فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1388.59
إعلانات


من حكايات أهل الغناء

من حكايات أهل الغناء في العصر العباسي:


كان إبراهيم المهدي شقيق الخليفة هارون الرشيد صاحب صوت جميل. يغني لنفسه ولخاصته.. فقال: حججت مع الرشيد وأتممنا المناسك في أم القرى، ثم خرجنا بالركب عائدين. فبينما نحن في الطريق انفردت أسير وحدي وأنا على دابتي غلبتني عيناي فسلكت بي الدابة غير الطريق..
أي ، انحرفت بي إلى طريق آخر، وتركت القافلة فانتبهت وأنا على غير الجادة، فوجدت حولي صحراء قاحلة، والجو شديد الحرارة.. فعطشت عطشًا شديدًا.
فأخذت أنظر هنا وهناك، وإذا بي أرى خيمة على يساري . فتوجهت نحوها ، فلما وصلت، لم أجد إنسيا، ولكنني وجدت بجوار الخيمة بئر ماء ومزرعة.. فتفحصت داخلها، فوجدت داخل القبة رجلا أسودا نائما، فأحس بي..
ففتح عينيه كأنهما دم أحمر، واستوى جالسا، فإذا هو عظيم الصورة فقلت: يا أسود، اسقني من هذا الماء..
فقال: يا أسود، اسقني من هذا الماء. محاكيا لي.. وقال: إن كنت عطشانا فانزل واشرب. وكان تحتي برذون ، خبيز ، نفور .. وأعتقد أن هذا اسم حيوان. الحق أنني لا أعرف معنى هذه الألفاظ ولكنني فهمتها من السياق.. المهم نستكمل.
فخشيت أن أنزل عليه فينفر ويفر مني. فضربت رأس البرذون وما نفعني الغناء قط إلا في ذلك اليوم. وذلك، أني رفعت عقيرتي وغنيت:
كَفِّناني إن مِتْتُ في دِرْعِ أروى *، واسقياني من بئرِ عُرْوةَ ماءا
فلما فرغت قال لي: أيما أحب إليك، أن أسقيك ماءً وحده، أو ماءً وسويقا؟ فقلت: الماء والسويق.. فسقاني.. وأخذ يضرب بيده على صدره ورأسه ويقول:
واحَرَّ صدراه، واناراتِ اللهبِ في فؤادي. يا مولاي ، زدني وأنا أزيدك وأنا أغنى.. ثم قال:
يا مولاي، إن بينك وبين الطريق أميالا، فاملأ قربتي هذه واحملها أمامك. فخرجنا من مكانه وسار أمامي يحجل في مشيته دون أن يخرج عن الإيقاع
فإذا أمسكت عن الغناء قال : يا مولاي، أعطشت؟ فأغنيه، حتى استلمت الطريق فقال لي:سر رعاك الله ولا سلبك ما كساك من هذه النعم..
ولحقت بالقافلة.. وسعد بي الرشيد حين رآني، فأتيته وقصصت عليه الأمر فقال الرشيد: عَلَيَّ بالأسود. فجاءوا به. فقالوا له: ويلك، ما حَرَّ صدرك؟ فقال الأسود: يا مولاي، ميمونة. قال: ومن ميمونة؟ قال: بنت حبشية. قال: ومن حبشية؟ فأمر الرشيد من يستفهمه. فإذا الأسود عبد لبني جعفر الطيار، وإذا بميمونة لقوم من ولد الحسن بن علي..
فأمر الرشيد بشرائها، فأبى مواليها أن يقبلوا لها ثمنا ووهبوها للرشيد.. فاشترى الأسود وأعتقه ، وزوجه منها، ووهب له من ماله بالمدينة حديقتين


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة