فضاءات بوشابل

بوشابل

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
essoufi1973
مسجــل منــــذ: 2011-10-19
مجموع النقط: 1
إعلانات


واقع التعليم بالبادية

على عكس ما يطرحه البعض بخصوص إكراهات الجانب الأخلاقي في المدرسة العمومية من فوضى وتحرش وتسيبات، فإن ذلك غالبا ما لا يثير لدينا أي مشكل في المدرسة الابتدائية خصوصا بالعالم القروي، لكن هناك إكراهات أكبر و عوائق مريرة كل طرف هناك يراها من زاويته الخاصة.
فأساتذة التعليم الابتدائي بالبادية يستقبلون كل يوم عشرات التلاميذ في ظروف صعبة حيث أن جزءا من الأطفال يقطعون بعض الكيلومترات تحت زمهرير الأمطار أو قر الصيف في لباس غير كاف أو لائق و نفسية مضطربة و صحة غير سليمة. قد أعيتهم الأشغال الفلاحية و زاد من بؤس ليلهم عدم وجود من يعينهم في تمارينهم المدرسية.
هؤلاء الأطفال يدخلون إلى القسم دون انتظام و التزام بوقت الدراسة المحدد، فتضيع الحصة الأولى لكثير منهم... و تضيع عشرات الحصص بالنسبة للمتغيبين و يدب إلى الفصل رويدا رويدا فيروس الانقطاعات و التسربات و يضيع معها إجمالا كل الموسم الدراسي، أو كل السنوات بالمدرسة القروية تذهب سدى و لا نفوز إلا بالنزر اليسير من تلامذة متفوقين ...
أما إن أنت التقيت بمعلم ما في فرعية ما من فرعيات هذا الوطن فسيتعبك و يعيي أذنيك و هو يحكي لك بؤس ما يعانيه بدءا بصعوبة منطقة العمل و مرورا بقساوة التنقل إليها و عدم توفر ضروريات الحياة و انتهاء إلى سوء معاملة بعض الساكنة و التشكي من تدني مستوى أطفاله. عن هذا المستوى تحدث إلي أحدهم قائلا بنبرة حزينة: أستقبل كل صباح في المدرسة أطفالا في عيونهم حيرة و قلق جاؤوا إلى المدرسة بمحض التعود فقط لا أدري بأي حصيلة إلى منازلهم يرجعون. أستقبلهم بنفسية منهارة، و ألج بهم إلى فصل مهترئ متساقط السقف و طاولات تحكي زمن الأجداد ... استرسل معي في الحديث لكن آهاته و زفراته أوقفت كلماته .
أما الآباء و الأولياء فهم كذلك كلهم شكوى ، يشتكون من كثرة غياب المدرسين خاصة مع نهاية الأسبوع أو قرب حلول عطلة من العطل . و يشتكون من هزالة تحصيل أبنائهم فكثير منهم في المستوى الخامس أو السادس ولا يتقنون حتى كتابة اسمهم كما يقولون-بالعربية فما بالك بالفرنسية مما يجعل متابعة الدراسة في الإعداديات نوعا من المغامرة لأن الأطفال حتما سينجحون في الابتدائي انسجاما مع ما تطالب به الخريطة المدرسية.
في الأخير لابد أن نعترف أن قطار التعليم في كثير من البوادي لازال لم يركب سكته السوية فهناك كثير من الاختلالات، و لابد أن نعترف أن تعميم التعليم لم يحقق الأهم ألا و هو الجودة.
إن التعليم في حاجة إلى مزيد من الضمائر الحية و في حاجة إلى مزيد من الدعم الحكومي و على الأسر تجاوز عقلية تعليم الأبناء من أجل عمل في الوظيفة العمومية حتى لا يكسر واقع البطالة الحالي طموح آلاف الأسر و ملايين المتعلمين.

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة