فضاءات العضايمة

العضايمة

فضاء الموروث الثقافي الشعبي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
جابر أبو بكر عبد الرحمن
مسجــل منــــذ: 2011-07-16
مجموع النقط: 4.2
إعلانات


لعضايمة تفتح ملف حضارة ما فبل التاريخ

هى احدي قرى مركز إسنا احد مركزين ضما لمحافظة الأقصر الوليدة ارمنت واسنا ذاتا الطابع الاثرى و التاريخى
nواسنا مدينة مصرية قديمة فى جنوب مصر كانت محط القوافل السودانية وترتبط بالسودان عن طريق درب الأربعين الشهير كما تتصل بالواحات الخارجة وبالصحراء الشرقية حتى القصير اسمها الفرعونى هان خونومو اى قصر الإله خنوم واسمها الاغريقى لاتوبوليس اى مدينة السمك البلطى ولفظ اسنا تحريف للاسم الفرعونى ( س نوت ) معبد الآلهة نوت رمز السماء فى اللاهوت المصرى القديم .
nكانت فى العصر الفاطمى قاعدة كورة وفى العصر المملوكى كانت تابعة لولاية قوص ولجرجا فى العصر العثمانى
nوفى1833 كانت مديرية قائمة بذاتها تشمل إسنا والكنوز وحلفا وفى 1888 أضيفت لقنا ثم الى محافظة الأقصر الآن وبها معبد بطلمى أقيم على أنقاض معبد فرعونى قديم
nولأرض إسنا قداسة خاصة عند أقباط مصر فكل سنتيمتر منها روى بدم شهيد
nوقرية العضايمة يرجع اسمها الى مجموع عظام الدفنات فى جبانتها الأثرية فسميت بالعضايمة نسبة الى عظام رفات هذه الدفنات
nهذه القرية وعلى امتداد ثلاثة وعشرون عاما من البحث والتنقيب على يد بعثة أثرية فرنسية اكتشفت ما يربو على ألف مقبرة يزيد عمر القبر منها يزيد على 5000 سنة نصفها تقريبا بكر لم يتعرض للنهب او السرقات اوالتخريب فهى تقع على هضبة رملية مساحتها حوالى الف فدان وعثر فى نقس الوقت الى جانب الجبانة مناطق السكن وهى حالة فريدة فى مجال الحفائر
nو يعود الاستيطان البشرى فى قرية العضايمة الى عصور ما قبل التاريخ
nوهى موقع معروف لعلماء المصريات فقد قام المغامر وبائع التحف الامريكى هنرى دى مورجان بعمل حفائر فى ضواحى القرية عام 1908 وباع المقتنيات التى جمعها لمتحف بروكلين كما باع معظم مقتنياته متوسطة الجودة لتاجر فرنسى الذى عرضها بدورة على متحف الآثار الوطنى فى سان جيرمان ارن لاى بباريس ومن حسن الحظ ان هنرى هذا لم يحفر فى مساحة كبيرة
nوفى السبعينيات قام الفرنسى فرناند دوبونو باستخراج نحو ثلاثين تمثالا ثم أهمل الموقع وترك عرضة للسرقات والنهب
nوفى عام 1986 قامت الأثرية الفرنسية بياتركس ميدان رينبة المتخصصة فى حقب ما قبل التاريخ ولها كتاب عن أثار ما قبل التاريخ بالتعرف على أعمار المواد بهذه المنطقة باستخدام الكربون المشع 14 فتبين ان عمر قطعة الكربون التى فحصتها نحو خمسة ألاف سنة و يرجع تاريخها الى مرحلة ما قبل التاريخ
nوأكدت بياتركس ان هذه المنطقة سكنت فى خلال فترة من أهم الفترات حيث كانت حضارة ماقبل التاريخ تشهد مخاضها
nعلى اثر ذلك قررت السلطات المصرية حماية الموقع وإعادة فتحه أمام البعثات الأثرية وتم تكليف المعهد الفرنسى للآثار الشرقية IFAO بهذه المهمة
nوعلى الهضبة نصبت عشرون خيمة و استخدم المبنى الدائم الوحيد فى القرية لدراسة وحفظ قطع الآثار المكتشفة و التى يتم العثور عليها خلال عمليات الحفر والتنقيب
nكانت البعثة تضم الى جانب علماء الاثار علماء فى الانثروبولوجى ومتخصصين فى السيراميك .
nأول هذه القطع اكتشفت فى القبور المخصصة للبالغين الواقعة فى الناحية الغربية من القرية وهو أول موقع استكمل البحث فيه منذ بدء الحفائر
nكما تحتوى الغرفة الحصينة على قطع عثر عليها تضم 60 قبر لأطفال ويواصل الباحثين مسح المنطقة الشرقية لمحاولة فك اللغز المحيط بمقابر الأطفال والمناطق السكنية فى الجزء الجنوبى الغربى من القرية وضواحيها
nوتؤكد بياتركس ان هذا الموقع هو الأكثر أهمية من بين المواقع التى تم الكشف عنها والتى تعود الى فترة ما قبل التاريخ
nفقد ظلت المنطقة متماسكة عبر التاريخ حيث استوطن الموقع طوال 700 سنة من عام 3700 حتى 2900 قبل الميلاد
nوالى الشرق تم التوصل الى اكتشافات أثرية جديدة حيث تم لكشف عن أكثر من 200 قبر جديد
nفى البداية اكتشفت أنية فخارية على عمق 50 سنتيمتر تمثل قربانا وكان الى جانبها هيكل عظمى صغير جدا لطفل ملقى على جانبه الأيمن فى وضع أشبه بجنين داخل الرحم يتجه رأسه الى جهة الجنوب مواجها لغروب الشمس ويبدوان الطريقة التى وضعت بها الجثة جزء من مراسم الدفن أيامها
nو طوال العقد الماضى تمت إزالة أكوام من التربة والرمال كشفت عن الآلاف من الآثار واللقى الأثرية وكان كل واحد من هذه الاكتشافات يمثل جزء من النظرية التى بدأت تتضح خطوطها ومعالمها
nفقد استخرجت قطعة فخارية عليها خطوط لصقر وهو الرمز المستقبلى لمملكة مصر الجديدة وتشكل هذه القطعة أول دليل ملموس على شكل من إشكال الكتابة بدء يظهر فى المنطقة قبل أكثر من 5000 سنة وهو رمز هيروغليفى يعنى اسم حورس الذى كان يستخدم للدلالة على الطبيعة المقدسة للملك او الفرعون منذ أكثر من 3000عام والقطعة الوحيدة المفقودة من هذه القطعة الفخارية هى الجزء الاسقل من العلامة المعروفة باسم سيرخ التى توضع تحت الطائر الفريسة الذى يدل على ماهية اسم أول ملك لمصر
nوفى قطعة فخارية حفظت جيدا كانت هناك رسوم لقارب صغير مجهز بمنصة مما يشير الى أن النشاط التجارى على النهر كان قائما وراسخا منذ القدم وربما كان القارب الصغير رمزا لانتقال الموتى الى العالم الأخر
nوكان ثمة نقش يرمز الى الثور (العجل المقدس) منقوشا على وعاء فخارى عثر عليه وسط الرمال ولقد استخدمت هذه القطعة الفخارية كتابوت حجرى بدائى وكانت تضم جثة رضيع حديث الولادة وكان عليه ختم عبارة عن مزيج من الفقاعات وقطع صغيرة من الرخام الطينى شبية بالأختام المستخدمة فى إغلاق أوعية الحبوب مما يعكس طبيعة النشاط الزراعى فى المقاطعات الأولى للمملكة التابعة للسلالة الحاكمة وعلى الختم والى جانب التمغة ثمة رجل يحمل سكينا وقارب صغير يشق طربقه وسط مياه النهر
nإما التماثيل الصغيرة فكانت تستخدم دائما كقرابين وتدل إشكالها على ان سكان المنطقة كانوا يتقلبون بين المعتقدات السابقة والمفاهيم الجديدة فبعض هذه التماثيل يرجع الى العصر الحجرى الحديث وتضم تماثيل للآلهة فينوس التى تمثل الهة الخصب فى عصور ما قبل التاريخ فى حين ان تماثيل أخرى ترمز الى أنظمة الإنتاج و الرعى التى كانت سائدة فى وادى النبل والى جانب الحيوانات البرية مثل السلاحف وفرس النهر كما تظهر تماثيل لأبقار محلية ربما تروى أسطورة الآلهة حتحور وعثر فى المقبرة أيضا على العديد من العقود المختلفة وهناك تحفة لعقرب صنعت من العقيق الأحمر وربما تستحضر الفرعون الأول وهو الملك العقرب الاسطورى والأب مؤسس أول سلالة حاكمة ويبدو ان التواريخ التى تم تسجيلها فى كتب التاريخ تجمع على ان قبور الأطفال كانت معاصرة لأول سلالة مصرية حاكمة فى العام 3200 قبل الميلاد
nوتمثل اللوحة المرسومة على صخر الشيست الرملى سمكة النيل وترمز السمكة التى تأكل بيضها الى إعادة ولادة كل الأرواح وأصبحت ألواح كهذه إحدى الأدوات المهمة الدالة على النفوذ والهيبة قبل ان تصبح الصفة الرمزية الأولى للنظام الملكى الفرعونى وسرعان ما أصبحت هذه الألواح السجلات الأولى التى ظهرت عليها أولى الكتابات التى تحكى مآثر وبطولات الملك المؤسس نارمر الذى يعد أول الملوك فى التاريخ
nوهكذا تكون العضايمة قد وضعت الأساس للعاصمة الملكية حيراكونوبوليس بعد وقت قصير من استخدام أدوات الكتابة على الألواح وباتت الهراوات بوصفها أدوات النفوذ والسلطة بين أفراد النخبة قى فترة ما قبل التاريخ أول الصولجانان كرمز للسلطة فى ايدى الفراعنة حيث عثر على ثلاث هراوات فى احد القبور وتوفر كل الاثار التى عثر عليها فى العضايمة الدليل القاطع على أهمية المنطقة كمركز للتجارة بين الوجهين البحرى والقبلى نتيجة موقعها الجغرافى المميز قهى تقع على مفترق طرق القوافل آلاتية من الواحات خاصة واحة الخارجة ونقطة القوافل آلاتية من النوبة والسودان والمتجهة الى الوادى والدلتا فقد كانت ممر التجار والتجارة كما ان موقعها يتميز ببعده عن أخطار فيضان النيل وقد تم اكتشاف مقبرتان تضمان حوالى الف مقبرة مما يدل على أهمية الموقع فى عصر ماقبل التاريخ وهى تشبه الى حد كبير الاثار التى عثر عليها بنقادة خاصة فى الحقبة المعروفة تاريخيا بحضارة نقادة الثانية والثالثة
nولابد ان النخبة التى عاشت فى العضايمة كان لها دور كبير فى ولادة العصر الفرعونى ولكن مازال هناك لغز يحتاج الى الحل من هو الأب الأول لحكام مصر العقرب ام حا-مينيس ام نارمر
nاريك كروبيزى احد خبراء البعثة يؤكد ان عليهم دائما مضاعفة إعمال البحث والتنقيب ودراسة ما تم إنجازه ثم فهم الكيفية التى تم يها حفظ كل اللقى والجثامين ويشير كروبيزى الى جثة محفوظة فى وعاء فخارى فى احد القبور ويقول ان الرمال الجافة قد حفظتها من التحلل وحافظت على شكلها مما بتيح دراسة بنية العظام وعمر الميت وغير ذلك كذلك فى الامكان تقييم الإجراءات والطقوس الجنائزية المستخدمة فى مرافقة الميت فى رحلته الأخيرة
nويقول علماء الانسانيات فى بعثة التنقيب وعلى رأسهم اريك ان من السهل معرفة طقوس الختام فبعد دراسة أكثر من 100 عينة كانت النتائج مبشرة ولكنه كان مستاءا من الطريقة السيئة لحفظ الجثث
nفى بعض الاحيان كان يتم وضع جثة الطفل على الرمل وتلف بقطعة جلد مفرودة على حصيرة مضفورة بقى منها الى اليوم عدد محدود من القطع التى يميل لونها الى الأسمر والى جانب الجثة بجوار الرأس كانت توضع قطعة فخارية صغيرة وسوار حول الرسغ وعقد حول الرقبة مما يدل على تعلق الإباء بالأبناء ولكن عظام الجثث كانت تتعرض للتحميص بسبب بقاء الجثة معرضة لأشعة الشمس الحارقة خاصة فى شهر مثل نوفمبر الذى تصل درجة الحرارة فيه الى 50 درجة مئوية وفى حال تعرضها لأمطار فان الجثة تتحلل بسرعة
nكانت مقابر الكبار ذات عمق فى الأرض بينما مقابر الصغار قريبة من سطح الأرض وكانت من العادة دفن الميت فى أنية فخارية خاصة الأطفال وربما هذا يمثل نوعا من الحماية حيث إن شكل الجرة الفخارية يشبه شكل رحم الام كما وجدت مقابر ذات شكل متطور حيث يوضع الجسد فى تابوت من الطين ويغطى بقطعة من الحجر
nومن بين الدفنات عثر على جثمان امرأة حامل وبداخلها الجنين
nأما صوفى دوشسن من أعضاء البعثة فترى ان فهم عالم الموتى يعد الخطوة الأولى فى عمل علماء الاثار وعلماء الانسانيات فعن طريق التحقق من كل الموجودات التى يتم العثور عليها وعن طريق المقارنة بين مقابر الكبار والصغار يمكن تمييز مراحل التطور المبكرة للنخبة الاجتماعية فى منطقة صعيد مصر ويعتبر وجود مقبرتين منفصلتين ومقسمتين الى قطاعات مختلفة بحسب السن أمرا شائعا وفقا لما بقوله عالم الانسانيات اريك احد أعضاء البعثة فوجود 200 جثه لأطفال صغار مسالة لا تدعو للدهشة ذلك ان متوسط عمر الإنسان فى تلك الحقبة التاريخية كان منخفضا نسبيا نتيجة تفشى الأمراض والأوبئة التى كانت تحصد كثير من البشر
nوخلص هؤلاء العلماء الى أن أساليب الإنتاج وتنظيم الثروة بدأت فى هذه المنطقة فى وقت مبكر وقبل منطقة الدلتا فى الشمال حيث تؤكد الوقائع التاريخية ان السلطة بدأت فى صعيد مصر منذ 3200سنة قبل الميلاد وهى الفترة التى تطورت فيها أنشطة الإنسان من صيد للحيوانات البرية بهدف تدحينها وتعد منطقة العضايمة أول منطقة فى تاريخ مصر عرقت الألوان والتلوين
nويبدو ان السلطة الملكية فى ظل السلطة الرمزية للإله حورس ظهرت أول الأمر فى الصعيد وسرعان ما تأسست العواصم الأولى لمصــر حيرا كونوبوليس ونجادا وأبيدوس
nوانجذب أمراء الحبشة فى الجنوب الى الثروات الطبيعية المتوافرة فى الشمال وارتدى الفرعون الأول غطاء الرأس المزدوج الأبيض والأحمر الذى يمثل الوجهين القبلى والبحرى السلطة والحكومة
nوقد عثر ايضا على قنوات مائية وحدائق وأحواض زراعية ذات قنوات لتنظيم ريها الى جانب قطع متناثرة من الظران وأدوات الصيد وأدوات الحصاد وسكاكين ذات نصل مشرشر (مناجل ) واوانى فخارية ذات الوان وبعض القلائد وأدوات الزينة والخرز الملون ومنها مانحت على شكل سمكة البلطى وبقايا قرية من فترة حضارة نقادة الثالثة أخنفت معالمها بفعل عوامل التعرية وأعمال الفلاحة
nوعلى بعد ليس بعيد فى الرزيقات مركز ارمنت وبالقرب من دير مار جرجس توجد منطقة أثرية بها اوان فخارية شبيهة بالموجود فى منطقة العضايمة حيث تقوم بعثة أمريكية بالتنقيب فيها على بعد 55 كيلومتر بطريق الرزيقات الوادى الجديد
nولعل ضم إسنا وارمنت لمحافظة الاقصرسيحقق للسياحة فتحا جديدا حيث ستتكامل العصور التاريخية من عصور ما قبل التاريخ الى العصور الحديثة فى اكبر متحف مفتوح فى العالم
nاامل ان يحظى باهتمام خاص من وزارة الثقافة وهيئة الآثار وهيئة تنشيط السياحة والدكتور سمير فرج محافظ الأقصر ولا تترك هذه المناطق الثرية نهبا للمغامرين
nعبدالمنعـم عبدالعظـيم
nمدير مركز دراسات تراث الصعيد الأعلى
nالأقصـــر مصــر
n
n
n
n
n
n
n

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة