا عينين (السحابة )
-زوج غربة خرجوا من قبة (البارود)
-صندوق ماجة خاصتو حاجة (الجمل لا يوجد به مرارة)
- تذبح فيها وتبكي عليها (البصل)
-تنط هنا وتنط لهيه وتنط على لبحر من هيه ( الرسالة)
- زوج شادينو وثلاثة يتفرجوا فيه (السيجارة)
- سماها كي لونها (البيضة)
- اكحل لملوم فالدم يعوم سب الملجوم في ضحوت يوم (العين)
- انا نجري وهي تجري سبقتني بنت الملعون (الطريق).
-راه راه يامرطاه يامن صابو يتكل (الصابون).
-تطير بلا جنحين وتعض بلا سنين (الرصاصة)
- بينا المذكور لا نفس لا مصور (الصورة الشمسية)
-حية تشرب وميتة تشرب (القربة)
- شويخنا في ركنتو ياكل في مصيرينتو (الشمعة)
-ناقتنا الزرقة من كل بلاد تقطع ورقة (الموت)
-انا قاعد وقلمي تتراعد (المقلاة والقهوة )
- حزمة يباري جاي من بر صحاري (القنفد)
- شمر الستار يبانو الخرفان (الاسنان)
- جانا ضيف وضيفناه وفي الليلة كتفناه (الرضيع)
- لحاف اما مايطبق ودراهم ابي ما تتعد وخويا عوج ما يتسقم (السماء ،النجوم،الهلال)
- ميات مرا متلمدا في كسا خضرة (الفلفل الاخضر)
- ميات مرا متلمدا في كسا حمرا (الفلفل الاحمر)
-معلقة من وذينتها والبلا في كريشتها (الفلفل الحار)
- ركيزتي يا ركيزة الذهب حطيتها عزت علي خليتها ثقلت علي (الصلاة)
- غراب وغرابة ،الغرابة شربت والغراب جا قاب (القربة و المحقن)
- بكرة حمرة غابت من ظهرة ( الشمس)
-ثلاثة وقوف والرابع منفوخ والخامس يضرب ويشوف (الاعمدة ،الشكوة،المراة)
- له جلد وليس حيوان ،وله ورق وليس نبات ،وله لسان وليس انسان (الكتاب)
- تشبه في حجر الواد ما هي حجرة ،ام اربع كرعين مهيش نعجة ،تبيض مهيش دجاجة (السلحفاة)
- زاد وسميناه في الليل اقلبنا أسمو والصباح سميناه وسمينا امو(الزبدة واللبن)
[1] -ابن منظور،لسان العرب، مج2،دار صادر ،ط1، 1992، ص 405،مادة لغز.
[2] -احمد محمد الشيخ ،الألغاز والأحاجي اللغوية وعلاقتها بأبواب النحو المختلفة،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع،ط2، 1988، ص19.
[3] --حليمة لعواج،الاغاز الشعبية في الاوراس وادي الطاقة-نموذجا جمع ودراسة،جامعة الحاج لخضر :باتنة،رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الادب الشعبي ،2006/2007 ،ص34.
1- محمد السعيدي،الادب الشعبي بين النظرية والتطبيق،ص 98.
[5]-حليمة لعواج،مرجع سبق ذكره ،ص37.
[6]-نبيلة ابراهيم،اشكال التعبير في الادب الشعبي، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، ط3، ص 195.
1- نبيلة ابراهيم،مرجع سبق ذكره ،ص 202.
1 حليمة لعوج،مرجع سبق ذكره،ص ص 46-48.
[9] -حليمة لعوج،مرجع سبق ذكره،ص 50.
1 - حسان محمد الحسين ،موسوعة علم الاجتماع ،الدار العربية للموسوعات،بيروت،ط1 ،1999 ،ص 331.
1 -أحمد بن مرسلي ,مناهج البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر,2003، ص 197.
2-محمد داودي،محمد بوفاتح،منهجية كتابة البحوث العلمية والرسائل الجامعية ،جامعة الاغواط،ط1، 2007 ،ص126.

تقييم:

2

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| حورية | دائرة القلتة | 20/12/13 |

اتمنى لكم الاستفادة والمتعة واصلاح الاخطاء فلا يوجد لدينا اي مانع 

 



...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة