فضاءات يوب

يوب

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
enamiyoub
مسجــل منــــذ: 2011-09-09
مجموع النقط: 187.51
إعلانات


نحو بدائل للرفع من جودة التربية

ذا كان من الممكن الحديث عن ضعف مستوى التعلم وعن تنامي ظاهرة النفور من محيط المؤسسة التعليمية ، فإنه من المحتم الكشف عن مكامن هذا الضعف وذاك النفور ، إذ لم تعد تقتصر المشكلة في الجوانب الذاتية بل تتعداها لتشمل بالإضافة إلى ذلك كل الجوانب الموضوعية المؤطرة لفعلي التعليم والتعلم .
من هذا المنطلق قد يطرح مفهوم فضاء المدرسة على اختلاف أسلاكها التعليمية،
من بين أهم عناصر الأزمة ، فهل استغلال هذا الفضاء في الاتجاه الصحيح
والمعقول قد يؤدي إلى الرفع من الرغبة في التعلم ؟ ومنه وضع حد لما يعرفه
النظام التربوي من التذبذب في إيجاد الكيفية والطريقة التي يستطيع بواسطتها
أن يسير على السكة الصحيحة ، ففي ظل ما يعرفه من تغييرات على مستوى
البرامج والمناهج التعليمية وبناء على المستجدات التربوية التي أصبحت تفرض
نفسها ضمن فلسفة التربية ، كل ذلك من أجل الرفع من جودة التربية والتعليم
والرفع من المستوى المعرفي للمتعلم حتى ينخرط في الحياة المدرسية من جهة ،
وفي المجتمع من جهة أخرى . لكن وعلى الرغم من تلك الجهود المبذولة في هذا
الاتجاه ، إلا أن النظام التربوي ظل بعيدا كل البعد عن تلك الأهداف
المنشودة ومنه باتت المدرسة فاقدة لكل معنى، ويتجلى فقدان المعنى في كون
المتعلمين تظهر لهم المعرفة مفصولة عن استعمالاتها في الحياة اليومية ،
وذلك نظرا لغياب التطبيق ، الشيء الذي يحول دون امتلاكهم لمنطق الإنجاز
والاكتشاف . إنهم يجدون أنفسهم يتعلمون من أجل التعلم ، وليس بفعل شيء ما
أو تحليل واقع بالاعتماد على ما يعرفه . فهم يواكبون المعارف بدون أي ربط
بينها ، هكذا تصبح المعرفة المدرسية كلمات متقاطعة لا تنتظم في أي نظام ،
كما تغدو المدرسة فضاء لعرض معارف مجزأة خالية من أي انسجام ولا تجمع بينها
أية علاقة ....وإيجاد المعنى للمدرسة هو بناء مجموعة من الاستدلالات
وتحديد مجموعة من القيم التي تسمح لنا بمنح عالمنا نظاما معقولا قابلا
للفهم من قبل الآخرين ، ويمكنهم مناقشته معنا ومشاطرتنا الرأي فيه أو
الاختلاف معنا فيه . وهكذا يتم بناء المعنى من خلال الفعل الواعي من قبل
الذات المتورطة في عملية البناء مع إدراكها لتورطها في ذلك . فما هي إذن
الأسباب الكامنة وراء هذا التعثر، وما هي العوائق الحقيقية التي تعوق
السير العادي لتعلم المتعلم والتي تجعله ينفر من المدرسة و من مكوناتها ؟
فضاء المدرسة ودوره في التجديد التربوي:
مما لا شك فيه إن الإجابة على هذا التساؤل يكمن في طياته البحث عن دور فضاء
المدرسة و في كيفية استغلاله لينخرط هو بدوره في سيرورة التغييرات
والإصلاحات التربوية ، لأن هذا المكون أضحى مغيبا أثناء سن سياسة التغيير
التربوي . فالحديث عن فضاء المؤسسة التعليمية قد يؤخذ في مستوى متعدد
الأبعاد : ففيه الرسمي وغير الرسمي ، النظامي واللانظامي ، فيه من الجوانب
التربوية التعليمية بقدر ما فيه من الجوانب الترفيهية التنشيطية والتي تعرف
من حين لآخر بتسميات مختلفة كالأنشطة الموازية وغيرها ، لكي يبقى مصطلح
فضاء أشمل وأعم بما يتضمنه من معاني وبما يستمد فلسفته من مقاربات متعددة .
إذ أن في الحقل التعليمي قد يعني مصطلح فضاء أول ما يعني تفعيل دور
المؤسسة التعليمية في فك العزلة عن شخصية المتعلم بفتح آفاق الإبداع والخلق
المتواصل.
إن الفضاء الداخلي للمؤسسة التعليمية أصبح يفرض نفسه وبإلحاح داخل المنظومة
التربوية على اعتباره شرطا ضروريا لتحقيق التوازن والتكامل بين الفعل
التعليمي والفعل التربوي . فمهما تغيرت المقررات الدراسية ومهما تنوعت
الوسائل والطرائق التعليمية ، فإن الوضع المتأزم للمجال التربوي يظل هو
السائد، ومنه تنامي ظاهرة العزوف عن الدراسة والنفور من المحيط المدرسي . و
ظل كل ذلك راجعا إلى عدة أسباب نذكر منها على وجه التحديد ، ومن الأسباب
الرئيسية ، فقدان الدينامية في الفضاء المدرسي ، حيث يظل يتصف بالثبات و
اللاتغير ، فالمتعلم وأثناء عمليتي الاكتساب والتعلم سواء ضمن البرامج
القديمة أو في ظل البرامج الحديثة يجد نفسه داخل نفس الفضاء بالمعنى الواسع
للكلمة إذ يبقى الوضع كما هو عليه :
- فالمدرس لا زال يقوم بمهامه التعليمية و التربوية بنفس الحمولة المعرفية
و الديداكتيكية التي تلقاها في مراكز التكوين أثناء التحاقه لأول مرة بسلك
التربية و التعليم ، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على انعدام التكوين
المستمر لهذه الفئة نظرا للمكانة الأساسية التي تحتلها داخل المنظومة
التربوية على اعتبار المدرس»ة» كمطبق للسياسة التربوية و الساهر على إنجاح
العملية التعليمية التعلمية .
فالنظام التعليمي قد عرف عدة إصلاحات على مستوى المناهج والبرامج التعليمية
على وجه التحديد ، حيث يتم تبني مقاربات تربوية حديثة مغايرة لما كان عليه
في السابق ، فكانت تلك الإصلاحات بمثابة القطيعة مع الماضي القريب ، ومنه
أصبحنا دائما في مواجهة ومقارنة بين بيداغوجيات تقليدية وأخرى حديثة في
ممارستنا التربوية ، إذ أن هذه المقاربات تستمد أصولها من حقول معرفية
مختلفة ومتداخلة فيما بينها ولها ما يبررها ، بحيث إن النظرة التي كانت
تعطى للطفل / التلميذ ليست هي النظرة التي تعطى للطفل /
المتعلم»ة» ضمن نسقية البيداغوجيا الحديثة ، إذ أن طبيعة الطفل تختلف عن
طبيعة الراشد في تكوينها وفي رغباتها ، فالطبيعة تريد أن تجعل من الأطفال
أطفالا بمعنى الكلمة قبل أن يكونوا راشدين ، فعندما نتدخل لإفساد هذا
النظام ، فإننا بذلك ننتج فواكه سابقة لأوانها ، ليست ناضجة تمام النضج ولا
طعم لها ، ولا تتوانى في أن تصير فاسدة ، بحيث نحصل على دكاترة صغار
وأطفال شيوخ . فالطفولة لديها طرائقها وأساليبها الخاصة في النظر إلى
الأشياء ، في التفكير وفي الإحساس ، فمن غير المعقول أن نحل محلها طرائقنا
نحن كراشدين . فالتحول إذن قائم لكن الذي يظل ثابتا هو معارف المدرس
الموكول إليه مساعدة المتعلم على التعلم والاكتساب بل توجيهه للبحث عن مادة
تعلمه . من هنا يبقى التساؤل مطروحا حول مدى قدرة المدرس على مواكبة كل
هذه المستجدات في غياب التكوين المستمر والتكوين الذاتي ؟ بحيث إن مفهوم
التكوين الدائم أو المستمر قد ظهر نتيجة التفكير في تطور الظروف التقنية و
الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للمجتمع ، و هو مفهوم يكتسب أصالته
من كون التكوين لم يعد فقط نتيجة نهائية ، و إنما أصبح عنصرا محركا للتغيير
. و لهذا السبب اعتبر التكوين المستمر عاملا للتجديد البيداغوجي من حيث
إنه يمكن المكون من معرفة تصور جديد للدور المنوط به ، كما أنه يطالبه ،
نتيجة ذلك ، بمراجعة اختصاصه و سلوكه .
فعلى الرغم من تنامي الاهتمام بالمتعلم على اعتباره فردا فاعلا في تعلمه
عوض ما كان يعرف به في السابق كمتلق سلبي ، فدور المدرس لا يمكن التقليل
منه وبالتالي فلا يمكن الاستغناء عنه وهو بذلك لازال حاضرا في ممارستنا
التربوية فهو محرك الفعل التعليمي إذ في غيابه تفقد العملية التعلمية
التعليمية بعضا من خصائصها ، فهذا العنصر ظل في منأى عن رياح التغيير
وبعيدا عن كل أنواع إعادة الإدماج أي إدماجه ضمن السيرورة التربوية
المتجددة .
فغياب المدرس أثناء وضع البرامج وتجديدها هي السمة البارزة في نظامنا
التربوي فالمدرس كمنفذ لكل سياسة تربوية بات جاهلا لأسسها ونظمها ، فمن جهة
أولى يتم إصلاح البرامج والمناهج التعليمية دون حضور فعلي له ، ومن جهة
أخرى يبقى هذا الأخير في دوامة اللامبالاة ومنهمكا في مشاكله اليومية
التعليمية ، تارة يبحث عن بعض الحلول في حدود الإمكان حسب الظروف المتاحة ،
وتارة أخرى يترك الحبل على الغارب .
فالاعتراف بدور المدرس أصبح حاجة ملحة لدى واضعي البرامج والمناهج
التعليمية ، وهذا الاعتراف لا يتم إلا بواسطة مجموعة من الآليات منها على
الخصوص التكوين المستمر بمختلف أشكاله وفتح آفاق التكوين الذاتي والتشجيع
عليه ، من جانب آخر إشراك المدرس في كل عملية إصلاحية بحكمه الممارس الفعلي
لفعل التعليم وأدرى بمكان القوة والضعف للبرامج أثناء السير اليومي
للعملية التعليمية ، ومن جهة أخرى إعطاء الأهمية القصوى لدور مجالس المؤسسة
وتسهيل عملها حتى تسهم هي الأخرى بدورها في عملية الرفع من جودة التربية .
- و البنية التحتية للمؤسسة التعليمية تبقى ثابتة و إن لم نقل في تدهور ،
فالبنية العامة للمؤسسات تظل محصورة في مجموعة من الأقسام بعضها مخصص
للتدريس و الآخر للمصالح الإدارية مع بعض المرافق الصحية إن وجدت ، و هذه
بالتحديد هي السمة البارزة لمعظم المؤسسات التعليمية ، طبعا مع بعض
الاستثـناءات فيما يتعلق بالبعض الآخر و خاصة عندما يتعلق بمدارس الواجهة .
الجديدة للسياسة التعليمية ، على أساس أنها مجرد عامل لا يشكل أي دور في
الرفع من المستوى التعليمي لدى المتعلم ، فإذا نظرنا للحالة العامة التي
توجد عليها أغلب المؤسسات التعليمية نجدها مصممة بنفس الهيكلة الهندسية
وسمتها البارزة هي الثبات والدوام على حالتها ، فعلى سبيل المثال وفي ظل
البيداغوجيات الحديثة يبقى القسم كفضاء غير قابل لتفعيل تلك الفلسفة
التربوية : فحرية التعلم لدى الفرد داخل الفصل الدراسي باتت مقيدة إذ أن
للطبيعة وسائل لا يمكن معاكستها أبدا تجعلها قادرة على تقوية جسم الطفل
وتساعده على النمو ، بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجبر الطفل على
البقاء إذا أراد الذهاب ، ولا نطلب منه الذهاب إذا أراد المكوث في مكانه .
فعندما لا تفـسد إرادة الأطفال بأخطائنا كراشدين فإن ما يرغبون فيه
يبقى في حدود المعقول ، يجب أن يقفزوا ، أن يتسابقوا ، أن يصرخوا ، كلما
رغبوا في ذلك . فكل حركاتهم هي بالأساس حاجات تناسب تكوينهم الذي يتقوى
باستمرار ، لكن في مقابل ذلك يجب أن نحترس مما يرغبون فيه دون أن يستطيعوا
تحقيقه بأنفسهم مما يجبر أشخاصا آخرين على تلبية حاجاتهم . وبالتالي فينبغي
أن نميز بدقة بين الحاجة الحقيقية : حاجة طبيعية ، وبين حاجة النزوات التي
تبدأ في الظهور أو مما سيأتي بفعل الزيادة المفرطة لمتطلبات الحياة ،
فترك كامل الحرية للطفل في تحقيق ما يتمناه وفق تكوينه الخاص بات أمرا
مؤكدا ، بالإضافة إلى كون إخراج مواهب وقدرات المتعلم في مجالات أخرى بقيت
منصوصا عنها في الجانب النظري فقط نظرا لجمع من العوائق البنيوية للقسم
التي تعوق كل تطبيق فعال وإيجابي لبنود البيداغوجيات الحديثة . ففقدان
الدينامية والتحول داخل فضاء الحجرات الدراسية يحد حتى من مجرد التفكير في
أساليب وتقنيات تعليمية تساعد على التعلم والاكتساب وفق ما تنص عليه معظم
نظريات التعلم الحديثة . وفي مقابل ذلك تبقى البنية العامة للقسم تخدم
نمطاً معينا من استمرار التراتبية في اتخاذ القرار وفي اختيار مادة التعلم ،
إذ يبقى المدرس العنصر البارز في العملية التعليمية التعلمية والذي يراقب
جميع متعلمي الفصل في وقفة واحدة مستعينا بذلك بسلطة السبورة المثبتة خصيصا
لذلك والتي تجعل كل من ينصرف نظره عنها خارج إطار الدرس ومقصى من عملية
التعلم . إضافة إلى وضعية المتعلمين المقيدة بالمقاعد المصففة بالتوازي مع
جدران الحجرة الدراسية . زيادة على ذلك فإن المدرسة على اختلاف مستوياتها
تفتقد إلى المكتبات المدرسية والتجهيزات التكنولوجية الحديثة ، مع انعدام
تخصيص منشط لكل مؤسسة يسهر على تقديم المساعدة للمتعلمين متى طلب منه ذلك
.
- ينضاف إلى ما سبق زحمة المواد الدراسية والتي تتطلب وقتا أطول للتعلم
مما ينهك قوى المتعلم الذي يبقى اهتمامه منصبا على اكتساب أكبر قدر من
المعارف داخل جدران القسم الذي يقضي فيه أغلب أوقاته ، مما يجعل شغله
الشاغل محصورا في الرغبة في الخروج من القسم ، فالمتعلم وعند دخوله إلى
المدرسة لا يفكر في شيء سوى في موعد خروجه منها . لقد كانت نتيجة إغراق
المناهج في التقنيات والشكليات الإدارية ابتعادها أكثر فأكثر عن واقع
المتعلم واحتياجات الواقع المتجدد ، مما أدى إلى ما تجنيه اليوم من تفاقم
ظاهرة بطالة الخريجين من جهة وازدياد ظاهرة سوء التوافق المهني وتفاقم
حالات الإهدار والتخلف المدرسي الذي أصبح أداة فاشلة في مواجهة الواقع
والتأثير عليه ، فضلا عن كونها لا تنمي شخصية المتعلمين ، ولا تراعي إشباع
الحد الأدنى من حاجاتهم النفسية ، تلك الحاجات التي كان ينبغي أن يتأسس
عليها المنهاج الدراسي في مختلف المراحل التعليمية .
- ثم هناك ظاهرة الاكتظاظ داخل المؤسسة التعليمية التي تحد من المسيرة
الصحيحة للتغيير على مستوى البرامج و المناهج التعليمية ، فعلى الرغم من
تبني بيداغوجيات حديثة إلا أنها تصطدم بواقع الاكتظاظ الذي يجعل كل مقاربة
جديدة تسقط في شباك الممارسات التقليدية التي تتماشى و المستوى المعرفي
للمتعلم المتفوق إلى حد ما و المتوسطين في عملية التعلم ، مع إغفال الفئة
الضعيفة التي تعرضت لصعوبات أثناء مسيرة تعلمها مما يرغمها على تكرار نفس
المستوى .
إن كل نظرة للبرامج والمناهج التعليمية تتبنى مفاهيم كالتغيير والتجديد
والتطور إلى ما هو أحسن وأرقى حتى يواكب المجتمع الركب الحضاري في مختلف
أبعاده ،لا بد لها من أن تنطلق أولا من الواقع الحقيقي الذي تعيشه المؤسسات
التعليمية ، وثانيا أن تبحث عن كل السبل والوسائل القمينة بجعل الفضاء
المدرسي يواكب تلك التطورات والتغيرات .
فعندما تركز البرامج الجديدة على ضرورة فتح آفاق الابتكار والإبداع لدى
المتعلم ، فإننا نجد في المقابل أن المؤسسة تعمل على خنق هذا الابتكار، لأن
ما يتطلب من المتعلم هو خزن أكبر قدر من المعلومات والمعارف التي تعطى له
جاهزة خلال دروس وحصص متتابعة ، ليعمل بعدها على استرجاعها كما هي كلما
طلب منه ذلك ، فهامش الابتكار والإبداع يبقى محصورا في الكيفية التي يستطيع
معها الفرد/ المتعلم أن يكسب الرضى من طرف المؤسسة التربوية التي لا تجد
عناء في نقله إلى المستوى الموالي في السنة المقبلة مكافأة له على أداء
مهامه على أحسن حال . إن المدرسة بمختلف أسلاكها و بنظامها السائد ، تبقى
مقيدة لحرية المتعلم و كابحة لمؤهلاته الإبداعية و الإبتكارية ،
فأين سنجد في المدرسة الظروف المواتية لتشجيع التجريب الحر للمعارف
المكتسبة و الاكتشاف الفردي ؟ ... لا تصادف هذه الظروف في المؤسسة
المدرسية لأن التلميذ مجبر على التواجد بها ، و لأن مذهبها هو التعليم من
أجل التعليم . هو المتعلم إذن هنالك في إقامة محروسة برفقة مدرسين ،
و المكافأة التي نعده بها هي أن يظل بها لزمن أطول ... إن التربية
الحرة يجب أن تتخلص من الحضور الإلزامي . فالمتعلم مرغم على الامتثال
لنظام المؤسسة التربوية مهما اختلفت حاجاته و رغباته ، فهو تابع إذن
لمسار محدد مسبقا دون مراعاة خصوصياته الفردية . فالفرد المتعلم مطالب
بنكران ذاته و بانتحال شخصية أخرى ذات طبيعة طيعة لنظام المدرسة
لماذا إذن لا
نفكر في جعل الفضاء المدرسي ، فضاءً جذابا ؟ ألا يمكننا أن نجعل منه منبعا
يجد فيه كل شخص ما يطمح إليه وما يشعر به من حاجات وميولات ، على اعتبار
أن الحاجات الأساسية للطفل / المتعلم»ة» هي دوافع عامة مشتركة بين الأطفال
في مختلف الثقافات الاجتماعية ؟.
تتضمن الحاجات الأساسية للطفل /المتعلم «ة»:
- الحاجة إلى الأمن : يميل الطفل إلى أن يكون موضع عطف و مودة و عناية و أن
يلقى تجاوبا انفعاليا من الآخرين إذ يهتمون بأمره و يتحدثون معه و يجيبون
عن أسئلته .
- الحاجة إلى التقدير الاجتماعي : يرغب الطفل بأن يشعر بالقبول و التقدير و
الاعتبار من طرف الآخرين ، فلا يمكن أن يتعرض للنبذ و الكراهية .
- الحاجة إلى توكيد الذات و التعبير عنها : يميل الطفل أكثر إلى التعبير عن
نفسه و الإفصاح عن شخصيته في كلامه و أعماله و ألعابه و رسومه و ما يقدمه
من خدمات للآخرين .
- الحاجة إلى الحرية و الاستقلال : يتوق إلى الاستقلال و تقرير أموره بنفسه دون تدخل من أحد .
- الحاجة إلى الاستطلاع و الظفر بخبرات جديدة : ينزع الفرد إلى استطلاع
الشيء أو الموقف بفحصه و امتحانه أو السؤال عنه أو البحث و التنقيب .
- الحاجة إلى اللعب : يتميز اللعب بأنه نشاط حر غير مفروض أي يقوم به الفرد من تلقاء نفسه حرا مختارا .
بناء على ما سبق يتبين أن فضاء المدرسة بالمعنى الذي حددناه ، يبقى الركيزة
الرئيسية في أي إصلاح تربوي ، فالنظرة الشمولية للواقع التربوي التعليمي
من شأنها أن تضفي عليه جوانب الدينامية والعطاء المستمر حتى يساير كل
المستجدات التي تعرفها مختلف المجالات الحيوية . من هذا المنطلق يبدو أن
الإصلاح الصحيح ، أي الذي يستطيع أن يصمد ويستمر حتى يحقق الغايات
المجتمعية المنشودة، هو الذي ينطلق من تحت ، أو بمعنى آخر من الواقع المعيش
الذي تعرفه المؤسسات التعليمية. ولن يتأتى ذلك ما لم نأخذ بعين الاعتبار
مكونات فضاء المدرسة .
مكونات الفضاء المدرسي
*المدرس»ة»
. إن الاهتمام بالمدرس على اعتبار المكانة التي يحتلها داخل المنظومة
التربوية كيفما تغيرت فلسفة التربية ، يبقى الأساس الذي ينبغي أن يؤخذ
كمؤشر للدلالة على مدى التوافق والانسجام الموجود بين البرامج والمناهج
التعليمية وبين منفذ تلك البرامج . .إنه من المؤكد إذن العمل على الرفع من
المستوى المعرفي للمدرس»ة» حتى يساير كل المستجدات التي ما برحت تمليها
الساحة التربوية . من ذلك فإن التكوين المستمر وفتح أبواب التكوين الذاتي
من شأنهما أن يضعا المدرس في الاتجاه الصحيح : الانخراط الفعلي والدائم في
السيرورة التربوية ، في وضع مقترحات للبرامج التعليمية وفي تشخيص مكامن
القوة والضعف للمواد المدرسة ، وذلك أثناء أداء مهمة التعليم . ومن جهة
أخرى يظهر أن تنوع اللقاءات والأنشطة التربوية على صعيد المؤسسة التعليمية
يجعل المدرس يتبادل الرؤى والمعلومات المسهلة لأداء مهامه التعليمية
والتربوية وانفتاحه على الآخر ، بحيث تقتضي مهنة التدريس أن يكون المدرس
كائنا مبدعا وقادرا على الخلق ، وذلك لكي لا يبقى طيلة حياته مكررا
لمعرفته الخاصة وموزعا لها . وهذا يقتضي امتلاكه لملكة الخيال التي بدونها
لا تكون الثقافة الشخصية للإنسان سوى ثقافة ميتة ... ليست خيالا تشكيلا
لصور حول الواقع ، إنه تشكيل صور تتجاوز الواقع ، كما أنه ملكة يمتلكها
الإنسان الأعلى ، فالخيال يدفع إلى مجاوزة الإنسان لذاته ، إنه يخترع
الحياة الجديدة والفكر الجديد ، ويفتح أعينا لها نظرات ورؤى جديدة ... إن
المدرس الذي لا يمتلك خيالا يقظا باستمرار هو غير قادر على الإحساس بأن
مفاهيم مثل : الممكن والمحتمل وغير المحتمل ، تلعب دورا مهما وتشكل أساس
أية استراتيجية بيداغوجية طموحة وجذابة بالنسبة للجميع .
إن تسهيل عمل المدرس من شأنه أن يجعل من هذا الأخير مبدعا ومبتكرا لأساليب
مختلفة قد تساعد المتعلم على الاستمرار في عمليتي الاكتساب والتعلم ومنه
تنامي الرغبة في التحصيل الدراسي .
البنية التحتية للمؤسسات التعليمية
إن البنية التحتية للمؤسسة التعليمية وفي ظل البيداغوجيات الحديثة لم تعد
مجرد إطار خارج عن مهمة التعلم بل أصبحت هي الأخرى من الأساسيات التي تحبب
عملية التعلم لدى المتعلم وتزيد من رغبته في التحصيل وفي التعلق بالفضاء
المدرسي . لأنه بالتحديد ظل دور البنية التحتية للمدرسة مغيبا أثناء تغيير
البرامج والمناهج وإصلاحها ، في حين أنه يجب أن نعطي لهذا المكون ما يستحقه
من أهمية ، فالمكتبات المدرسية باتت حاجة ملحة لكل مؤسسة لأنه وفي زمن
القراءة لا نرضى كأفراد من المجتمع أن يظل معظمه عازفا عن المطالعة
والقراءة ، ولخلق مجتمع قارئ لا بد أن نبدأ من الأساس والذي يتجلى في الأخذ
بيد كل متعلم مهما كان مستواه الدراسي في سبيل إغناء رصيده المعرفي
وترغيبه على البحث عن مادة تعلمه وفق حاجاته النفسية وميولاته، ولن يتم ذلك
ما لم نستطع أن نجعل من المكتبة المدرسية فضاء يجد فيه المتعلم ضالته .
ومن جانب آخر تبقى الوسائل والتقنيات التكنولوجية الحديثة على اعتبارها من
مكونات فضاء المدرسة ، من أهم ما ينبغي التركيز عليه والعمل على إدماجه
داخل المنظومة التربوية ، وخصوصا أن المعلومة أصبحت تنتج بطريقة جد سريعة
وتنتقل بأسهل الطرق إلى كل من يرغب فيها ، فدور هذه التكنولوجيا مؤكد بناء
على ما توصلت إليه الدول المتقدمة في هذا الصدد من نتائج وإنجازات هامة ،
وبالتالي فإن المدرسة مطالبة بأن تفتح أبوابها لتلك التكنولوجيا حتى يستطيع
كل متعلم أن ينهل من ثمارها وذلك لمساعدته على الانخراط والاندماج الصحيح
في مسيرة التنمية .
الأنشطة التربوية
إن الخروج من رتابة الفصل وما يحيط به من إكراهات ، هو السبيل الأوحد لخلق
متعلم ذو شخصية متزنة وقادرة على تحقيق دوافعها واهتماماتها ، أو بمعنى آخر
ضرورة فتح آفاق أخرى لاكتشاف الشخصية الدفينة للمتعلم، بحيث عندما يتمكن
الطفل من أن يمارس بعض الأنشطة خارج الفصل وداخل فضاء المدرسة كتعويده على
المسرح وتقنياته وفن التمثيل وأساليبه بمساعدة منشط يقوم بتوظيف مؤهلات كل
فرد للظفر بحظ من تلك الأنشطة ، فإننا بذلك نستطيع أن نخرجه من دائرة
السلبية إلى دائرة العطاء والإبداع . ومن الوجهة الأخرى فإن المعامل
التربوية لها دورها في التأثير على شخصية المتعلم حسب مميزات كل فرد بحيث
يتمكن من خلالها أن يبدع ويخرج مواهبه الفنية الكامنة فيه انطلاقا من
ميولاته ودوافعه الذاتية ، وهذا ما أكدته مختلف الدراسات والأبحاث التي
أظهرت عن وجود ظاهرة الفرو قات الفردية وكذا نظرية الذكاءات المتعددة بحيث
ما يطمح إليه متعلم معين ليس هو بالضرورة ما يرغب فيه آخر، فالفصل الدراسي
لا يشكل وحدة متجانسة من التلاميذ وإنما لكل واحد ميوله وإهتماماته ، ولو
أننا فرضنا عليهم جميعا ممارسة هواية معينة لما شعروا بالراحة لأنهم أرغموا
على ممارسة أنشطة مفروضة عليهم ... ومعنى هذا أن اللجوء إلى طريقة واحدة
في التدريس إذا أفادت بعض التلاميذ فإنها لا تفيد الجميع . إن كل تلميذ»ة»
إلا ويتعلم بطريقة معينة وذلك حسب نوع الكفاءة الذهنية التي لديه ... لذا
ينبغي أن يقدم مضمون الدرس في قالب متعدد الأشكال أي أن يعتمد نفس الدرس
على استعمال اللغة والصور والأشكال والرسوم واعتماد الأسئلة الإستنتاجية
والعمل بالمجموعات ، بحيث يتعاون التلاميذ فيما بينهم في إنجاز بعض المراحل
من الدرس ثم تكليفهم بإنجاز أنشطة فردية . فالمؤسسة التعليمية مرغمة على
توفير فضاءات من هذا القبيل لجعل كل فرد يجد ذاته فيها . فإن كل هذه
الفئات المتنوعة من التلاميذ تتعايش في القسم الدراسي الواحد ويتعذر في
كثير من الأحيان التعرف عليها ما لم نفسح المجال أمامهم وننوع الأنشطة
التدريسية حتى نستطيع أن نكتشف كفاءاتها ومواهبها ، ليس في الأنشطة
الترويحية فحسب وإنما في الأنشطة التدريسية قبل كل شيء . ولعل هذا الأمر هو
ما تدعو إليه مقاربة الذكاءات المتعددة أي اكتشاف الكفاءات والقدرات
المختلفة لدى المتعلمين وتنميتها ورعايتها حتى نجعل صاحبها كفءا وبارعا في
مهنة معينة يميل إليها وله استعدادات لمزاولتها .
المناهج والبرامج الدراسية
وفي ما يتعلق بالنقطة الثالثة حول ما نلاحظه من كون البرامج التعليمية
تحتوي في طياتها مجموعة من المواد الدراسية التي تتطلب وقتا أطول وجهدا
أكبر من المتعلم حتى يتمكن من اكتسابها. وهذه الظاهرة أي زحمة المواد
المدرسة ، قد تصبح عائقا من عوائق التعلم ، فالمتعلم يجد نفسه مشتتا بين
مجموعة من المعارف المنفصلة عن بعضها البعض ويبقى همه الوحيد هو البحث عن
كيفية إرضاء كل مدرسي المادة، وبالتالي فإن تعلم تلك المواد يبدو من الأمر
العسير عليه : فطغيان المحتوى والتركيز على الجانب المعرفي العقلي للمتعلم
دون غيره من الجوانب الأخرى المكونة لشخصية الفرد كالجوانب الحسية الحركية
والجوانب الوجدانية ، يؤدي بالمتعلم إلى إنهاك قدراته وبالتالي ازدياد
الرغبة في النفور من المدرسة . قد لا نجد أكبر عناء في الجزم بأن نظامنا
التربوي ، وبالتحديد فالبرامج التعليمية ، تركز على جانب واحد من شخصية
المتعلم إذ يتعلق الأمر بالمجال المعرفي العقلي في جانبه الضيق والذي
تتمظهر معظم خصائصه في تقديم أكبر كم من المعارف في مدة محددة ليبحث
المتعلم وبطريقته الخاصة على كيفية تخزين تلك المعارف والعمل على استحضارها
عند الطلب . فتجزيء شخصية المتعلم إلى مجالات دون مراعاة شموليتها
وتكاملها يجعلنا لا نفهم حقيقة تكوينه ومنه عدم قدرتنا على تلبية حاجاته
ورغباته التي تتنوع أكثر بقدر ما تتعقد بدلالة المرحلة النمائية .
من كل ما سبق يتبين أنه و أثناء تغيير البرامج، لا بد من الوضع في الحسبان
تلك الجوانب النفسية الوجدانية والمعرفية والحسية الحركية مع أخذ شخصية
المتعلم في شموليتها مع مراعاة العمر العقلي والزمني للمتعلم . فالتخفيف من
عبء المواد المدرسة بات أمرا لا محيد عنه حتى يتمكن الفرد / المتعلم من
إخراج قدراته الإبداعية والخلاقة وليتمكن بعدها من ولوج الطريق القويم
للبحث عن مادة تعلمه وفق حاجاته ودوافعه النفسية والمعرفية . إن تحقيق
السعادة للطفل / المتعلم يتم عبر إشباع حاجاته وتأمين الحماية له
والاستقرار ، وهي كلها عوامل تحسسه بالامتلاء والرغبة في الحياة والاستمرار
التدريجي في التفاعل مع مثيرات محيطه . إن حب الطفل والرغبة فيه ، في ذاته
ولذاته يعزز الثقة في نفسه ، ويشعره بالقوة ، ويدفعه إلى الحركة والعمل ،
أما إحساسه بالنبذ والكراهية والانتقاد المستمر ، يشكل عامل هدم وافتقار
وانتقاص لشخصيته ، ومحو لمعالمها بالتدريج .
إن استغلال فضاء المدرسة في الاتجاه الصحيح أو بمعنى آخر في جعله فضاء
يكتشف فيه المتعلم ذاته، لهو الكفيل بخلق شخصية متوافقة مدرسيا واجتماعيا
ونفسيا .
ومن بين المشاكل التي تعج بها المؤسسة التعليمية نجد ظاهرة اكتظاظ الأقسام ،
حتى إننا لنجد أنفسنا كممارسين في الحقل التعليمي أنه من الصعب التوفيق
بين البيداغوجيات الحديثة وما تنادي به وبين الواقع الذي يعيشه الفصل
الدراسي من اكتظاظ على مستوى المتعلمين . فعلى سبيل المثال لا الحصر من
جانب تكييف المواد المدرسة على حسب مستوى تلاميذ الفصل على اعتبار أن هذا
الأخير يضم مجموعات مختلفة بل ومتنافرة في أغلب الأحيان، وهذا ما أكدته
البيداغوجيا الفارقية حيث وجود اختلافات على مستوى الوتيرة التعلمية لكل
متعلم ، مما يجعل عملية التكييف هذه جد صعبة إن لم نقل مستحيلة، إذ أن
الفصل الدراسي لا يحتوي على فئات متجانسة من حيث المستوى العقلي المعرفي
ولا من حيث الرغبة في التعلم . من هنا قد تطرح قضية الاكتظاظ كعائق أمام
تكييف البرامج التعليمية والمستوى العام للمتعلمين، وبالتالي فإن فضاء
القسم من هذا المنظور أصبح من الدعائم الأولى لأي إصلاح .
فتكييف المواد المدرسة رهين بتكييف فضاء القسم من ناحية عدد المتعلمين
وتوفير كل الوسائل الضرورية لتقريب المفاهيم إليهم ، وفي مقابل ذلك ، وجب
الحرس كل الحرس في تحقيق كل رغبات الطفل لأن عدم القدرة على الاستمرار في
تحقيق رغباته تؤدي إلى عكس ما نتوقع ، و حول هذه المسألة نعيد التساؤل الذي
طرحه جان جاك روسو : هل تعلمون أن أحسن طريقة لجعل طفلكم تعيسا ؟ تعويده
على الحصول على أي شيء ، لأن رغباته تزداد بلا انقطاع بفعل السهولة
المتوفرة لديه في إشباعها . طال الزمن أم قصر فإن العجز عن تلبية حاجات
الطفل ستدفعكم بقوة ورغما عنكم ، إلى رفض طلباته . وهذا الرفض غير المعهود
سيمنح للطفل قلقا شديدا ليس فقط مما توفرونه له بل حتى من فقدان ما يرغب
فيه .
لعلنا بهذا الطرح حاولنا قدر الإمكان أن نضع بين يدي القارئ والمهتم بعضا
من الجوانب المقصية من نظامنا التربوي التعليمي والتي لا يمكن الاستغناء
عنها أو إهمالها نظرا لما تكتسيه من أهمية بالغة في سبيل إعطاء معنى لما
نخططه من أهداف ونرسمه من غايات ، ولزرع روح جديدة للمؤسسة التعليمية حتى
تصبح أكثر دينامية ومتوافقة مع متطلبات الفرد المنتمي إليها من جهة ، ومع
متطلبات المجتمع المتحول من جهة ثانية . ولن يتحقق ذلك ما لم نعط لفضاء
المدرسة بمختلف أسلاكها ، الوجه الحقيقي له ليصبح أداة مساعدة على الرفع من
جودة التربية والتكوين ، بفعل استثارة الرغبة لدى المتعلم لتعلم أفضل
وليجد في ذاك الفضاء كل ما يرغب فيه ، وبتواز مع ذلك بتحفيز المدرس على
العطاء والبحث ليكون فاعلا في تعلم المتعلم وفي مساعدته على تحقيق حاجاته
ورغباته .
لكن وفي الاتجاه الآخر ، أي عندما يفقد الفضاء المدرسي بعضا من خصائصه
ووظائفه التربوية فإن الأمور تتأزم ويصبح معه الفضاء عائقا من عوائق التعلم
عوضا على كونه مساعدا ومحفزا على التعلم.
والأجدر بنا في هذا المقام أن نؤكد على وجود نوع من التفكك في نظامنا
التربوي ، فالمدرس فقد بعض أدواره ، والمتعلم»ة» لم تعد لديه الرغبة في
الاستمرار في الجو المدرسي ، وبين هذا وذاك تبقى المسألة محيرة وتدعو إلى
المزيد من التحليل والعناية ، لأن في غياب فضاء المدرسة وعدم إعطائه
المكانة التي يستحقها داخل المنظومة التربوية تبقى البرامج والمناهج مهما
تغيرت عبارة عن نماذج جوفاء ضمن موضة معينة تفنى بمجرد استعمالها .

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة