معرض التراث الفلسطيني رغم الحصار
معرض التراث الفلسطيني………….إبداع رغم الحصار
إن معرفة فلسطين لا تكون بالاقتصار على معرفة جِهادها ونضالها في هذا العصر ، ولاتتم الصورة إلا بالإطلاع على جذور حضارة هذا البلد الطيب منذ القدم ،فالحاضر نتيجةالماضي والمستقبل وليد الحاضر ، والتاريخ حلقات مترابطة .
ولا شك في أن أحياءالتراث الشعبي والحفاظ على خصائصه الفنية وإظهار أصالته شرط أساسي من شروط تخليدآثار الحضارة العريقة ، فالفن القومي لأي امة من الأمم مظهر لثقافة الشعب عبرالزمان والمكان ،
ويرتبط تراث فلسطين بتنوع جغرافيتها ، فالتراث في المناطق الجبلية يختلف عنه فيالمناطق الساحلية وفي الصحراوية ، فكل منطقة لها تراث خاص بها وعادات وتقاليدتميزها عن غيرها .
كذلك تأثر التراث الفلسطيني كما أي تراث في العالمبالحضارات والثقافات والأمم التي مرت على فلسطين ، فكل حضارة من تلك الحضارات تركتأثراً بارزاً في التراث الفلسطيني ، سواء كان في الزى أو العادات أو التقاليد أو حتىاللهجة .
وإحياءً لتراثنا الفلسطيني ولإظهار إبداع نساء فلسطين أُقيم في مدينة غزة يوم الثلاثاء الموافق 16/3/2010 م معرضاً للتراث الفلسطيني تحت رعاية مركز شئون المرأة على شرف فعاليات الثامن من آذار بعنوان معرض منتجات نساؤنا السنوي الخامس وكان شعار هذا المعرض (عاش الثامن من آذار ……… للمرأة انتصار)
حيث شارك في هذا المعرض عدد كبير من المؤسسات النسوية والجمعيات التي تعنى بدعم وتأهيل وتطوير المرأة الفلسطينية , وجمعيات رعاية وتأهيل المعاقين وغيرها من المؤسسات والجمعيات .
ولقد تجولتُ في أرجاء المعرض التراثي الفني مُمتعاً نظري بإبداع المرأة الفلسطينية وقدرتها على إنتاج التحف الفنية الرائعة من أبسط الخامات ,وقد كان السواد الأعظم من المطرزات بألوانها الزاهية والتي تعتبر من أبرز معالم تراثنا الفلسطيني, وأشتمل جانب من المعرض على لوحات فنية أبدعتها أيدي الفنانات الفلسطينيات الشابات بألوان زيتية على لوحات من الخشب أو القماش,
وأشتمل قسم أخر من المعرض على تحف فنية منحوتة من أخشاب البرتقال والزيتون التي اقتلعتها جرافات الاحتلال الصهيوني الغاشم فتم استغلالها في إنتاج تحف فنية غاية في الروعة , ومن بين المعروضات قسم خاص بالأواني الفخارية ,كما اسُتغلت خامات البيئة في معروضات مميزة مصنوعة من نبات الحلفا( البوص) والنباتات المجففة والورق وغيرها من الخامات التي قد تتوفر لدي أي إمراة لديها إحساس فني وقدرة على الإبداع لتُنتج هذا الكم من التحف الفنية التي يعجز اللسان عن وصفها .
ولقد خصص جانب من المعرض للمأكولات الشعبية والمعجنات , ومما يلفت نظر الزائر الخيمة البدوية بكل محتوياتها وأثاثها وقد تميزت هذه الخيمة بعرض حي لصنع القهوة وخبز الصاج وقد كُتب بداخلها فلسطين, واستمتعت بسماع الأغاني الشعبية الفلسطينية الجميلة أثناء تجوالي في المعرض, وكم تمنيت لو لم يكن هناك حدود ومسافات لسارعت بدعوتكم لحضور هذا المعرض المميز , لذلك التقطت مجموعة من الصور لهذه التحف الفنية لعلني أساهم في إمتاعكم بمشاهدة هذه المعروضات ولو عبر الشبكة العنكبوتية ولأوفي المساهمين في هذا المعرض ولو جزءً بسيطاً من حقهم .
.
.
.
__________________
إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليــــــــل أن ينجلي *** ولا بد للقيـــد أن ينكسر
تقييم:
0
0