فضاءات عوينة يغمان

عوينة يغمان

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
tanbih
مسجــل منــــذ: 2010-11-06
مجموع النقط: 1.6
إعلانات


الإطار التاريخي للمنطقة


إن البحث في تاريخ عوينة يغمان بصفة خاصة وإقليم أسا الزاك بصفة عامة يجعل الباحث أو الدارس يصطدم بحقيقة أساسية مفاذها غياب الوثائق والدراسات التاريخية التي تطرقت لتاريخ المنطقة الشيء الذي يفرض عليه الإعتماد على الرواية الشفهية كمصدر وحيد وأوحد لمحاولة رصد التاريخ القريب لهذه المنطقة فمن الصعب الحديث عن تاريخ عوينة يغمان بمعزل عن تاريخ آسا ذلك أن ساكنة هذه المنطقة هي جزء فقط من قبيلة ايتوسى لذلك سنتطرق في هذا العنصرإلى أصل تسمية أيتوسى وتاريخ القبيلة.
أ. أصل تسمية القبيلة
هناك من يربط تسمية القبيلة بايتوسى بوضعية الموقع الجغرافي لمنطقة باعتبار أن كلمة آسا هي تحريف لكلمة "تيسيت" التي تفيد بالأمازيغية المنخفص وما يدعم هذا الطرح أن المنطقة تنحصر بين وحدتين تضاريسيتين هما باني والداركزيز في حيم يشير محمد صدوق إلى أن اصل التسمية يعود إلى "أيت آسا" المشتقة من "تابسينو" أي يا كبدي ويستعمل مفهومه التاريحي الأمازيغي في رثاء الأبطال الذين يقتلون في الحروب التي كانت تدور رحاها في صحراء الحمادة بين قبائل أيتوسى والركيبات.
كما لاحظنا أيضا من خلال بعض الوثائق أن التسمية المعتمدة تختلف صيغتها من لفظ إلى آخر فهناك من يستعمل لفظ: أيت أوسا، وأيت أوسة، وأيت آسا.
وعموما فقبيلة أيتوسى تعتبر إحدى قبائل الصحراء التي يجد الباحثون صعوبات كبيرة في تحديد أصولها نظرا للإختلاط الكبير بين العناصر الجنسية منذ القدم فمحمد الغربي يعطي التقسيم السلالي لهذه القبائل في ست فئات جنسية منها خمسة وذكرها وهي:
جنس البحر الأبيض المتوسط
الجنس النوردي
ذووا الرؤوس المبطلة والأنوف الأرمينية
الساميون
الأخلاط
إلا أن بعض الدارسين قسموا القبائل الصحراوية إلى ثلاث مجموعات كبرى وهي الركيبات، تكنة، القبائل الصغرى وهناك من يضيف مجموعة رابعة تسمى العناصر ذات الممتد الإفريقي أو الحراطين.
ونظرا لانتماء قبيلة أيتوسى إلى اتحادية تكنة لابد لنا من التعريف بهذه الاتحادية التي تعتبر من أكبر المجموعات التي تقطن الصحراء بحيث تتكون من اثنتي عشرة قبيلة وهناك من يقول أربعة عشرة قبيلة.
وتنقسم اتحادية تكنة إلى لفين:
* لف ايت الجمل: الذي يضم القبائل المستقرة غرب وادنون والمعروفة بتكنة الساحل الشرق.
* لف ايت بلا وأيت عثمان، ويضم القبائل المستقرة شرق واد نون والمعروفة بتكنة الشرق ولهذا اللف تنتمي قبيلة أيتوسى. وحسب (فريدريك دولاشابيل) فإن الإيتوسيين يشكلون القبيلة الأكثر عددا بحيث بلغ عددهم حسب الإحصاء الذي قام به Paul Marty سنة 1915 ما يزيد عن 1500 خيمة بالإضافة على أنها تتوفر على أزيد 1600 محارب.
لذلك تعتبر قبيلة أيتوسى من القبائل الصحراوية المحاربة التي تعتمد في طريقة عيشها على الترحال، كانت لها تمثيلية أو هيئة تسمى أيت اربعين" هي التي تحكم بشكل مباشر في التسيير الداخلي والخارجي للقبيلة وكان ذلك قبل دخول الاستعمار يعتمد سكانها على الرعي بشكل أساسي خصوصا الإبل.
ب. مجال قبيلة أيتوسى وتطورها التاريخي
تتميز قبيلة أيتوسى كباقي القبائل الصحراوية باتساع وتنوع مجالاتها الجغرافية ينضاف إلى ذلك عراقة تاريخها فأغلب تحركات وتنقلات القبيلة في فترة الترحال مرتبطة على حد كبير بالتساقطات المطرية، إضافة إلى النشاط الذي كانت تعرفه تجارة القوافل عبر وادنون لذلك يمكن تحديد نطاق نفوذ القبيلة على الشكل التالي:
* من الشمال، يحدها قبيلة أيت إبراهيم وأيت ياسين وايت زكري وأيت مسعود وذلك من راس تيزيمي وواد مايت ومن مجرى الماء إلى النخلة إلى حد بسي الكاعة.
* من الغرب: قبيلة أيت لحسن ويكوت من أرجاء الفايجة وقوام الشعاب بوادي درعة "مكيم الفرنان" مع خط ظهر زيني إلى "أعبر".
* من الشرق: قبيلة تجكانت وايت مريبط ذلك من راس ولكاضن إلى خنيك أفناس
* من الجنوب: قبائل الركيبات من كرب بالساقية الحمراء إلى الحمادة.
ج. بنية قبيلة أيتوسى
لا تحدد القبيلة بكونها جماعة منحدرة أو متفرعة من جد واحد ولا بما قد يجمع بين أعضائها من روابط الدم فقط، إذ أن النسب في معناه الضيق لا يعدو أن يكون معطى وهميا لا يصمد أمام وقائع الاختلاط، وعلاقة الجوار، والتعايش المكاني بل النسب في معناه الرمزي الشاسع أي النسب والانتساب البعيد وما يماثله من أشكال التحالف والولاء والإنتماء هو الذي يشكل الإطار الحقيقي للقبيلة رغم أن هذا الإطار يعتبر غير مكتمل طالما لم تعززه عناصر الألفة والتعامل الطويل، وطالما لم يكتب الفرد عادات وأعراف القبيلة ولم يتبلور لديه الوعي بوجود مصلحة عامة ومشتركة تشده إلى بقية أعضاء جماعته.
وهذا ما ينطبق على قبيلة أيتوسى التي تتكون من مجموعة بشرية غير متجانسة من حيث الأصل وهي مقسمة إلى فرعين:
* إداونكيت: يطلق عليهم أيتوسة الشرك وينقسمون على خمس وحدات وهي:
أمل حمو علي: قدموا من تونس في القرن 17.
- أمل بوجمعة ومسعود: قادمون من كتاوة
- أدواكين: قبيلة تجكانت بنواحي تندوف بالجزائر
- اكوارير: يعود أصلهم إلى قبيلة كورارة جنوب الجزائر
- أمل مسيعيد وسعيد
* أداومليل: يسمون باسم إيتوسى الساحل ويستقرون بالجهة الغربية ويضمون ستة أخماس:
- أيت وعيان انفاليس ابداوتيا أي ابدر امغلاي أيت بوجمعة.
د.المعطيات التاريخية:
أثناء حديثنا عن المنطقة عوينة ايتوسى لابد من التطرق إلى المأثر التاريخية المتواجدة بالمنطقة ومن أهم الآحداث التي تعاقبت عليها، فهذه القرية هي بدورها عانت من هجمة استعمارية شرسة قامت بها القوى الفرنسية حيث وحدت هذه القرية ضالتها من أجل الاستقرار واستقلال خيراتها فقامت بتشييد ثكنة عسكرية للسهر على تسيير شؤون المنطقة ومراقبة الطرق التجارية المارة منها حيث كانت القرية عبارة عن واحة مهمة لإستقرار القوافل التجارية القادمة من بلاد السودان الغربي نحو واحات واد نون والصويرة التي اعتبرت على مر التاريخ ملتقى لأهم الأسواق السنوية التي تجتمع فيها القوافل التجارية القادمة سواء من بلاد السودان الغربي أو موريتانيا أو بلاد شنقيط؛ في هذا الإطار ثم تأسيس هذه التكنة العسكرية من أجل مراقبة الطرق ومن أجل كذلك فرض مجموعة من الإيتاوات القارة مغلفة بغطاء المساعدات الانسانية في ايجاد منابع المياه والكلأ فتم بذالك فرض مجموعة من الضرائب سواء على الماشية أو على السكان، كما فرضت ضرائب أخرى من أجل تشييد مجموعة من المجاري المائية وحفر الآبار وكل من استعصت عليه المشاركة في هذه المهمة يثم فرض ضرائب مجحفة بحقه، لذلك أصبحنا نقف الآن على مجموعة من الآبار التي تعود للفترة الاستعمارية والتي ساهمت بشكل واضح في ابقاء الحياة بهذه المناطق النائية.

تقييم:

3

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة