قبيلة بنى واصل والبحترى
قبيلة( بنى واصل ) و( البحترى)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين سلام عليكم لا وفاء ولا عهد *** أما لكم من هجر أحبابكم بد
2
أأحبابنا قد أنجز البين وعده *** وشيكا ولم ينجز لنا منكم وعد
3
أأطلال دار العامرية باللوى *** سقت ربعك الأنواء ما فعلت هند
4
أدار اللوى بين الصريمة والحمى *** أما للهوى إلا رسيس الجوى قصد
5
بنفسي من عذبت نفسي بحبه *** وإن لم يكن منه وصال ولا ود
6
حبيب من الأحباب شطت به النوى *** وأي حبيب ما أتى دونه البعد
7
إذا جزت صحراء الغوير مغربا *** وجازتك بطحاء السواجير يا سعد
8
فقل لبني الضحاك مهلا فإنني *** أن الأفعوان الصل والضيغم الورد
9
بني واصل مهلا فإن ابن أختكم *** له عزمات هزل آرائها جد
10
متى هجتموه لا تهيجوا سوى الردى *** وإن كان خرقا ما يحل له عقد
11
مهيبا كنصل السيف لو قذفت به *** ذرى أجإ ظلت وأعلامه وهد
12
يود رجال أنني كنت بعض من *** طوته المنايا لا أروح ولا أغدو
13
ولولا احتمالي ثقل كل ملمة *** تسوء الأعادي لم يودوا الذي ودوا
14
ذريني وإياهم فحسبي صريمتي *** إذا الحرب لم يقدح لمخمدها زند
15
ولي صاحب عضب المضارب صارم *** طويل النجاد ما يفل له حد
16
وباكية تشكو الفراق بأدمع *** تبادرها سحا كما انتثر العقد
17
رشادك لا يحزنك بين ابن همة *** يتوق إلى العلياء ليس له ند
18
فمن كان حرا فهو للعزم والسرى *** ولليل من أفعاله والكرى عبد
19
وليل كأن الصبح في أخرياته *** حشاشة نصل ضم إفرنده غمد
20
تسربلته والذئب وسنان هاجع *** بعين ابن ليل ما له بالكرى عهد
21
أثير القطا الكدري عن جثماته *** وتألفني فيه الثعالب والربد
22
وأطلس ملء العين يحمل زوره *** وأضلاعه من جانبيه شوى نهد
23
له ذنب مثل الرشاء يجره *** ومتن كمتن القوس أعوج منأد
24
طواه الطوى حتى استمر مريره *** فما فيه إلا العظم والروح والجلد
25
يقضقض عصلا في أسرتها الردى *** كقضقضة المقرور أرعده البرد
26
سما لي وبي من شدة الجوع ما به *** ببيداء لم تحسس بها عيشة رغد
27
كلانا بها ذئب يحدث نفسه *** بصاحبه والجد يتعسه الجد
28
عوى ثم أقعى وارتجزت فهجته *** فأقبل مثل البرق يتبعه الرعد
29
فأوجرته خرقاء تحسب ريشها *** على كوكب ينقض والليل مسود
30
فما ازداد إلا جرأة وصرامة *** وأيقنت أن الأمر منه هو الجد
31
فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها *** بحيث يكون اللب والرعب والحقد
32
فخر وقد أوردته منهل الردى *** على ظمإ لو أنه عذب الورد
33
وقمت فجمعت الحصى واشتويته *** عليه وللرمضاء من تحته وقد
34
ونلت خسيسا منه ثم تركته *** وأقلعت عنه وهو منعفر فرد
35
لقد حكمت فينا الليالي بجورها *** وحكم بنات الدهر ليس له قصد
36
أفي العدل أن يشقى الكريم بجورها *** ويأخذ منها صفوها القعدد الوغد
37
ذريني من ضرب القداح على السرى *** فعزمي لا يثنيه نحس ولا سعد
38
سأحمل نفسي عند كل ملمة *** على مثل حد السيف أخلصه الهند
39
ليعلم من هاب السرى خشية الردى *** بأن قضاء الله ليس له رد
40
فإن عشت محمودا فمثلي بغى الغنى *** ليكسب مالا أو ينث له حمد
41
وإن مت لم أظفر فليس على امرئ *** غدا طالبا إلا تقصيه والجهدأخبار البحتري
واسمه الوليد بن عبيد ويكنى أبا عبادة.
حدثني علان بن محمد قال: هجا البحتري أبا الفضل بن الحسن بن سهل، فتركه أياما وأظهر قلة المبالاة والإهمال لهجائه، ولم يظهر الموجدة بذلك. وحضره يوماً فقال له: يا أبا عبادة. تبيعني غلامك نسيماً?فقال: كيف أبيعك من لو فارقته ساعة فارقتني روحي? فقال: أعطيك به رغيبة فقال: وكم تعطيني? قال:أعطيك ألف دينار. قال: لا أفعل.قال: أعطيك ألفي دينار، فقال له: أحضر المال. فباعه وتسلمه أبو الفضل. فما مر للبحتري يوم حتى قامت قيامته،وندم، فواصل غدوه برواحه إلى باب أبي الفضل يسأله الإقالة وهو يأبى عليه، فلما عيل صبره كتب إليه: أبا الفضل في تسع وتسعين نعجةً غنى لك عن ظبي بساحتنا فرد
أتأخذه مني وقد أخذ الهوى فؤادي له فيما أسرّ وما أبدي
وتغدو عليه صبوتي وصبابتي ولم يعده وجدي ولم يأله جهدي
وقلت: اسلُ عنه، والمنية دونه وكيف سلو ابن المفرغ عن بُرد
وابن المفرغ شاعر كان له غلام اسمه برد فباعه وندم. وله فيه أشعار كثيرة- فقال أبو الفضل: أبيعكه بجميع ما تملك، فقال له: أفعل. فباعه بجميع ملكه وأشهد عليه ورد الغلام إليه، فلما كان من الغد، رد عليه الكتاب وأقاله من جميع ذلك، وحمل إليه صلة وقال له: إياك أن تهجو الأحرار، فإن لهم مكايد يضل فيها هجوك ومدحك.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين سلام عليكم لا وفاء ولا عهد *** أما لكم من هجر أحبابكم بد
2
أأحبابنا قد أنجز البين وعده *** وشيكا ولم ينجز لنا منكم وعد
3
أأطلال دار العامرية باللوى *** سقت ربعك الأنواء ما فعلت هند
4
أدار اللوى بين الصريمة والحمى *** أما للهوى إلا رسيس الجوى قصد
5
بنفسي من عذبت نفسي بحبه *** وإن لم يكن منه وصال ولا ود
6
حبيب من الأحباب شطت به النوى *** وأي حبيب ما أتى دونه البعد
7
إذا جزت صحراء الغوير مغربا *** وجازتك بطحاء السواجير يا سعد
8
فقل لبني الضحاك مهلا فإنني *** أن الأفعوان الصل والضيغم الورد
9
بني واصل مهلا فإن ابن أختكم *** له عزمات هزل آرائها جد
10
متى هجتموه لا تهيجوا سوى الردى *** وإن كان خرقا ما يحل له عقد
11
مهيبا كنصل السيف لو قذفت به *** ذرى أجإ ظلت وأعلامه وهد
12
يود رجال أنني كنت بعض من *** طوته المنايا لا أروح ولا أغدو
13
ولولا احتمالي ثقل كل ملمة *** تسوء الأعادي لم يودوا الذي ودوا
14
ذريني وإياهم فحسبي صريمتي *** إذا الحرب لم يقدح لمخمدها زند
15
ولي صاحب عضب المضارب صارم *** طويل النجاد ما يفل له حد
16
وباكية تشكو الفراق بأدمع *** تبادرها سحا كما انتثر العقد
17
رشادك لا يحزنك بين ابن همة *** يتوق إلى العلياء ليس له ند
18
فمن كان حرا فهو للعزم والسرى *** ولليل من أفعاله والكرى عبد
19
وليل كأن الصبح في أخرياته *** حشاشة نصل ضم إفرنده غمد
20
تسربلته والذئب وسنان هاجع *** بعين ابن ليل ما له بالكرى عهد
21
أثير القطا الكدري عن جثماته *** وتألفني فيه الثعالب والربد
22
وأطلس ملء العين يحمل زوره *** وأضلاعه من جانبيه شوى نهد
23
له ذنب مثل الرشاء يجره *** ومتن كمتن القوس أعوج منأد
24
طواه الطوى حتى استمر مريره *** فما فيه إلا العظم والروح والجلد
25
يقضقض عصلا في أسرتها الردى *** كقضقضة المقرور أرعده البرد
26
سما لي وبي من شدة الجوع ما به *** ببيداء لم تحسس بها عيشة رغد
27
كلانا بها ذئب يحدث نفسه *** بصاحبه والجد يتعسه الجد
28
عوى ثم أقعى وارتجزت فهجته *** فأقبل مثل البرق يتبعه الرعد
29
فأوجرته خرقاء تحسب ريشها *** على كوكب ينقض والليل مسود
30
فما ازداد إلا جرأة وصرامة *** وأيقنت أن الأمر منه هو الجد
31
فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها *** بحيث يكون اللب والرعب والحقد
32
فخر وقد أوردته منهل الردى *** على ظمإ لو أنه عذب الورد
33
وقمت فجمعت الحصى واشتويته *** عليه وللرمضاء من تحته وقد
34
ونلت خسيسا منه ثم تركته *** وأقلعت عنه وهو منعفر فرد
35
لقد حكمت فينا الليالي بجورها *** وحكم بنات الدهر ليس له قصد
36
أفي العدل أن يشقى الكريم بجورها *** ويأخذ منها صفوها القعدد الوغد
37
ذريني من ضرب القداح على السرى *** فعزمي لا يثنيه نحس ولا سعد
38
سأحمل نفسي عند كل ملمة *** على مثل حد السيف أخلصه الهند
39
ليعلم من هاب السرى خشية الردى *** بأن قضاء الله ليس له رد
40
فإن عشت محمودا فمثلي بغى الغنى *** ليكسب مالا أو ينث له حمد
41
وإن مت لم أظفر فليس على امرئ *** غدا طالبا إلا تقصيه والجهدأخبار البحتري
واسمه الوليد بن عبيد ويكنى أبا عبادة.
حدثني علان بن محمد قال: هجا البحتري أبا الفضل بن الحسن بن سهل، فتركه أياما وأظهر قلة المبالاة والإهمال لهجائه، ولم يظهر الموجدة بذلك. وحضره يوماً فقال له: يا أبا عبادة. تبيعني غلامك نسيماً?فقال: كيف أبيعك من لو فارقته ساعة فارقتني روحي? فقال: أعطيك به رغيبة فقال: وكم تعطيني? قال:أعطيك ألف دينار. قال: لا أفعل.قال: أعطيك ألفي دينار، فقال له: أحضر المال. فباعه وتسلمه أبو الفضل. فما مر للبحتري يوم حتى قامت قيامته،وندم، فواصل غدوه برواحه إلى باب أبي الفضل يسأله الإقالة وهو يأبى عليه، فلما عيل صبره كتب إليه: أبا الفضل في تسع وتسعين نعجةً غنى لك عن ظبي بساحتنا فرد
أتأخذه مني وقد أخذ الهوى فؤادي له فيما أسرّ وما أبدي
وتغدو عليه صبوتي وصبابتي ولم يعده وجدي ولم يأله جهدي
وقلت: اسلُ عنه، والمنية دونه وكيف سلو ابن المفرغ عن بُرد
وابن المفرغ شاعر كان له غلام اسمه برد فباعه وندم. وله فيه أشعار كثيرة- فقال أبو الفضل: أبيعكه بجميع ما تملك، فقال له: أفعل. فباعه بجميع ملكه وأشهد عليه ورد الغلام إليه، فلما كان من الغد، رد عليه الكتاب وأقاله من جميع ذلك، وحمل إليه صلة وقال له: إياك أن تهجو الأحرار، فإن لهم مكايد يضل فيها هجوك ومدحك.