فضاءات منزل بوزيان

منزل بوزيان

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـمعتمدية
فتحية
مسجــل منــــذ: 2010-10-27
مجموع النقط: 181.6
إعلانات


تــونــس الـثّــورة... !!


تــونــس الـثّــورة... !!
قـــــــد آن للظلماء أن تــــــتــبــدّدا
و لِــتُـــونـسَ الخضراء أن تــتجدّدَا
الشّعــــــــــب قــرّر أن يبدّد خوفه
فالخــوف في قلب الشعـــوب تبدّدا
قد خلّص الشّعــــــب الأبــيّ بلاده
مِـن كلّ طاغية خلاصا سَـــرْمَـــدا
بلهـــــــــيب ثورتــنا و حَرّ دمائنا
صار الطّغــــاة شتاؤُهـم متــوقّـــدا
قد كان صوتُ الشّعــب زلزلة لهم
و على رقاب الظّالمين مهـــنّــــــدا
ما ضاع حــقُّ محــمّـد هــدرا فقـد
نصرت جموع الثّائرين محـمّــــــدا
لمّا محــــــــمّـــدُ ثار ثورة غاضب
مــــدّت جموع الثّــائـرين له يـــــدا
هتَــــفتْ به روح الكرامة عــــاليا
فأَتتْ هُـتافات الشّعوب له صـــــدى
ثــارتْ أبـــــو زيـــدٍ على حكّامنا
فالـــبـــوعزيــزي للـشّـرارة أوقَــدا
ثارت أبــــو زيَّــانَ حتّى أشعَــلتْ
بلهــيـــب ثـورتها و بالــــدّم موقدا
ثارت بمــكــناسي كـــتائب عِــزّة
رغـــم الزّمان لهــيـبها لن ينفـــدا
أمّا الــرّقَــاب فــشدّدتْ في وعدها
مَـنْ آزرَ الـــــثّـــــوّارَ لن يتـــردّدا
في تـــالـة الأحرار شبّ لهــيـبهـا
فرصاصهم حصد الورى و الأكْـبُدا
و بثـــورة القـصريـن عمّت ثورة
كــلَّ البــلاد فـحــــرّرت من قُــيِّــدا
و ســرى إلى كلّ الــبلاد تعاطـفٌ
و تــآزرٌ فغـــــدا الــورى متَـــودّدا
جُــمِعَ اللهيب بثـــــورة فتوقّـّـدت
و تَـــوحّـدت وغـــدت لهـيبا واحدا
قـد حطّــم الــشّعـــبُ الأبيُّ قيوده
و سجُـــونــه ما عاد شعْــبا راكـدا
لم ينفع البولـــيس رغم رصاصه
فالـشّعـبُ ثـار على الطّغاة تمَــرّدا
الشّعـــبُ أقوى من رصاص غادر
مهما يكنْ ذاق الرّدى أو قُــيِّـــــدا
شَعْـبٌ يَســــيرُ إلى الحياة بغضْبةٍ
و بثورةٍ عَـــدَّى الرّدى وتجــلّـــدا
هذي جموع الثّـــائرين تحــــرّرت
رفَعتْ رؤوسًا للسّمَا و سَــواعـــدا
شَعْــــبي أزاح طـغاته من أرضــنا
و بثورة بلغ العُــــــلى و السُّــؤْدَدَا
شَعْــــبي تحرَّر من سجون طغاته
فَـمضى طـــليقا كالطّــيور مُـغــرّدا
شَعْبي يريد له الكرامةَ إذْ غَــــــدَا
لنشـيد عاصفة الكرامة مُــنْـشِـــدا
شَعْبي عزيزُ النّفْسِ حـــــرٌّ شامخٌ
لا يَرْتَضي إلاّ عُــــــطارِدَ مـقْــعــدا
كـــــــمْ حاولوا استعبادنا لكــنّــما
ضربَ الشّبابُ مع التّحرُّرِ موعـدا
جَــبروتُهم لم يُـثْــن زحْف شَـبابنا
نَحْــوَ الكرامة حين أصبح راشِـدا
لم يُرهِب القــــتلُ الشّنيعُ شبابَــنا
فشبابُنا نحو الشّهادة قـدْ عَـــــــدَا
زحـــفتْ جموعُ الثّائرين عَـليــهِـمُ
فالشّعب لم يخشَ التجبُّرَ و الرّدى
يــفْــدي الـــشَّــبابُ بلادَه بـدمــائه
صار الشّبابُ بموته رمْزَ الـفِــدَى
ستّـــونَ عاما والـبـــلادُ سجــيــنةٌ
تختارُ حـزبا واحـــــــــدا متشـدّدا
قد كان رغــم وجــوده في حكمــنا
للانــتخابات الــنّـــزيهـة فاقـــــدا
قَطَعُوا لسانَ الشّعــبِ غَيْرَ وشايةٍ
جُـعِــلتْ لـقَــوّادي نِــظامٍ مَــوْرِدا
قد أرْهَـــبوا الشّعبَ الأبِــيَّ بأمنهم
جعـلوهُ فـيه مــكْــبحا أو مِــقْــودا
و سطوْا على حقّ البلادِ و شعبِها
فـغَــدوْا بسطوتهم نــظاما فاســدا
في عهدِ حكْمِ عـــــصابة ســـرّاقةٍ
ذاقَـــتْ بلادي غُـــصّةً و شَــدائدا
ينْــفي الرّجالَ عن البلاد وأرضهم
كمْ تــونسيٍّ شــرّدوه فــأُبْـــعِــــدا
و يعـــاقِـبُ الإنسانَ عن رأيٍ يقـو
لُــهُ أو لِــفِــكْـــرٍ قــد رآهُ سائـــدا
سنةُ الشّباب خـديعة كبرى فقـــــدْ
قَـتَـــلوا شبابا يانعـا مثْــل النّــدى
و على جنوب الرّوحِ صبّوا نارهم
فـكأنّما كلّ الجنوب اسْــتُــشْـهِــدا
ما كان ظلمُ الشّعْــــبِ غلطة حاكمٍ
بَـلْ كان ظُـــلمُه للورى مُــتَـعَـمّـدا
قدْ حاولوا تدجــيــن تونــسَ جامعا
تٍ أوْ مَـدارسَ للورى و معــاهــدَا
بِِـمَحَـاكم التّــفْـتِــيش روَّعَ شــعْـبَـــنا
بَلْ عَطّلوا دينَ الهدى و مساجدا
قد غَـــرّبوا شعْـــــبًـا بتـونس عندما
مِـن ديـنه و من العروبةِ جُـــرّدا
قــد كَـمَّـموا أفْــــواهَ شـعْـــبي عـندما
هَـتَـك المِقَصُّ صحافةً و جرائدا
دُور الـــثّــقافة روّجَـــت لِـفــسادهــم
بلْ شرّع الثّـقَـفُوت ظُــلما سائدا
ما كان ظُـلمُ الشّـعْـــــب غَـلطة حاكم
بـل كان ظــلمُه للورى مُـتَـعَـمَّـدا
أمّـــا و قـد ظـلَم الـبـــلاد و شَــعْـبها
سيعـيشُ خلفَ الحُـدودِ مُـشَــرّدا
و يَـعِـيشُ مـنْـفـيًّــا غـــريبا خــائفــا
و يظلّ منْ حقِّ الشّعوب مطَارَدا
لا عـاش في أوطانـنا مَـنْ خَــانهـــا
أو كَــادَ للـشّعْــب الأَبِــيِّ مكائــدا
ضاقَـت بما رَحُـبَـتْ عليه و أظلمَـتْ
فـبكى على عرش مضى و تنهّدا
سقطت على رأس الطّغاة عروشُهم
و غدا بهم سوق المفاسد كاسِــدا
ثُــرْنا فــثـار العُــرْبُ أقْــوى ثَـورة
مهــما طغى حُــكّـامُــنا لن تُخْـمَـدا
وَعْــدٌ لتُونِسَ أنْ يثُـورَ شــــبابُهـا
فشبابُنا قـد صار جِــيلا واعِــــدا
شــرفٌ لتـونسَ في العــروبة كلّها
إذْ أنجـبتْ هذا الشّبابَ المَــــــارِدَا
لا تَـبخَـسَــوا حَــقّـا لـشََـعْـب ثـائـر
في تونس الخضراء أصبح سَـيّـدا
فَـتحرّرتْ من طُـغْـمة عَـبثــتْ بها
و غَــدتْ لأحـرار العروبة مقصدا
الـثّـورة العَــربـــيّـة الحـمْـراء قــدْ
جَـعَـلَـتْ لها أرضا بـتـونسَ مولدا
محمود غانمي - تونس

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة