فضاءات مدينة تمى الامديد

مدينة تمى الامديد

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
sayedmohamed
مسجــل منــــذ: 2011-07-29
مجموع النقط: 1.8
إعلانات


اقترب رمضان فهل نحقق أهم أهدافه؟

حمد الله تعالى أن وهبنا شهرا في العام فيه فضائل وميزات لا تجتمع في غيره، وهيأ لنا فيه الأجواء الإيمانية التي تمكن المسلم من التنافس في الطاعات، والتسابق للخيرات، والحرص على السير في طريق الجنات، وعلى مغفرة الذنوب, ومحو السيئات، والإقبال على الطاعات التي تقربنا من المولى سبحانه وتعالى في هذه الأيام المعدودات، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ" سورة البقرة 183 184.
nفرحة المسلمين بأيام شهر رمضان
nتتجسد فرحة المسلمين بأيام شهر رمضان في اشتياقهم له، وإقبالهم على الإعداد الجيد لحسن استقباله، مهما اختلفت قوة الاستقبال، وحسن الإعداد، فهو أيام معدودة، و تتكرر في كل عام، فالمسلمون يسعدون بقدوم رمضان بأرواحهم وأنفسهم، كيف لا وهو شهر يزهو بفضائله العديدة على سائر الشهور، فهو شهر الصبر، و شهر القرآن، و شهر التوبة، وشهر الرحمة، وشهر التراويح و القيام، وشهر ليلة القدر، وشهر الغفران، وشهر الإحسان، و شهر البر والجود الصدقات، و شهر الدعاء، و شهر الجهاد و الانتصارات، و شهر العتق من النيران. وهو شهر التقوى وتقوية الإرادة وتعلم الانضباط و النظام.
nفرمضان قد اقتربت أيامه، وبدأ كأنه ينادي: أتاكم شهر الرحمة والغفران فماذا أعددتم له؟ فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يزف لنا الشهر الكريم بقوله المفرح المبشر: "أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبوب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" رواه النسائي، وصححه الألباني. قال الإمام ابن رجب (رحمه الله ): "هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، كيف لا يـبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ فكيف لا يـبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟" فهي البشرى التي يعمل لها العاملون، ويشمر لها المشمرون. ويفرح بقدومها المؤمنون.!
nتنوع الناس في حسن الاستقبال
nومنهم من يحسن استقبال الشهر الفضيل بتتبع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، من تعويد النفس على الطاعات من شهر رجب أو شعبان، فيدعو الله تعالى بأن يبلغه رمضان، اللهم بلغنا رمضان، ويستعد للشهر الكريم الذي يزهو بفضائله العديدة على سائر الشهور، فيعود نفسه على الصيام من رجب أو شعبان حتى ولو بعد منتصف شعبان، فيستحضر نية حسن استقبال رمضان، ويخلص لله تعالى بنية صادقة، ويدرب نفسه مبكرا قبل رمضان على القيام، ويصبرها على التهجد، ويرغبها في الإقبال على تلاوة القرآن، ويربيها على الكرم والجود والصدقة، ويذكر نفسه بثواب هذه الأعمال الصالحات، والتي يتضاعف فيها الثواب في الشهر الكريم.
nومن الناس من يستعد لرمضان بالاهتمام بشهوة البطن، وإعداد ما لذ وطاب لمائدة الإفطار بعد أن صام نهار رمضان في حر الصيف، ولا يعلم عن رمضان سوى الإمساك عن الطعام، ولا يدري أن رمضان له أهداف وغايات شرع من أجلها، وإلا فالله تعالى لا يريد أن يعذبنا بالصيام في الحر، بل نريد أن نصل للهدف ونعلم الغاية وهي الوصول للتقوى، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة البقرة183
nولا ننكر على هؤلاء سوى أنهم فقط قد اهتموا بصيام النهار، وعاشوا حياتهم كأنهم في شهر غير رمضان، وأضاعوا كل الأوقات في إعداد الطعام، ونسوا الفضائل العديدة التي من أجلها شرع الله تعالى لنا هذه العبادة، ولم يتتبعوا سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث يهتم بالطاعات، ويهجر المنكرات، ليصل للتقوى، فيهتم بإقامة الصلاة، ويدرب نفسه قبل قدوم رمضان على قيام الليل، والصيام، والدعاء والصدقة.
nأهم غايات رمضان
nوالغاية الأسمى هي في الوصول للتقوى، أو الخوف من الله تعالى، فنقبل على طاعته، ونهجر معصيته، فالتقوى و تقوية الإرادة من أهم أهداف الصيام، فلا يريد الله تعالى من صيامنا أن نعذب أنفسنا؛ بل هناك هدف مهم يدلنا عليه، وهناك غاية كبرى يرشدنا إليها، لنتعلم الفائدة من عبادة الصيام، وهي الوصول للتقوى، أي بالخوف من الجليل والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
nو كي نصل لتربية المسلم على تقوية الإرادة والتقوى، لا بد أولا أن نحرر النية، فقد وجهنا الإسلام لسلامة النية واستحضارها، وتجرديها لله تعالى، فتكون نية الصيام ابتغاء مرضاة الله تعالى وحده. ثم لا بد من اتباع شرع الله تعالى، والسير على سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
nو لابد من تهذيب السلوك والأخلاق، فالصيام هدفه الوصول للتقوى، وهو ليس الإمساك فقط عن الطعام والشراب، بل أيضا عن الشهوة، وعن كل ما يغضب الله تعالى، فنمسك عن الغضب، ونبتعد عن الانفعال، ونحاول مجاهدة أنفسنا للتخلق بالأخلاق الكريمة، ونبتعد عن الرزائل، بحيث يتحكم كل منا في شهواته ويهذبها، ويحفظ جوارحه، ويقود رغباته ويجمح شهوات اللسان فلا ينطق إلا بخير، ويحفظ نظره عن المحرمات، ويحفظ الأيدي والأقدام والفرج حتى لا يصلوا للمحرمات، فلابد أن تُحفظ هذه الجوارح كلها في رمضان حتى يكون الإنسان فعلاً قد أعرض عن اللغو وعن الرفث وعن الفسوق.
nفالتقوى أن يكون الإنسان دائمًا على ذكر لربه، وألا يكون في غفلة أو نسيان، وعليه أن يبتعد عن أماكن العصيان، ويهجر أصدقاء السوء، ليكون هذا الصيام موصلاً إلى التقوى.
nفنسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنَّ علينا بصيامٍ سليمٍ صحيح يخشع فيه القلب، وتسلم فيه الجوارح، ونصوم فيه صومًا صحيحًا سليمًا نلقى الله به ونحن على قلوب سليمة وأفئدة طاهرة وألسن صادقة وأيدٍ نقية. وإذا نجح العبد في جهاد نفسه وأمسكها عن الوقوع في المعاصي قويت إرادته، وعلت همته، استطاع أن يمسك بعد ذلك عن كل ما يغضب الله تعالى.
nبهذا يكون الصيام أدَّى المهمة ووصل للهدف الذي من أجله شرعت عبادة الصوم، وهو الوصول إلى التقوى، التي توصل لطريق الاستقامة والجنة، وتطهر القلب وتجعله سليما صافيا نقيا مستعدا للقاء الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم.
nفمطلوب أن نقبل على كتاب الله تعالى، تلاوة وحفظا وفهما وتدبرا. ولابد أن نقرأ وندرس ونتعلم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ونتعلم من سنته حسن التعامل، فالدين المعاملة، وأن نتعارف ونتحاب مع الذاكرين ومع الصالحين، وأن نحرص على عمارة المساجد، وأن نلتقي في مدارسات أو لقاءات إيمانية تساعدنا على الثبات على طريق الصالحين.
nنسأل الله سبحانه وتعالى أن يحيا قلوبنا بذكره، ويعمر بيوتنا بكتابه، وأن يزكي الأرواح، وأن يجمعنا على الخير، وعلى البر وعلى التقوى، وأن يجعله شهرًا مباركًا ميمونًا تعز فيه كلمة الإسلام، وينصر الله فيه المسلمين وتندمل في جراح إخواننا المستضعفين و المجاهدين في كل بلاد الأرض.
n

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة