فضاءات نزلة سرقنا

نزلة سرقنا

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
بدر الشريف
مسجــل منــــذ: 2011-05-05
مجموع النقط: 198.84
إعلانات


استكمال لسلسلة الانسان والعقل الجزء ................21

نستكمل سلسلة الانسان والعقل بسم الله نبتدئ

عرف الإنسان الكثير عن نفسه ولم يعرف نفسه وعرف الكثير بعقله ولم يــعــرف عــقــلــه، يدرك الإنسان أن له خالقا فيعبده ، ولم يدرك بإدراكه خالقه ، يرى الإنسان كـل ما حــوله ولا يرى حقيقة ما يحيط به . يعرف الأشياء ولم يعرف عن نفسه أنه شيء ، ويدرك وجوب موته ولم يحقق إدراك وجوب بعثه ، هل الإنسان مشكل بنفسه أم له مشكل في نفسه وما هـو؟ ومــا نفسه؟ نجده يخاطب نفسه كأن فيه شخصا ثانيا ، ، ونجده يكتشف أشياء بفكره كأن أحدا يمـلي عليه ، فالعقل بعيد عن متناوله والحياة ليست ملكه . حياته شرط مفروض عليه ولم يكن صنع يديه . وكأن الإنسان في هذه الحياة يمر بمراحل عذاب على شيء قد فعله ، وفكر الإنسان منذ القديم في أحكام الإرادة . والإرادة والمشيئة كان الهدف من البحث للبلوغ إليـها لــيــتــمــكــن الإنسان أن يفعل ما شاء . ولم يكن ما شاء الإنسان إلا إن تمكن من اكتساب القوة ، وبـالقـوة ، تكون الإرادة وبالإرادة تكون المشيئة . فالقوة إذا هي أول منطلق للبحث ، ولـكــن الــقــوة لا تكتسب إلا بالمعرفة، والمعرفة تكون يقينا بعلم ، والعلم يكون له فعالية بشرط وجود الحقيقـة. والحقيقة لا تكون مدركة بإدراك علم معرفة الأشياء . فظهرت الاستحالة . والاستحالة أســس فهمها تنطوي على إدراك ضعف الإنسان أمام كل شيء ، وضعف كـل شــيء أمــام الــعــدم وضعف العدم أمام الخالق . فكر الإنسان أن العدم والوجود هما أساس معرفة الــحــقــيــقــة . والباحثون على هذا الأساس ، وهذا المنطلق لم يكن تفكيرهم متجها نحو الوجود بعد الـموت ، بل فكروا في كيفية وجود الإنسان قبل كونه ، وكيف كان قبل أن يوجد ووجـهــوا كــل قــوى العقل إلى البحث في ما قبل الإنسان ، وثبت لديهم أن الأرض كانت قـبــل وجــود الإنــسان ، ولكن لم يتمكنوا من الخروج عن أصل الوجود للدخول في معرفة حقيقة العدم لأنه من العــدم وجد الوجود ، والوجود حجاب للعدم . وفكروا في خلاص الروح ظنا واعــتــقادا أن الــروح ظنا واعتقادا أن الروح تبقى في الخلود وأن بالعقل يمكن إدراك الروح وبالروح يمكـن إدراك العدم وبالعدم يمكن إدراك الوجود الحقيقي للكون والإنسان . والخطأ في هذا هو أن العقــل لا يمكنه إدراك الوجود إلا بالحواس المتمركزة في جسم موجود ، وفناء الجــســم فــناء للإدراك الكلي ، والتخلي عن الحواس والجسم لا يتيح للعقل الإدراك . والذين يستطيعون التخلي عــن الجسم والحواس نجد أن قوى العقل تبقى مرتبطة بما يسمى بالخيط الفضي ، والخيط الفـضي هذا هو الذي يعطي الإدراك للعقل في هذا الحال ، ومتى انقطع ينقطع كــل اتــصــال بــعالــم الوجود ، فيدخل العقل للعدم الظاهري الذي معناه أنه عالم موجود تضمحل فيه قوى الــشعور والإدراك لا غير، ولم يكن هو العدم الأصلي ، فالعدم الحقيقي لا يمكن للإنسان الدخول إلـيــه أو الانتماء له . فالإنسان لم يكن موجودا في العدم ، بل وجد في الوجود بعـد وجــوده . ودون الوجود فالإنسان لا وجود له لأن العدم عدم كلي ، لا وجود للروح فيه ولا للعقــل ، فــيــبــقى سعي الإنسان في هذا المجال سعيا فانيا ، كما يبقى الإنسان في الوجود . ولم يكن البـقاء حــلا لمعرفة الإنسان لكيفية وجوده ، لأن البقاء هو بقاء في الوجود فقط . ومهما أن الوجود كله قـد يدخل في قوة مفنية ويمكنه الرجوع إلى العدم ، اعتبر الإنسان أن بهذا الأساس لابد أن يكـون هناك صلة إجبارية بينه وبين خالقه ، وسميت أصول الطرق المستعملة في هذا الميـدان أنــها

سبيل للرجوع إلى الأصل ، والأصل المعتقد هو الخالق لأن الإنسان فكر أنه لابد أن يــكــون هناك أصل له قبل خلقه ، وهذا الأصل هو عند خالقه ، وأن الخالق أراد أن يعرف نــفــســه ، فأوجد صورته في عالم وجودي وحملها الإنسان فقيل إن الإنـسان صورة للــخــالــق ، وأنــه بإمكانه الرجوع إليه والانتماء إليه من جديد بعد معرفة الذات الإلهية . واعتــقــد الإنــسان أن بمعرفته قد يعرف خالقه ويدرك أصالته . والطرق الباحثة في هذا المجال كـثــيــرة ، ولــكــن الخالق غير مدرك بشيء ولا يتجلى في شيء لا في الكون ولا في المخلوقات ، ولا في العـدم ولا في الوجود . والإنسان هو إنسان دون الخالق ، ولا ينتمي إليه ولا هو متصل به بانفـصال ولا منفصل به باتصال . والتفسير في هذا المجال واسع ، أصوله مرتبطة بأصول علم الــدين . أما بقوى العقل فلا يمكن إظهار الحقيقة ، والعلم هو الذي يدل الإنسان على الحقيـقة دون أن يبلغ إليها فيتناولها بإدراكه ، فالعلم هو سبيل خلاص الإنسان دون وجوب البلوغ إلى الحقيــقة نفسها ، ولكن يكتفي الإنسان بما يُعطى له من علم عن نفسه ، إلا إذا توفــر لــديــه الإيــمان ، والإيمان هو تصديق لما هو غيبي أدركت حقيقته بعلم ظاهري معجز للإنسان ، فالــظــواهـر الطبيعية هي علم كامن يظهر عجز الإنسان ، فهو علم معجز إذا ، حقيقته مدركـة بالــعــلــم ، والاعتقاد فيها هو إيمان بالغيب وبهذا يكون الإيمان بالخالق .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة