فضاءات منزل بورقيبة

منزل بورقيبة

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمعتمدية
نور jmili
مسجــل منــــذ: 2012-03-13
مجموع النقط: 7.4
إعلانات


التاريخ الكامل لمنزل بورقيبة منذ عهد الإستعمار


تعدّ مدينة منزل بورقيبة من المدن حديثة العهد التي انشأها المستعمرون في العام الأخير من القرن الماضي , لتكون لهم حصنا
و ملاذا
فخططوا على نمط أوروبا حتى لا يشعروا بالعزلة , و رغبة منهم بالتالي في استيطان هذه الربوع.
و لقد سميّت هذه المدينة منذ نشأتها , و حتى طروء عصر الإستقلال المجيد باسم أحد أساطين الإستعمار , و المخططين لسياسته في القرن الماضي وهو "جول فيري" فكنت تعرف ,وإلى عهد قريب فقط بإسم "فيري فيل" _أي مدينة فيري_ و يقال أنّ هذا الداهية هو الذي إختار موقعها , و كان قد قام يوم 23 أفريل1887 بجولة بحريّة فوق مياه بحيرة بنزرت أشرف عليها على المواقع الهامة.
وعندما عاد من جولته في مساء ذلك اليوم المشؤوم قال بعنجهيّة و صلف :
إنّ هذه البحيرة وحدها _مشيرا إلى بحيرة بنزرت_ تضاهي في قيمتها الإستراتيجية قيمة القطر التونسي كله. و إنّي , و ان كنت قد
احتللت تونس فلقد كانت بنزرت غايتي
و كانت العبارة الغريبة الدالة على استهتار هذا الرجل بكل القيم ,اشارة منه ببناء المدينة التي ظل يحلم بها منذ أن وطئت قدماه أرض تونس.
و بالفعل بدئ في تخطيط المدينة و إقامة المنشآت و المؤسسات فيها , فحفرت أحواض الترسخانة , و شيّد مستشفى سيدي عبد الله و اقيمت الثكنات العسكريّة , و لم يكد يحل عام 1888 حتّى كانت الأشغال قد فرغت من بناء المدينة و ملحقاتها , و خاصة بناء قاعدة هامة تابعة للبحريّة العسكريّة الفرنسية تعرف بترسخانة سيدي عبد الله و ملحقاتها.
و لكي تنعم المدينة حقّا فيأتيها رزقها رغدا , هيأت البحريّة الفرنسيّة مناطق بأكملها لإنتاج الخضروات و الكروم و الغلال , و استجلبت من جزيرة صقيلية عائلات متخصصّة في إنتاج هذه المزروعات.
و بداية من عام 1914 نشطت الحركة الإستعماريّة في تطوير هذه المنطقة و تركيز دعائمها فيها . فوضعت ادارة الفلاحة ما يزيد عن
ثلاثمائة قطعة أرض على ذمّة المزارعين و العمّال الأجانب لغرض توطينهم نهائيّا..
و كان للترسخانة دور كبير في تركيز دعائم الإستعمار بالجهة ,و خاصة في نمو عدد السكان الأوروبيين ,فلقد كان سكان البلدة في سنة 1931 لا يتجاوز 8216 منهم 892 من التونسيين فقط . لكن العنصر التونسي ظلّ يتزايد بعد ذلك , فمنها من السكّان الأصليين حين قدم الكثير منهم من كل أنحاء البلاد طلبا للعمل في الترسخانة و غيرها.
موقعها
أقيمت مدينة منزل بورقيبة في سهل مطمئن من الأرض ,كانت تمتلكه عشيرتين , هما عشيرة "الشلاغميّة" و " قبطنة" وكان هذا السهل يعرف في القديم بسهل "السبيحة" و " القصيبة" و كانت السلطات الفرنسيّة قد انتزعته من العشيرتين المذكورتين لفائدة الشركة العقّاريّة الرأسماليّة المسمّات بشركة شمال إفريقيا.
وقد قامت هذه الشركة بتقطيعه إلى مساحات صالحة للبناء أسندت ملكيتها للأجانب دون غيرهم , بعد أن كانت قد انتهت من وضع مثال تهيئة المدينة , و تعبيد طرقاتها و ممراتها و يعد هذا المثال مطابقا تماما لامثلة كثير من المدن الأوروبيّة حتى أن الأنهج و الشوارع كانت بالفعل أسماء أوروبية , تذكيرا ببعض القادة العسكريين و بغيرهم...
أما موقع المدينة فيبعد عن مدينة بنزرت بحوالي عشرين كيلومترا جنوبا و تحدها غربا بحيرة إشكل العجيبة التي يعذب ماؤها نصف السنة و يصبح مالحا في النصف الثاني, و تحدها شرقا بجيرة بنزرت , غير أنها تبعد عن العاصمة تونس بحوالي ستين كيلومترا فقط
و بحكم هذا الموقع الجغرافي فانّ مناخ منزل بورقيبة مناخ سريع التأثُر بالعوامل الجويّة و البحريّة . فصيفها قائظ’ و شتاؤها رطب ممطر. ولقد ركزت في المدينة منذ الإستقلال ,و خاصة بعد اتمام جلاء الأجنبيّة الفرنسية عدة منشآت صناعية هامة . و لذا فإنّ هذه المدينة تعدّ محجة لكثير من طلاّب العمل ,و تأتي في مقدّمة مدن الشمال التونسي
منزل بورقيبة قلعة وطنيّة
و رغم أنّ مدينة منزل بورقيبة نشأت في أحضان الإستعمار ,و أرادها المستعمرون أن تكون إحدى قلاعهم التي يحتمون بها و ينشرون بواسطتها الإرهاب في كل ربوع تونس, حيث عسكرت بها قوات فرنسية هامة , إلا أن هذه المدينة كانت قلعة وطنية بدورها.
و لكي نعرف الدور الكبير الذي أدته عن طيب خاطر , و لعبته طائعة مختارة في صلب الحركة الوطنيّة التونسيّة بقيادة الرئيس الحبيب بورقيبة , لا مفر لنا من أن نعود قليلا إلى الوراء , لنعرف بالتدقيق هذا الدور .
كانت مدينة "فيري فيل" كما عرفنا تسميتها - مقاطعة فرنسية ما في ذلك ريب , و كانت بالتالي مدينة سياسية تلعب دورا إستراتيجيا في خدمة أهداف الإستعمار .
و لقد كانت على صغر حجمها مرتعا للنشاط السياسي الفرنسي بكل طوائفه و تياراته المتناقضة. و كانت الأحزاب السياسية الفرنسية سببا في التناقض في مدينة صغيرة كهذه , فلقد كانت كل فئة أو جماعة من المستوطنين الأوروبيين تتبع حزبا سياسيا بعينه
غير أن هذه الجماعات , وإن إختلفت فيما بينها , إلا أنها كانت على اتفاق تام في ضرورة إذلال التونسيين و قهرهم .حتى أن تخطيط المدينة كان يوحى بذلك فضلا عن المعاملة الفجّة التي كان يلقاها ابناء البلاد.
كانت الأحياء العصريّة نظيفة منظّمة تشمل على كل المرافق الحديثة ’ و كانت هذه الأحياء مقتصرة على الأجانب دون غيرهم , و كانت هنالك ’ بخلاف ذلك, أحياء لم يراع في إقامتها أيّ تنظيم منعزلة بعيدا , و تتناثر فيها الأكواخ إعتباطا . و هذه الأحياء كانت خاصة
بأبناء البلاد
كانت المقاهي و الملاهي و المدارس و الأسواق و المتاجر الفخمة تملأ أحياء الأوروبيين , بينما أحياء التونسيين , أو الأحياء التي أرغموا على العيش فيها .. كانت خلوا من كل مرفق ضروري , لا مياه نقيّة ,و لا متاجر , و لا طرقات و لا أسواق... و إنما أكواج مبعثرة هنا و هناك تزدحم بسكّانيها , و لعلها كانت تنعى من بناءها
و لقد حز هذا اللون من التمييز العنصري في نفوس المواطنين ( المنازليّة) , و عمر قلوبهم بالحقد , و حفزهم على أن يبذلوا من ذات أنفسهم شيئا يطهرون به أحياءهم , أو يستعينون به على نوائب الدهر.
فكان أن عمدوا إلى إنشاء بعض الجمعيات , مثل الجمعيّة الخيريّة الإسلاميّة , و الجمعيّة الرياضية, و الكشافة ,
و النقابات , و غيرها,.. و أوكلوا إلى أبنائهم من الشبان مهمة تسيير هذه الجمعيات و مقابلة التحدّيات الإستعماريّة الأخرى و لقد كان هؤلاء الشبان مواطنين يتقدون حماسا, ولذلك دبت الغيرة في قلوبهم و طفقوا يعملون في الخفاء لفائدة قضيّة بلادهم و ان كانوا في الظاهر يتولون القيام برسالة اجتماعيّة
قاموا ببثّ الروح الوطنيّة , و بنشر الوعي السياسي بين أبناء جلدتهم من الذين غلبوا على أمرهم فلم يعودوا يستطعون حركا
و تشاء الصدفة الحسنة أن يتم في ذلك التاريخ بعث الحزب الحر الدستوري (الحزب الإشتراكي الدستوري) على يد قائده الشاب الزعيم الحبيب بورقيبة , فانضم إليه الكثيرون حين تأسست أول شعبة دستورية سنة 1936 . و بذلك تعززت صفوف هذا الحزب الفتي بتلك النخبة الممتازة من أبناء الشمال , و من الذين اخلصوا لوطنهم إخلاصا لا مزيد عليه و لقد ظهر جليا نشاط هذه الشعبة في الإضرابات متعددة لا تنتهي , وفي الأعمال التخريبية التي لا طالما اقضت مضاجع المستعمرين و أرقت أجفانهم
Ferryville
كما ظهر دورها جليا واضحا في مظاهرة 9 أفريل 1938 الدامية , فلقد قام ابناء الجهة من عمال و تجار و فلاحين , قومة رجل واحد , معلنين التفاهم حول حزبهك و تضامنهم التام مع قادتهم. و هكذا , بقدر ما كانت " فيري فيل" قلعة عسكرية استعمارية كما خطط لها المستعمرون , بقدر ما بدت وطنية , تعمر بالشعور الوطني و التضامن و تزيد المقاومة اشتعالا
و لقد سبق لهذا الحماس الفياض ان يتجلى بالذات حين تصدى أهالي "فيري فيل" لمنع دفن أحد المتجنسين في مقبرة المسلمين , و ذلك أثناء حوادث التجنيس عام 1933 , و لم تستطع السلطة الفرنسية أن تقوم بعملية الدفن إلا عندما استخدمت القوة العسكرية , فتحرك الجيش الفرنسي و حاصر المقبرة و الطرقات المؤدية إليها , ثم عمد إلى إقامة حراسة مشددة حول تلك المقبرة حتى مرور وقت طوبل
غير أن هذه الحوادث و غيرها لم تفت في عزم المواطنين الدستوريين , بل زادهم إيمانا بعدالة قضيتهم , فزادوا من نشاطهم و وعيهم , و عندما أعلن المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة عن بدء المعركة الحاسمة أثناء الخطاب التاريخي الذي ألقاه يوم 13 جانفي 1952 بمدينة بنزرت,
كانت فيري فيل تتهيأ للثأر و في مساء ذلك اليوم قدم المجاهد الأكبر إلى تلك المدينة , و أشرف في إحدى ساحاتعا الكبرى على إجتماع عام رهيب أنذر فيه المستعمرين و هيأ نفوش أبنائه إلى المعركة التي باتت وشيكة
و نتيجة لذلك,و في يوم 17 جانفي 1952 قامت مظاهرة ضخمة اصطدمت بالجند الفرنسي و حرح فيه العديد من المواطنين و القى القبض على الكثيرين منهم و سيقوا إلى المحاكمات العسكريّة الظاالمة فسلطت عليهم أقصى العقوبات . و لم تكن تحين ساعة المعركة في 18 جانفي , حتى كانت المدينة تغلى كالمرجل. فاندفعت تدافع بكل ما أوتيت من قوة . و كرد فعل عارم على عصابة "اليد الحمراء" التي كانت تغتال الوطنيين في وضح النهار, و تنسف و تهدد و تسيل الدماء انهارا , قام الوطنيون من جانبهم بنسف أهم الأماكن التي كان يتردد عليها الفرنسيون و غلاة المستعمرين مثل مقهى"باريس" و محطة سيارات النقل بقلب "فيري فيل"
Ferryville
و عملية فدائية أخرى يوم 13 جويلية 1954 قتل أثناءها عدد من المستوطنين الأجانب
و مازال المجاهد الأكبر "الزعيم الحبيب بورقيبة" يذكر بفخر هذه التضحيات كلما تطرق إلى ذكر أعمال البطولة و الفداء , كما يتذكرها المستعمرون كنقطة سوداء أشاعت فيهم الرعب و حطت من معنوياتهم و زعزعت وجودهم بالتالي . و في آخر مرحلة من مراحل الكفاح التحريري المظفر ,أبدى المواطنون رغبتهم في إبدال إسم المدينة التي تحمل إسم إستعماري الكبير أحد دهاقنة السياسة الإستعمارية المدعو "جول فيري" بإطلاق إسم محرر الوطن و قائده "الرئيس الحبيب بورقيبة"
و استجابة لهذه الرغبة الصادقة أطلق اسم "منزل بورقيبة" على المدينة (بأكماها) .و هكذا انتصر الحق و تغلبت قلعة وطنية على قلعة الإستعمار و لم تحقق أحلام الداهية "جول فيري" إلا فترة قصيرة
و لم يقف الأمر عند هذا الحد فبعد ان استقلت تونس ظل الجيش الفرنسي رابضا بها, فنشأ عن هذا الإحتكاك عدة حوادث , فمثلا اثر الإعتداء الغادر على قرية"سيدي يوسف" في 8 فيفري 1958 , إستجاب ابناء منزل بورقيبة للنداء الصادق الذي أذاعه الحبيب بورقيبة للوقوف في وجه تحركات القوات الفرنسية و منعها من مغادرة ثكناتها فقام أهالي المدينة بإقامة السدود و الحواجز فرفضوا الحراسة المشددة عليها كما قام العمال التونسيين , و كان عددهم آن ذاك يبلغ حوالي ألفاو خمسمائة عامل , بشن اضراب عام طويل النفس استمر حوالي 3 أشهر متضامنين مع إخوانهم في الوطن معرضين أنفسهم للضياع
و أثناء معركة الجلاء عن قاعدة بنزرت و الشمال قام مواطنوا منزل بورقيبة بواجبهم حيث أقاموا السدود و خاضوا غمار المعارك فاستشهد منهم ما يقارب عن مائة شهيد هم الآن في رحاب الله , و مازالت آثار معاركهم بادية للعيان بباب الترسخانة
إذا القينا نظرة على الحياة الإقتصادية و الإجتماعية في منزل بورقيبة وجدنا أن قطب الرقي في هذه الحياة هو الصناعة , و انها ترتكز بالذات , سواء زمن الإحتلال أو زمن الإستقلال , على ما أقيم فيها من منشآت صناعية كبرى كان لها تأثيرها البالغ في حياة البلاد عموما
كانت الصناعة زمن الإستعمار مثلا مركزة أساسا على المؤسسات العسكرية التابعة للترسخانة و قد نشأت تبعا لذلك قاعدة عمالية قوامها في ذلك الحين أربعة ألاف عامل فرنسي و ألف و خمس مائة عامل تونسي
بالإضافة إلى بعض أعمال المقاولات الأجنبية التي كانت تعمل لصالح البحرية العسكرية الفرنسية و تستخدم من العمال حوالي أربع
مائة عامل
و تبعا لهذا كله نشأت في مدينة منزل بورقيبة تقاليد عمل و عمال و أقيمت الحياة في المدينة على أساس التعامل مع هؤلاء , فظلت المتاجر و المقاهي و دور السينما و المطاعم و غيرها مرتبطة أساسا بما يتقاضاه هؤلاء العمال , تبيعهم حاجياتهم , و تقيم معهم قاعدة تعامل تتفق كثيرا و دخلهم أو ظروف عيشهم
-نظرة على الأجور
و ان القينا نظرة على ما كان يتقاضا هؤلاء العمال من أجور , وجدنا أن نصيب الأسد كان للعمال الفرنسيين , فلقد كان هؤلاء الأجانب يتقاضون سنويا نحو 3 ملايين و 661 ألف دينار بعملة اليوم, أي ثلاثة مليارات و 661 مليون فرنك بعملة ذلك الوقت . بينما لم يكن يتقاضى العمال التونسيين سنويا سوى 733 ألف دينار (أي 733 مليون فرنك ذلك الحين
و هي أجور زهيدة كما نرى
و لقد ظل هذا الحيف مسيطرا حتى سنة 1937 حين ادخل اصلاح طفيف على الأجور و المقاييس , و أصبح العامل التونسي الذي يمتاز بنفس المهارة و الكفاءة يتقاضى 3 أرباع ما يتقاضاه العامل الفرنسي , و لم تتم تسوية الأجور نهائيا إلا في سنة 1946 أي بعد الحرب العالمية الثانية
-الصناعة في عصر الإستقلال
و اليوم نجد أن تحولا كبيرا طرأ على الصناعة في منزل بورقيبة , و لذلك أسباب عدة , فلقد أغلقت ترسخانة أثر إنتهاء الجلاء الفرنسي عام 1962 . و نتيجة لذلك غادر كل الأجانب المدينة . فتدهورت الحياة الإقتصادية و الإجتماعية إلى حد كبير و توقف النشاط و عمت البطالة الأرجاء , لكن الحكومة سرعان ما تداركت الوضع فسعت إلى تشغيل الكثير من عمالنا التونسيين في المؤسسات القومية بالعاصمة و غيرها . ريثما يتسنى لها إيجاد الحل الجذري . و كانت الحكومة التونسية تهيأ الدراسات التي تعيد النشاط إلى منطقة الشمال كله التي تأثرت بالجلاء , و تعيد إليها دفق الحياة . فاهتمت أول الأمر بإنشاء معمل " الفولاذ" و هو معمل مختص بإذابة الحديد و سبكه و صنعه, و التحق بهذا المصنع حوالي الف و ثمانمائة عامل
ثم قامت بإنشاء معامل أخرى أهمها بالطبع ( الشركة التونسية للبناءات و الإصلاحات الميكانيكية و البحرية ) (السيكومينا) و معمل العجالات المطاطية " فايرستون" و معمل الملابس الجاهزة و الشركة التونسية للمحركات و الشركة التونسية للتجهيزات المنزلية و الشركة التونسية للمولدات الكهربائية و معمل النسيج , و كذلك انشأت مركزين للصناعات التقليدية و غيرها كثير . و هي تستخدم
في مجموعها ما يربو على خمسة آلاف عامل
و بذلك ازدهرت الحياة من جديد , و دب في المدينة النشاط , بل ان هذه المدينة خلية نحل و قلعة صناعية ما في ذلك ريب . و هذا ما ساعد على بلورة الأمور أكثر , و على تطور الحياة الإجتماعية فانشأت المدارس الإبتدائية و المعاهد الثانوية و مراكز التكوين المهني و المستشفيات و المستوصفات و ازدهرت الحياة الثقافية , و أقبل المواطنون بالتالي على العيش آمنين يأملون في حياة هاد~ة و في غد سعيد
نظرة سريعة على الإنجازات
لم تكن منزل بورقيبة لتحتوي على أي معبد من المعابد , اللهم إلا كنيسة كبرى أقيمت في موقع, كان يراها الداخل و الخارج , و كانت تسمع أجراسها عن بعد في الأعياد الأجنبية و في المناسبات الخاصة.
و أمام الضرورة الملحة في إقامة مسجد بالمدينة فكر جمع من أهل البر و الإحسان في إقامة بيت من بيوت الله , يذكر فيه إسمه, و تقام فيه الصلوت , فقاموا بجمع التبرعات لإقامة جامع فأقيم المسجد و هو عبارة عن بهو صغير للصلاة و بدون مئذنة
و بعد فترة أقيم لهذا المسجد صومعته , و انطلق الأذان من أعلاها , و قد سبب ذلك إزعاجا لبعض الأجانب المجاورين للمسجد , و خاصة اثناء نومهم , فكانوا يتوافدون لتقديم الشكاوى لكل من يصادفهم
و ابتداء من عام 1966 فكرت التشكيلات الحزبية , بإعانة البلدية , في إنشاء مسجد الجامع كبير يتفق و امجاد المدينة , و يتسع لمئات المصلين , فبنى هذا المسجد على شكل هندسي بديع بلغت تكاليفه حوالي تسعين ألف دينار,
و به قبة كبرى و صحن فسيح , و ميضة و بهو للصلاة خاص بالنساء و مئذنة ترتفع حوالي ستين مترا و تعتبر فريدة في نوعها في شمال إفريقيا , لا يلبث الزائر ان يشهدها عن بعد وهو مقبل على المدينة فيعتبرها بحق مفخرة العهد الجديد
هذا بالنسبة لمدينة منزل بورقيبة . أما بالنسبة لتينجة فلقد قامت البلدية بانشاء مسجد , و كان لا يوجد بهذه القرية غير كنيسة
للمسيحيين
الجامع الكبير
أما ما تحقق من انجازات في عديد الميادين فيتفق تماما مع الرغبة الأكيدة في النهوض بهذه المدينة لتبقى في مقدمة المدن التونسية يطيب فيها العيش و تحلو الحياة

تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| امل | 20/08/13 |
ان منزل بورقيبة قبل احسن منبنزرت حاليل


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة