فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1381.44
إعلانات


في مدح سيد الخلق

فيروزجُ الصبـحِ أمْ ياقوتـةُ الشفـقِ : بدَتْ فهَيّجَتِ الوَرقـاءَ فـي الـوَرَقِ

أمْ صارِمُ الشّرقِ لمّـا لاحَ مُختَضِبـاً : كما بَدا السّيفُ مُحمَـراً مـن العلَـقِ

و مالتِ القضبُ إذْ مـرّ النسيـمُ بهـا : سَكرَى كما نُبّهَ الوَسنـانُ مـن أرَقِ

و السحُّبُ تَبكي و ثَغـرُ البَـرّ مُبتَسِـمٌ : و الطّيرُ تَسجَعُ من تيهٍ و مـن شَبَـقِ

فالطّيرُ في طرَبٍ و السُّحبُ في حَـربٍ : و الماءُ في هربٍ و الغصنُ في قلـقِ

و عـارضُ الأرضِ بالأنـوارِ مكتمـلٌ : قد ظلّ يشكرُ صوبَ العـارِضِ الغـدِقِ

و كلّلَ الطلُّ أوراقَ الغصـونِ ضُحًـى : كمـا تكلـل خـدُّ الخـودِ بالـعـرقِ

و أطلَقَ الطّيـرُ فيهـا سَجْـعَ مَنطِقـه : مـا بَيـنَ مُختَلِـفٍ منـهُ و مُتّـفِـقِ

و الظلُّ يسرقُ بيـنَ الـدوحِ خطوتَـه : و للمِيـاهِ دَبِيـبٌ غَـيـرُ مُسـتَـرَقِ

و قـد بـدا الـوردُ مفتـراً مباسمُـهُ : و النرجِسُ الغضُّ فيها شاخصُ الحدقِ

من أحمرٍ ساطـعٍ،أو أخضـرٍ نضـرٍ : أو أصفـرٍ فاقـعٍ أو أبيـضٍ يقـقِ

و فـاحَ مـن أرجِ الأزهـارِ منتشـراً : نشـرٌ تعطـرَ منـهُ كـلُّ منتـشـقِ

كـأنّ ذكـرَ رسـولِ اللهِ مـرّ بهـا : فأكسبتْ أرجـاً مـن نشـرهِ العبـقِ

مَحمّدُ المُصطفَى الهادي الذي اعتصَمَتْ : بهِ الورَى فهداها أوضـحَ الطـرُقِ

و مـن لـهُ أخـذَ الله العهـودَ علـى : كـلّ النّبييّـنَ مـن بـادٍ و مُلتَـحِـقِ

و مَن رَقى في الطِّباقِ السّبعِ مَنزِلَـة ً : ما كانَ قـطّ إليهـا قبـلَ ذاكَ رَقـي

و مَـن دَنـا فتَدَلّـى نَحـوَ خالِـقِـهِ : كقابِ قَوسَينِ أو أدنَـى إلـى العُنُـقِ

و مَن يُقَصِّـرُ مـدحُ المادِحيـنَ لَـهُ : عَجزاً و يَخرَسُ رَبُّ المَنطِـقِ الذَّلـقِ

و يُعـوِزُ الفِكـرُ فيـهِ إنْ أُريـدَ لَـهُ : وصفٌ و يفضلُ مـرآهُ عـن الحـدقِ

يا خاتمَ الرسلِ بعثـاً أنت أولُهـا : فضلاً و فائزُهـا بالسبـقِ و السبـقِ

جمعتَ كـلّ نفيـسٍ مـن فضائلهـمْ : مِـن كـلّ مُجتَمِـعٍ منهـا و مُفتـرِقِ

و جاءَ في محكمِ التوارة ِ ذكـرُك والــــإنجيلِ و الصّحُفِ الأولى علـى نَسَـقِ

و خصكَ اللهُ بالفضـلِ الـذي شهـدتْ : به لعمرُكَ في الفرقانِ مـن طـرقِ

فالخلقُ تقسـمُ باسـمِ اللهِ مخلصـة ً : و باسمِكَ أقسمَ ربُّ العـرشِ للصـدقِ

عَمّتْ أياديـكَ كـلَّ الكائنـاتِ و قـد : خُـصّ الأنـامُ بجُـودٍ منـكَ مُندَفِـقِ

جـودٌ تفلـتَ أرزاقَ العـبـادِ بــه : فنابَ فيهمْ منـابَ العـارضِ الغـدِقِ

لو أنّ آدَمَ في خِـدرٍ خُصِصَـتَ بـهِ : لكانَ من شرّ إبليـسَ اللّعيـنِ وُقـي

أو أنّ عزمكَ في نـارِ الخليـلِ و قـد : مستّهُ لم يَنجُ منهـا غيـرَ مُحتـرِقِ

لو أنّ بأسكَ في موسَى الكليـمِ و قـد :نوجي لما خرّ يومَ الطـورِ منصعـقِ

لوْ أنّ تبعَ فـي محـلِ البـلادِ دَعـا : للهِ باسمكَ و استسقى الحيـا لسُقـي

لو آمنَتْ بكَ كـلُّ النّـاسِ مُخلِصـة ً : لم يُخشَ في البعثِ من بخسٍ و لا رَهَقِ

لـو أنّ عبـداً أطـاعَ اللهَ ثـمّ أتَـى : ببُغضِكُمْ كانَ عندَ اللَّـهِ غَيـرِ تَقـي

لو خالفتكَ كمـاة ُ الجـنّ عاصيـة ً : أركَبَتهم طَبقاً في الأرض عـن طَبَـقِ

لو تودعُ البيضُ عزماً تستضيءُ بـه : لم يُغنِ منها صِلابُ البيـضِ و الـدَّرَقِ

لو تَجعَلُ النّقعَ يومَ الحـربِ متّصِـلاً : بالليلِ مـا كشفتـهُ غـرة ُ الفلـقِ

مَهّدَتَ أقطـارَ أرضِ اللَّـهِ مُنفَتحـاً : بالبيضِ و السُّمرِ منها كـلُّ مُنغلِـقِ

فالحربُ في لذذٍ و الشركُ في عـوذٍ : و الدينُ في نشزٍ و الكفـرُ فـي نفـقِ

فضلٌ بهِ زينـة ُ الدنيـا فكـانَ لهـا : كالتاجِ للـرأسِ أو كالطـوقِ للعنـقِ

و آلكَ الغـررِ اللاتـي بهـا عرفـتْ : سبلُ الرشادِ فكانتْ مهتـدى الغـرقِ

و صحبكَ النُّجبِ الصِّيد الذيـنَ جـرَوا : إلى المناقـبِ مـن تـالٍ و مستبـقِ

قومٌ متى أضمرتْ نفسٌ امرىء ٍ طرفاً : من بُغضِهم كانَ من بعد النّعيمِ شَقـي

ماذا نقولُ إذا رُمنـا المَديـحَ و قَـد : شَرّفْتنـا بمَـديـحٍ مـنـكَ مُتّـفِـقِ

إذ قلتَ في الشّعرِ حكمٌ و البَيانُ بـهِ : سحرٌ فرغبتَ فيـهِ كـلّ ذي فـرقِ

فكنـتَ بالمـدحِ و الإنعـامِ مبتـدئـاً : فلو أرَدنا جزاءَ البَعـضِ لـم نُطِـقِ

فـلا أخـلُّ بعـذرٍ عـن مديحـكـمُ : ما دامَ فكريَ لـم يرتـج و لـم يعـقِ

فسوفَ أصفيكَ محض المدحِ مجتهـداً : فالخلقُ تفنى و هذا إن فنيـتُ بقـي


" شعر : صفي الدين الحلي "


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة