فضاءات واد لو (البلدية)

واد لو (البلدية)

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـجماعة
sanaa boujemaa
مسجــل منــــذ: 2011-04-01
مجموع النقط: 1.8
إعلانات


قراءة في بيداغوجيا الادماج


قراءة في بيداغوجيا الإدماج بالمغرب:نها أشبه بحكاية أشيل الذي لن يصل أبدا إلى السلحفاة

بوجمع خرج
طبعا لا يمكن إلا أن تثمن المبادرة التي تسعى وزارة التربية الوطنية المغربية من خلالها إلى خلق دينامية في الفضاء التكويني وإرساء حالة ذهنية تكوينية تعتمد الإدماجية كمقاربة ترتبط بمصير الإصلاح التعليمي في منظور الهموم الموحد عليها وطنيا خاصة وأنها من حيث التقناوية تتنزه عن أي نقد أو تعليق ... لما تتضمنه من تنظيم إجرائي وهيكلي وتنظيمي في سياق ربط النظري بالتطبيقي والعملي على أساس يستهدف المتعلم في صيرورته الحياتية كمحور لكل العمليات التعليمية والتعلمية.
كيف لا وقد جاءتنا هذه المقاربة من دول تعتبر مرجعية في التطور العلمي والتكنولوجي والثقافي... فالسيدان "روجرز" و"دوكيتيل" في كتابهما:
Pédagogie de l’intégration :
Compétences et intégrations desacquis dans l’enseignement
قدما للدول المشابهة لنا مجموعة أدوات للاشتغال محررة للطاقات بشكل يبدو كما لو أنه مثالي. ولعل أهم ما أثارني في تصورهما هو الإشكالية الأساس التي تطرحها المقاربة في بيداغوجيا الإدماج والتي هي " الأمية الوظيفية أو l’analphabétisme fonctionnel
بحيث يبقى السؤال المطروح هو "عن أي وضعيات نتحدث" في هذا السياق وهو السؤال الذي اعتقد على أن المغاربة تعاملوا معه بشكل نمطي في مثالية المفهوم والتعريف وفي فخ التقناوية وهو ما أراه خطأ ليس فقط فادحا ولكني أراه خطأ كادحا بحكم أن الفوارق بين المكتسبات التعليمية التعلمية بمدارس الدول الأنكلو ساكسونية التي نجحت فيها هذه المقاربة والمكتسبات القبلية الوضعياتية ليست هي ذاتها في المغرب. بل حتى في الدول لفرانكوفونية (وطبعا نعني الدول الرائدة) بحيث أنها تختلف بشكل كبير عن وضعنا بالمغرب سواء أنتاجا أو إنتاجاويا أو تكنولوجيا أو علميا....
صحيح أن الإدماجية كمفهوم وكهيكلة وكأسلوب وكمنهجية تبقى قابلة للتوظيف في كل زمان وفي كل مكان لكن الإشكالية تطرح على مستوى البنيات العقلية من حيث الخطاطات الذهنية في تفاعلاتها الطبيعية الخارجية مع المحيط والتي لها أكثر وقع في المتعلمين على مستوى التفاعلات الداخلية. فالمحيط بالنسبة للمتعلم الانجليزي نجد فيه طائرة بوينغ متقاعدة ونجد فيه معامل متقاعدة كانت تنتج تكنولوجيات متقدمة ونجد فيه عمرانا خاضعا في تصميمه العمراني إلى كل المعايير والمؤشرات العمرانية ونجد فيه فعل مأسسي قضائه يتجدد في العرف اليومي ونجد فيه مؤسسات تعتبر بث روح المواطنة في المواطنين من أقدس مسؤولياتها في مختلف التعابير الحقوقية والمؤسساتية...
طبعا ليست لهذه المعطيات صفة قارة أو نمطية أي أنها تبنى في كل مجال كل حسب إمكانياته كما أن المدرسة بدورها تساهم في بنائها من خلال إنتاج متعلمين قادرين على الاندماج الايجابي لكن المشكلة هي أن هذه المعطيات المشار إليها هي التي على ضوءها تحدد صفة المتعلم التي عجز فيها المغرب نظرا لإشكالية الاقتصاداوية oeconomécusوالتي هي البوصلة الموجهة لكل الغايات وما ينحدر عنها من أهداف ومرامي... لوضع القاطرة التنموية في المسار ألسككي السليم علما أن الكل والجزء الإشكالي برمته ينطوي في هذه كما ينطوي الضوء على الأشياء وفق منظور فيزياء الكم.
فالمدرسة لم تخطأ في ما سبق وليس على المجتمع أن ينتظرها بل العكس هي التي عليها أن تنتظر من المجتمع أن يرد لمنتوجها الاعتبار.
ربما يجوز لنا ان نقول على أنه تحقق شيء من ذلك للمدارس الخاصة والمدارس النموذجية بالمغرب كجامعة الأخوين ...ولكنها في الحقيقة هي ذاتها بقيت ضحية تصوراتنا وتمثلاتنا للفعل التعلمي وللمواد التعليمية التي بقيت محنطة ونمطية في متحفية تفكيرنا الذي هو نتيجة تنظيم تعليمي جعلنا نسيء إلى هويتنا في ارثنا الحضاري أندلسيا.
وعلاقة بهذا سبق لي أن استمعت إلى السيدة الوزيرة (انظر أخبار الدورة السابعة للمجلس الإداري لجهة كلميم السمارة في طانطان ) تتحدث عن المدرسة المغربية علما أن المكونات التي جعلتنا نرث هوية حضارية استدل بها الألمان في صناعات أجدادنا لم تحضر في مخيلة المنظرين للبرنامج ألاستعجالي وهو ما جعلها تبقى في متحفيتها تنظيرا وتفعيلا في الأنشطة التكوينية التي تعرفها المملكة في سياق إرساء قواعد إنجاح البرنامج ألاستعجالي.
ليس هذا من باب التشائمية ولا النقد لأجل النقد ولكنها الحقيقة التي توجد في النهر بحيث أن الجميع اتجه إلى البحار العليا بحثا عن سمك الإصلاح الكبير علما أننا ليست لنا البنية التحتية الإنتاجية والانتاجاوية اللائقة به وهو ما يعني علاقة بالسؤال المطروح أعلاه -عن أي وضعيات نتحدث؟- أننا سننتج متعلمين صحيح مؤهلين للإدماج في محيطهم ولكن في فقر المعطيات وفي أطلال الموروث وفي مفارقة الحكامة رغم إرادتها الطيبة و أسلوبها ووسائلها وفي تقليدانية الإنتاجية الشعباوية... أي أننا سننتج مواطنا جميلا ولكنه متحفيا كما هي صناعتنا التقليدية ...مواطنا للهجرة السرية أو حتى إن الهجرة القانونية لكنه سيهاجر بآليات الإنتاج الغير قادرة على الإبداعية في سياق التنافسية علما أن متطلبات هذه الأخيرة في الدول الغربية وظفت المواد التعليمية والموارد والتنظيمات والهيكلات بشكل جاء كحتمية لاشتغال سابق على الأهداف وعلى مهارات الحياة وعلى الكونيتيفي المجتمعي ... في واقع منتج ولايس وفقط مستهلك للعلوم وللتكنولوجيات وللخدمات أووووووووووو ه كم هو بعيد عن ما نحن بصدده. إن الإشكالية كلها تكمن في العقلانية الاقتصاداوية. فالنظام الإنتاجي المغربي إما ساذج وإما مفارق للواقع على مستوى إنتاج الثروات وتوزيعها من داخل المنظومة التكوينية سواء التقليدانية أو الحداثية للموارد البشرية وعلى الخصوص توظيفها.
لذلك إن أزمة المدرسة لا تعني عجزها ولكن ها تعني أزمة العقلية الانتاجية الرأسمالية المغربية في الطبيعة المقاولاتية المغربي. لذلك اعتقد على أن البرنامج الاستعجالي ليس سوى هروبا إلى الأمام ولعل الكارثة هو أننا سنجد أنفسنا متخلفين تعليميا بعد 2012 بل وحتى 2015 لأن التقييم لذي ستعرفه وضعية 2012 لا يمكنها أن تحيد عن منطق الأجرأة الحالية من حيث التصورات المنبثقة عن تقناوية اشبهاها بقصة أشيل الذي لن يصل أبدا إلى السلحفات.
قد ألوم نفسي لو أسكت عن هذه الحقيقة لأن ذلك يتنافى وضمير الانتماء لهذا الوطن. وللإشارة لقد وقفت على هذه الحقيقة كواحد من المعدين لبرامج تكوين المدرسين في المنحى الجديد مرتين إحداهما بالرباط والأخرى بمكناس ولكن كانت آلة الاشتغال قد انطلقت وكان الكل تنفيذي أكثر من ما هو منظر مع استثناء شخصين أو ثلاثة لا أخفي أنهم بقوا محرجين في هذا الصدد. .. يتبع في مناقشة إمكانية التطويع .
*بوجمع خرج / مؤطر / مهتم بالشأن الدبلوماسي والاستراتيجي الدولي

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة